سياسية

مؤتمر أصدقاء السودان .. آمال و تطلعات

اكتسبت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك والوفد المرافق له لعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل الأسبوع المنصرم، أهمية كبيرة، وشكلت فتحا عظيما في مسيرة علاقات السودان الخارجية، من واقع أهمية دول الاتحاد الأوروبي بوصفها التكتل الاقتصادي الأكبر؛ في مقابل أهمية السودان من خلال موقعه المميز لدول المجموعة .

ولعل أبرز نتائج الزيارة تمثلت في التزام الاتحاد الأوروبي بالسعي الجاد لمساعدة السودان في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بجانب الدعم السياسي والاقتصادي الذي أكده قادة الاتحاد خلال جميع اللقاءات التي جمعتهم بحمدوك.

وتأتي موافقة الاتحاد الأوروبي على المشاركة والمساهمة في مؤتمر أصدقاء السودان لدعم برامج الفترة الانتقالية المزمع عقده في الخرطوم ديسمبر المقبل كواحدة من أعظم نتائج الزيارة باعتبار الاتحاد أحد أهم المانحين وكذلك الدائنين للسودان إذ تقدر ديون نادي باريس بنحو ١٥.٧مليار دولار؛ وتشكل نسبة ٣١.٥ في المائة من إجمالي ديون السودان الخارجية المقدرة بنحو ٥٦مليار دولار

وقدم الاتحاد الأوروبي للسودان أثناء الزيارة (55) مليون يورو كدعم إنساني عاجل في إطار معالجة آثار الحروب، إلا أن الأمل معقود في أن يقدم الاتحاد الأوروبي خلال المؤتمر دعما اقتصاديا كبيرا يسهم في معالجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، بجانب التزاماته السابقة أثناء زيارات وفوده الأخيرة للبلاد والتي تصل إلى ٤٦٦ مليون يورو وفقا لوزارة الخارجية.

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء جاهزية السودان لاستضافة المؤتمر، من خلال إعداد أكثر من عشرين مشروعا من مشروعات الفترة الانتقالية أمام أصدقاء السودان لتمويلها، مبديا تفاؤلا كبيرا باستجابة المانحين، ودعمهم لهذه المشروعات التي تؤسس لدولة ديمقراطية مدنية حديثة.

واعتبر السيد مكي ميرغني عثمان وكيل التخطيط بوزارة المالية في حديثه لـ(سونا) أن الزيارة قد حققت مكاسب سياسية واقتصادية للبلاد من خلال تعهدات الاتحاد الأوروبي بدعم السودان، مشيرا إلى أنه سيبتعث شخصية رفيعة لحضور مؤتمر أصدقاء السودان الذي يطرح فيه السودان احتياجاته ومشروعاته للفترة الانتقالية وعلى رأسها مشروع التعداد السكاني الذي تقدر تكلفته بـ ١٥٠ مليون دولار

وفي الأثناء أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة – وزير الثقافة والإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح أنه تم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على أن تجهز الحكومة قائمة بالمطلوبات والأولويات حتى يتم تصنيف المشاريع التي يمكن أن يسهموا في تنفيذها.

ووصف فيصل الزيارة بأنها مثلت محطة مهمة في عودة السودان للمجتمع الدولي من خلال تعهدات الاتحاد الأوروبي بمساعدة السودان للعودة إلى الساحة الدولية والتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية.

وفي بروكسل قال السيد كرستوف بيليارد نائب الأمين العام للشؤون السياسية بجهاز العمل الخارجي الأوربي لـ(سونا) إن الاتحاد سيدعم السودان عبر مسارين الأول يشمل البرامج الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الأوروبي سيجري محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أما المسار الثاني فخاص بمعالجة الديون مشددا على ضرورة إزالة هذه الديون عن السودان تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها.

ويمضي الصحفي والمحلل السياسي محمد موسى حريكة إلى التأكيد على نجاح الزيارة في تقديم السودان بشكل جديد للأوربيين باعتباره دولة مدنية ديمقراطية تتجاوز انطباعاتهم السابقة عنه.

ودعا حريكة في حديثه لـ(سونا) إلى ضرورة أن تتجاوز المساعدات الجانب الإنساني إلى التعاون الاقتصادي الشامل، غير أنه رهن الخطوة بحدوث تغييرات جوهرية مرتبطة بطبيعة الاقتصاد السوداني الشائه ومدى اندماجه مع الاقتصاد العالمي الحر الذي يتيح للشركات والمؤسسات الاقتصادية العالمية الاندفاع نحو السوق السودانية.

عموما فإن الإعداد الجيد للمؤتمر، والطرح المقنع للمشروعات ومراعاة الأولويات في تقديمها، وواقعيتها تشكل أهمية قصوى لنجاح المؤتمر الذي يعول عليه المواطن في دعم الفترة الانتقالية التي يرجى منها نقل البلاد لمرحلة جديدة من التطور والنماء.

سونا