رأي ومقالات

محمد عبدالرسول: بيع الوهم


لازالت حكومة قوي الحرية والتغيير تبيع الوهم للشعب الذي خرج مطالبا بالعيش الكريم والمساواة في المتمتع بالخدمات وهي المطالب التي دفعته للخروج علي النظام السابق منذ ديسمبر الماضي حتي تم إسقاطه في الحادي عشر من أبريل المنصرم. لم يشعر المواطن بجديد علي مستوي معاشه الذي صار أكبر أزمة تواجهه فيه الأسعار الطاحنة التي تقضي علي راتبه قبل مغادرة شباك الصراف ويستمر مجابدا بقية أيام الشهر لتوفير قوت عياله ليسد رمقهم به،اذ يعيش السواد الأعظم من هذا الشعب حد الكفاف وغالبيته تقضي سحابة يومها علي وجبة واحدة تخلو من قيمة غذائية تقيه شر الأمراض. تبدل الحكام من كيزان فاسدين اهدروا موارد البلاد والعباد وتاجروا باسم الدين كثيرا وجاء تجار من نوع آخرين يبيعون وهم الحرية والعدالة للشعب الصابر المكلوم الذي اكتشف بعضه أنه غرر به وخدع من قبل شلة سرقت ثورته بعد أن وثق في سارقيه مثلما كان يثق في سابقيهم إلي أن اكتشف الحقيقة المرة. كان الشعب يبحث عن حكام يملأون الارض عدلا لايفعلون مثلما كان يفعل سادة نظام الإنقاذ الذين كلفوا خزائن الدولة أموالا طائلة في صرف بذخي حيث تتقدم سياراتهم السارينات التي تفتح لهم الشوارع للوضول لمنازلهم سالمين غانمين لكن مايحدث الآن تكرار لجيوش من الحاشية التي ترافق الوزير او المدير وهي حاشية يصرف عليها من مال هذا الشعب مثلما كان يحدث سابقا. ذات الفارهات التي كانت تجوب مع وزراء ودستوريي النظام السابق تجوب الآن تحمل في جوفها مسؤولي ووزراء الحرية والتغيير الذين تنعموا في فترة وجيزة وانقلب حالهم إلي آخر وحصدوا ثمار سرقتهم للثورة التي شارك فيها جميع الشعب بلا إستثناء ليظفروا هم بمغانمها ودونكم الفيديو الذي تداول مؤخرا لوزير البني التحتية والنقل الذي جاهر بالتغيير الذي حدث علي حياته والنعمة التي يعيشها بعد استوزاره حيث قالها صراحة(ارتحنا من تعب المواصلات وروقنا ولونا فتح)،فهذا الوزير امتلك الشجاعة التي جعلته يجاهر ويفاخر بالنعمة التي طرأت عليه ودفع ثمنها شباب طاهر دمه دون أن تجد أسرته إجابة علي السؤال العريض من قتل ابناؤنا وهم لايدرون أن أبنائهم لم يكونوا سوي أدوات استخدمتها(قحت) لتحقيق أهدافها ونجحت في ذلك ونسيتهم نسيا منسيا لأنهم ببساطة بلا أخلاق أو ذمم،فهم لن يشعروا بالذنب ببساطة قد باعوا الوطن من قبل بحفنة دولارات ويدفعون الآن ثمن ذلك لأولياء نعمتهم لذلك تجدونهم منشغولين بتنفيذ أوامر كفلائهم ولايجدون وقتا لانفاقه في قضايا بالنسبة لهم انصرافية كمعاش المواطن وحقوقه ودماء الشهداء التي راحت هدرا. انشغلت حكومة الثورة للأسف بمحاصصات وتوزيع كيكة السلطة لإرضاء الجيش الكبير المنضوي تحت لوائها دون أن تسعي لمعالجة قضايا معاش الناس او تشعر المواطن بأنها أولوية له،وقد يقول قائل امنحوها الفرصة لكن كما يقولون(الجواب من عنوانو باين والخريف اللين من اولو بين)فهي تكرر ذات أخطاء الإنقاذ في التمكين لمنسوبيها في جميع المؤسسات بعيدا عن تعيين الكفاءات التي صدعت بها رأس المواطن قبل سقوط النظام وجاءت بقيادات من الوزن الضعيف التي لاتملك رؤية أو خبرة كافية تمكنهم من إدارة الدولة بمعناها الحقيقي. لن يصدق الشعب قوي الحرية والتغيير مجددا فقد نفد صبره لاحساسه بالخداع الذي مارسته عليه قيادات الحرية والتغيير التي تبدلت الآن وتنكرت للشعب الذي كان وقودا لثورة عظيمة سرقتها فئة قليلة ضعيفة لاتهش ولاتنش ستورد البلاد مورد الهلاك أن استمرت علي ماهي عليه الآن.

بقلم 😕 محمد عبدالرسول


‫3 تعليقات

  1. وهل تعتقد الخراب الذي ضرب البلاد لمدة ٣٠ عاما يمكن إصلاحه في أيام أو شهور او حتى سنين؟؟ لن ينصلح الحال لو اجتمع الاتحاد الأوربي والأفريقي والعربي وتوجيه كل جهدهم السودان…
    هذا دمار لا يمكن إصلاحه بسهولة فالصبر واجب

  2. AbuAreej
    في الثلاثين عام دي تم اقامة بنية تحتية لم تحدث في السودان منذ الاستقلال، والحرية والتغيير تعمل من على هذه البنية ورغم وعودها للشعب بامنيات كاذبة لم يرى الشعب إلا مزيدا من الفوضى وتصاعد الاسعار وسؤ الأوضاع…
    والشعب المخدوع سيسحل عناصر الحرية والتغيير في الشوارع قريبا، لانو لم يقف الامور على تدهور الأوضاع وتشريد الاكفاء بمزاعم تفكيك التمكين بل استهدفتم المجتمع في دينه واخلاقه وهذا ما لا يرضاه السوداني الاصيل

  3. والله انا في الوهم زي البعلق فوق ده ويردد زي الببغاء ٣٠ سنة ٣٠ سنة فلقتونا بيها الناس كانوا ما عايشين واللا شنو طيب كنتوا قاعدين السنيين دي كلها بتعملوا في شنو يا عطالة خليكم في حكومة الأحلام دي لحدي ما اتصحوا تاني بعد ٣٠ سنة و بعدين طلعوا أولادكم مظاهرات ولسه مدورة