عالمية

احتجاجات العراق تدخل أسبوعها الثالث بيوم دام.. 13 قتيلا وعشرات الجرحى ومظاهرات في 10 محافظات

قالت مصادر طبية وأمنية إن عدد القتلى في مدينة البصرة جنوبي العراق ارتفع إلى سبعة قتلى، وأن نحو 160 آخرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم أمام مبنى مجلس المحافظة، في حين قتل أربعة آخرون بوسط العاصمة بغداد.

وتشهد ساحة التحرير وسط العاصمة وساحات التظاهر الأخرى في محافظات البصرة وميسان والناصرية والمثنى والديوانية وكربلاء والنجف والحلة والمثنى -منذ ليلة الخميس وصباح اليوم- اكتظاظا شعبيا كتقليد أسبوعي للتجمع يوم الجمعة.

ودخلت المظاهرات الاحتجاجية في بغداد وعدد من المحافظات أسبوعها الثالث اليوم.

البصرة.. نيران ودماء
وتفيد الأنباء الواردة من البصرة أن القوات الأمنية كثفت حضورها في الشوارع، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، بعد الأحداث الدامية التي عرفتها مساء أمس.

ووقعت تلك الأحداث بعد أن حاولت قوة أمنية إنهاء اعتصام ينفذه عشرات ممن كانوا قد نصبوا خياما أمام مبنى المحافظة، وأطلقت النار عليهم بعد فشل محاولة تفريقهم.

ونقلت قناة “العراقية” الحكومية عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف أن ما حدث في البصرة ناتج عن قيام ما وصفها بجهات منحرفة بالاعتداء بالأسلحة على المتظاهرين وقوات الأمن، بهدف خلط الأوراق.

كربلاء.. الحرائق لإنهاء الاعتصام
وقالت مصادر في كربلاء إن القوات الأمنية حرقت خيم المعتصمين أمام مبنى محافظة مديرية التربية وسط المدينة.

وأضافت أن القوات الأمنية عمدت إلى حرق الخيم ومبنى مديرية التربية لإرغام المتظاهرين على التفرق وإنهاء اعتصامهم المستمر هناك منذ أكثر من أسبوع.

بغداد.. اشتباكات على الجسر
وفي العاصمة، ارتفع عدد القتلى جراء الرصاص الحي إلى ما لا يقل عن ستة محتجين، بعد أن استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين قرب جسر الشهداء وسط بغداد.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية وطبية قولها إن أربعة محتجين قُتلوا وسط العاصمة وأصيب عشرات، في اشتباكات قرب جسر الشهداء أثناء محاولتهم عبوره.

وقالت قيادة عمليات بغداد للجزيرة إن أوامر صدرت باعتقال أفراد القوة التي أمرت بإطلاق النار على المتظاهرين قرب جسر الشهداء.

وتمكنت القوات الأمنية من فتح الجسر بعدما أغلقه متظاهرون.

ورغم أعداد القتلى والجرحى، واصل المتظاهرون التوافد إلى ساحة التحرير وسط بغداد، للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد.

ويرفع المتظاهرون لافتات تؤكد عزمهم على الاستمرار وعدم التراجع عن مطالبهم، منددين بما يصفونه بعدم وجود استجابة حقيقية من السلطات للمطالب التي ينادون بها، في وقت لم تظهر أي علامة على تراجع الاضطرابات الدامية المستمرة منذ أسابيع.

وفشلت الحكومة في إيجاد مخرج من أكبر تحد يواجهها في سنوات. وكسرت الاضطرابات حالة الهدوء النسبي التي تلت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017.

السيستاني لقوات الأمن: تجنبوا العنف
قال الزعيم الأعلى للشيعة علي السيستاني إن المحافظة على سلمية الاحتجاجات تحظى بأهمية كبيرة وإن “المسؤولية الكبرى تقع على عاتق القوات الأمنية بأن يتجنبوا استخدام العنف”.

وحث السيستاني الحكومة في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء على الاستجابة لمطالب المحتجين في أسرع وقت، كما حذر من وجود “أطراف وجهات داخلية وخارجية قد تسعى اليوم لاستغلال الحركة الاحتجاجية الجارية لتحقيق بعض أهدافها”.

قلق أممي
قالت البعثة الأممية إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قلقٌ إزاء ارتفاع عدد القتلى والجرحى في المظاهرات المستمرة بهذا البلد.

ونقل بيان للبعثة عن غوتيريش أن التقارير الواردة من العراق مثيرة للقلق، وتعبر عن استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

وأضاف البيان أن الأمين العام يحث جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن ممارسة العنف والتحقيق بجدية فيما حدث، داعيا إلى إجراء حوار مفيد بين الحكومة والمتظاهرين.

ووصف البيان الأممي تعطيل البنى التحتية الحيوية بأنه مصدر قلق بالغ، وقال إن حماية المنشآت العامة مسؤولية الجميع.

5 آلاف مشروع معطلة
في غضون ذلك، قال رئيس الحكومة عادل عبد المهدي إن خمسة آلاف مشروع خدمي تصل قيمتها نحو 17 مليار دولار تعطلت خلال عمر الحكومات المتعاقبة، جراء سوء التخطيط والإدارة.

وأوضح -خلال كلمة أمام مجلس الوزراء بثها التلفزيون- أن ميزانية الدولة تعاني من التشوهات مما فاقم الديون والبطالة. وتعهد عبد المهدي بتوفير اعتمادات مالية تستجيب لمطالب المتظاهرين

وأودت حملة تنفذها السلطات على محتجين -معظمهم عزل- بحياة أكثر من 260 شخصا منذ تفجر الاضطرابات أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب نقص الوظائف، وتردي الخدمات والبنية الأساسية بفعل الصراع والعقوبات والفساد على مدى عقود.

المصدر : الجزيرة