جرائم وحوادث

بعد وفاته في ظروف غامضة .. عم النعيم يؤكد وفاته مسموماً

شيّع سودانيون في أم درمان جثمان الشرطي نزار النعيم الذي توفي بالقاهرة في الآونة الأخيرة في ظروف وصفت بالغامضة، وكان شاهدا على فض اعتصام القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم في يونيو/حزيران الماضي.

وردد المشاركون في الجنازة اليوم الجمعة هتافات تطالب بالكشف عن ملابسات وفاة النعيم، والإسراع في محاسبة من قاموا بفض اعتصام القيادة العامة والمتسببين في قتل المتظاهرين إبان فترة الحراك الثوري.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن آلاف السودانيين شاركوا في الجنازة، ورددوا شعارات من قبيل “الدم قصاد الدم.. ما نقبل الدية”.

ووصل جثمان النعيم إلى الخرطوم فجر اليوم، وقد أخذت عينات منه قبل أن يوارى الثرى. وكان قد سافر إلى القاهرة لإجراء فحوص طبية بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد.

لجنة تحقيق
وقد أمر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أمس بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة الشرطي الذي عرف عنه -بحسب مقربين منه- مواقفه الداعمة للحراك الثوري.

وتظاهر محتجون بمناطق عدة من العاصمة أمس الخميس للمطالبة بكشف ملابسات وفاة الشرطي. كما أضرم متظاهرون النار في إطارات السيارات وأغلقوا شوارع رئيسية في أم درمان غربي العاصمة.
اعلان

ونقل مراسل الجزيرة عن عدد من المحتجين قولهم إن النعيم كانت له مواقف داعمة للحراك الثوري، كما رفض التصدي للمظاهرات بالقوة وأبدى استعداداً للإدلاء بشهادته لكشف مَن أعطوا الأوامر بفض اعتصام القيادة العامة واستهداف المتظاهرين بالرصاص.

شبهة تسميم
وأكد عم الشرطي -خلال مقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر” أمس- أن النعيم قتل مسموما، وأن جهات في النظام مسؤولة عن قتله لإخفاء حقيقة ما حدث للمتظاهرين إبان فض اعتصام الخرطوم.

وأضاف خلال المقابلة أن النعيم انحاز إلى الثورة منذ يومها الأول، ورفض المشاركة في قتل المتظاهرين السلميين، وأنه كان يمتلك معلومات عن المتورطين في قتل المحتجين إبان الثورة.

وفي وقت سابق، دعت اللجنة الميدانية لقوى إعلان الحرية والتغيير -التي قادت الحراك الثوري- إلى تشريح جثة النعيم، وإعلان النتائج.

وقد نقلت وسائل إعلام محلية عن الشرطي القتيل تأكيده امتلاك أدلة تتعلق بفض اعتصام القيادة العامة.

وقدم النعيم استقالته من الشرطة عند اندلاع الاحتجاجات الشعبية في ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد رفضه أوامر باستهداف المتظاهرين.
اعلان

يُذكر أن فض اعتصام القيادة العامة أدى لمقتل العشرات وإصابة المئات وفقدان العشرات. وتحدث شهود ومصادر حقوقية عن وقوع عمليات اغتصاب. وحمّلت قوى المعارضة قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) مسؤولية ما جرى، في حين أنكر الأخير أي مسؤولية له وأنحى باللائمة على “عناصر مجهولة” قال إنها كانت ترتدي زي قوات الدعم السريع.

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، بلغ عدد ضحايا فض الاعتصام 61 قتيلا، لكن قوى إعلان الحرية والتغيير تقول إن عدد القتلى بلغ 128 شخصا.

المصدر : الجزيرة نت