رأي ومقالات

غندور .. “فك الشفرة واستعادة ضبط المصنع”

? لم يكن الحاذقون في مهارات وفنون تقانة المعلومات وفضاءات الاتصال والهواتف الذكية وعلوم الذكاء الاصطناعي يعلمون ان عالم السياسة ملئ ايضا بمهارات “فك الشفرة” واعادة ضبط المصنع “الفرمتة” ومكر استعادة البيانات والوسائط المفقودة بعد عمليات “القرصنة” وهجوم “الهكرز” .. هي فعلا تقنيات معقدة تحتاج الى انشطة متقدمة من البرمجيات ولكن لابد من توفر المبرمج الماهر لاكمال العملية دون خسائر .. مايحدث في عالم الوسائط له صلة بوقائع الاحداث في دهاليز السياسة السودانية التي فقدت البوصلة واصابها “فايروس” عضال كان له الاثر في فقدان “البيانات” .. فالساحة السياسية السودانية “طشت شبكة” فلم تجد من الوسائط سندا تقنيا يعيد اليها شفرة الوجود والفعالية .. اصبحت القضايا السياسية التي تحتاج الى الحكمة في ضلال وتيه ولعبت الوسائط الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي الفاعل “نمرة ١” في مجريات الاحداث ..
? البرفسيور ابراهيم غندور الرئيس المكلف للمؤتمر الوطني دفعت به الاقدار لادارة اخطر مرحلة يمر بها حزبه الذي صنف ضمن العشر الاوائل بين الاحزاب الافريقية والعربية رضي الشانئين ام غير ذلك من وسائل التعبير عن السخط وعدم الرضاء .. ولكن يظل هذا التصنيف حقيقة ماثلة تؤكدها الشواهد والبراهين والادلة ومجريات الاحداث .. فالعواصف والازمات والضغوط الدولية والاقليمية والمحلية التي مورست ضده لم تفلح في ازاحته عن السلطة الا حينما قال “الشعب” كلمته .. نعم “الشعب” لاغيره فله من المبررات مايكفي لاحداث التغيير .. “الشعب” وحده وليس الاطر السياسية التي تدعي الحرية والتغير والعدالة .. فقابل حزب المؤتمر الوطني ومنسوبوه التغيير برحابة صدر وقبول لم يحدثان في المشهد السياسي عند لوازم التغيير في دول عديدة بالمنطقة ..
? منذ تكليفه رئيسا مكلفا للحزب ظل غندور يبحث عن وسائل “فسيولوجية” تعينه على “فك الشفرة” واستعادة ضبط المصنع “الفرمتة” لاعادة البيانات المفقودة وسط عضوية الحزب المنقسمة الى اربعة اجنحة “يناطح” كل جناح الاخر من اجل فرض افكاره وطرح الحلول للخروج من الازمة .. الاول هم المعارضون لسياسات الحزب “داخل مؤسساته” .. والثاني المعارضون لسياسات الحزب خارج المؤسسية “المغاضبين” .. والثالث من تتملكه احاسيس الغدر والخيانة حول الطريقة التي تم بها التغيير .. اما الرابع فهو تيار “استعادة ضبط المصنع” والعودة بالحزب الى واجهة الفعل السياسي الراشد وفق رؤية اصلاحية جديدة .. وقد استبان مناصرو هذا التيار “تغريدات” ورسائل غندور التي اختار وسائل التواصل الاجتماعي منصة لاطلاقها من شاكلة مصطلح “المعارضة المساندة” .. وتوجيه نقده الحاد للمهاترات الاسفيرية التي تعرض لها “حمدوك” في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة .. ودفاعه عن تغريداته بان “الامر العام مافيهو طالعني الخلا” من مبدأ ان “السياسة كياسة” وهي لغة المنطق والعقلانية فقد تعامل غندور ب”برغماتية” في ارسال رسائل لبثها بين العضوية وعلى الهواء الاسفيري الطلق تلقفها الجميع دون فرز ..
? البعض لم يكن موفقا بل متسرعا في الرد على بروف “غندور” دون حتى معرفة وجهة نظره فيما استرسل فيه من ارسال رسائله للعضوية بعدم الخوض في التعليقات الغير مفيدة التي يمكن ان تفسر من باب الغيرة السياسية .. اوصل “غندور” رسائله بعجالة حتى يتفرغ “اخوانه” لادارة معارضة ناضجة ضد حكومة تتجاذبها اطراف عديدة .. وطرح سؤال مهم “لماذا لايكون المؤتمر الوطني احد اطراف العملية السياسية ؟؟ .. اعتقد “تغريدات” غندور تصب في صالح تحسين الصورة الذهنية تجاه المؤتمر الوطني والتي نجحت محاولات “المعارضة السابقة” “الحكومة الحالية” في تشويه صورته امام عامة الناس ب”الحق والباطل” .. لذلك معركة “غندور” الحالية تتلخص في تحسس الارض التي سيمشي عليها المؤتمر الوطني في ثوبه الجديد المتجدد .. ولو ترك اعضاء المؤتمر الوطني المتمسكين بالفكرة “غندور” بدبلوماسيته المعهودة لحقق النجاح في استعادة “الداتا” المفقودة بعد “الفرمتة” التي حدثت في المشهد السياسي السوداني بصفة عامة والمؤتمر الوطني نتيجة تحوله من الحكم الى المعارضة بصفة خاصة ..

د. عصام بطران

‫2 تعليقات

  1. انتهى دوركم تماماً يابروف غندور وعقارب الساعة لاتعود للوراء واخذتم فرصتكم اكثر من اي حزب اوجهة سياسية في السودان وما اظن ان اي انسان عاقل في السودان سوف يعطيكم صوتاً الان الدمار الذي حصل في طيلة سنوات حكمكم العجاف كان شاملاً في كل مناحي الحياة ( نهب وفساد في المال والاخلاق وفساد حتى في المشروع الحضاري الذي تنادون من اجله – اذان اذا كنتم حقاً اسلاميون كما تدعون يجب المحاسبة والمناصحة بينكم حول الدمار الذي حصل في البلاد والعباد يجب العمل في تصحيح فكركم الاسلامي اولاً وبناء حزبكم ثانياً وان يكون حزباً اسلامياً حقاً . الان الحصل في سنوات حكمكم هي خلطاً بين الاسلام السياسة والاقتصاد والجريمة المنظمة رابعاً وخيراً الاعتذار للشعب السوداني الذي اسئتم له وجرحتم كرامته وتم اهانتة من قبل حزبكم -ساعتها يمكن أن يقبلكم الشعب السوداني في الساحة السياسية

  2. هههههههههههه
    السادة أكلة المال العام
    المختلسين الفاسدين كلها صفات لن تنفك منكم أبدا أبدا
    والله والله والله
    لو جبتا جانقو زاتو من تربة تانى لن تحكم السودان تانى لا انتا غندور ولا بغاث كيزانك القذرة
    ونشوف الايام مثقلة بى الاحداث
    ههههههههههه
    قال كيزان تانى بسيطة