رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: مُجرّدُ سؤالٍ عابر..

الذي يحتار فيه كثيرٌ من الناس، هو الطريقة التي تُفكّر بها الحكومة وقوى الحرية والتغيير، ويبدو أن العقل السياسي لها كما يُشير القول الشائع (أضْيَق من عقلِ برجوازيٍّ صغير)، فالحكومة وشرنقتها السياسية، تعمل بِجدٍّ واجتهاد لتعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد، وترتكب أخطاء ستودِي بها إلى نهايات حتمية، وتخسر كل يومٍ من رصيدها في الشارع، وتفقد تعاطُف قطاعات من الشباب الذين خرجوا ضد النظام السابق، فكيف بالله تُفكّر هذه الحكومة وتُحدّد خياراتها وتختار خياراتها؟ وكيف تُعانِد قيادات الحرية والتغيير نفسها وتسقُط عمودياً إلى القاع بارتكاب موبقات سياسية تجر كل تجربتها الحالية إلى خانة الصفر؟

أولاً، لم تتعامَل الحكومةُ والحرية والتغيير بروح الشراكة البنّاءة والمُنتجة مع شريكِها في المُكِّون العسكري، فواضحٌ أن الخلافات المُعلَنة أو المكتومة تَتَفاقَم، وسوء التفاهُم يتراكَم، وتُصر الحرية والتغيير التي يُسيطِر عليها الحزبُ الشيوعي ودعايته السياسية بالكامل، على الاستفزاز المُستمر لشريكها والإساءة إليه، وانتهاك كل الحُرُمات الوطنية، والعمل على إضعاف الدولة ومؤسساتها وتهيئتها للانهيار. ولا تُوجَد أي سقوف تُحدّد المساحة والفضاء المسموح به في اختلاف وُجهات النظر والتقديرات، لذلك تُطعَن القوات المسلحة في ظهرِها من قوى الحرية والتغيير وقيادات اليسار، وتعمل على كسر هيبتها وإلصاق التُّهَم الباطلة بها، وكذلك يفعلون مع قوات الدعم السريع التي تُتَّهم بالباطل، وتُنسَب إليها أفعال وأعمال هي أبعد منها بُعد الثَّرى من الثُّريا، لأن هذه القوات معروف عنها الانضباط الرفيع والأداء الاحترافي والابتعاد عن أية خطوط تماس تضعها في خانة الاتهام، ولولا حكمة قيادة الدعم السريع وحُسن تصرّفها وروحها الوطنية العالية، لكانت البلاد الآن تغرق في حمّامات الدم والانفلات الكامل والفوضى العارمة..

ثانياً، تُمارِس الحرية والتغيير وعبر حكومتها نوعاً من الابتزاز السياسي الرخيص، والجميع بعلم أن مُكوّنات هذا التحالُف الهش هي أحزاب ضئيلة الحجم والمظهر والمخبر، وهشاشة تكوينها وضعف تماسُكها الداخلي، هو الذي يجعلها تهرب إلى الأمام وتُمارِس الابتزاز وتصطنع العدائيات حتى تُبقِي على تحالُفها مُتماسِكاً، وكل حزب من أحزاب (قحت) لا يستطيع أن يعيش وحده أو يعتمد على نفسه، فهم أحزاب طُفَيليّة تتجمّع في تكوينها الطحلبي طلباً للحماية والاستنصار والاستقواء بغيرها، ففي حالة ضعفها التي تُجبرها على التحالُف تعمل الحرية والتغيير لاستثمار الفترة الانتقالية إلى أقصى حدٍّ مُمكِن لتحقيق أهداف سياسية لا تستطيع الوصول إليها في ظل الظروف والأحوال الطبيعية العادية، لذلك تعيش على تضخيم الذات ونشر الفزع والخوف والهلع وتصوير خصومها كأنهم الجحيم نفسه، وتزرع الفِتَن وتتحيّن الوقيعة بين الجميع حتى تبقى هي على الرصيف تتكسّب من ما تنسجه من مؤامرات..

فالسؤالُ المُهم، هل المشهد السياسي المأزوم والمفتوح على كل الاحتمالات والتوقّعات، بعد أن صنعته الحرية والتغيير وحكومتها، سيُفضي إلى مصلحة آنية أو في المستقبل لصالح (قحت) ؟ الإجابة ببساطة: لا وألف لا، السبب واضح، لقد ساعدت (قحت) خصمها الرئيسي وهو المؤتمر الوطني، ومعه التيار الوطني العريض على التماسُك والتقارُب وربما التحالُف والتطابُق، ولولا سوء تقدير (قحت) وسلوكها المُتفلّت واستعجالها وعدائها السافِر لقِيَمِ الدين والأخلاق وترويجها لصديد الأفكار العلمانية البائسة والبائرة، لما وجد المؤتمر الوطني بكل مدارسه ومجموعاته الداخلية المتنافرة فرصته الثمينة في تناسي الاختلافات داخله وتجاوز وجهات النظر المتعارضة، ليلتئم من جديد، ويتوحّد خلف أفكاره المركزية وقيادته الحالية، ويستعد لمعركته الفاصلة، لأنها أصبحت عنده معركة حياة أو موت، ومعركة وجود لا تنفع فيها المساومة أو المناورة أو التراخي، وليس هناك عاقل على وجه البسيطة يدفع حزباً كالمؤتمر الوطني ومعه تيار عقائدي له خبرة هي الأوسع بين أقرانه وأترابه، أن يتحول من الوجود الفيزيائي العَلَني المكشوف إلى وجود تحت الأرض!!! هل تحتمل (قحت) ورهبانها وأحبارها وكهنتها ودهاقنة عقلها السياسي، تحمّل خصمها وهو تحت الأرض ليعمل ككائن غير مرئيٍّ بكوادر مُدرّبة ومُؤهَّلة في مختلف مجالات العمل السياسي والتنظيمي والأمني والعسكري وبعلاقات خارجية مُتميّزة إقليمياً ودولياً؟

إذا كانت العقلية التي تُفكّر لحكومة الحرية والتغيير تنتج مثل هذه المحصلة الوخيمة العواقب، وتمضي سادِرةً في ذات الوقت على استعداء الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة، وتُهاجِم علناً وتترك عضويتها ومُؤيّديها يكتبون التوهان والإساءات والشتائم للبرهان وحميدتي على بوابة مجلس الوزراء وعلى جدران مقر الحكومة، فما الذي سيحدث إذن إذا تعقّد المرأى والمشهد السياسي وفاض الكيل؟؟؟! هذا مجرد سؤال بريء….

الصادق الرزيقي
الصيحة

‫6 تعليقات

  1. انه سؤال يفوح خباثة فما اخبث بنى كوز العباس شقيق المخلوع البشير يقول أن هجرته إلى تركيا كهجرة سيدنا محمد من مكة الى المدينه المنورة ما هذا الهطل ايها الارزقى وهل هذا هو الدين الذى تدعى حمايته انت وبنى كوز حاشا وكلا فالدين ليس سلعة تباع وتشترى كما تفعلون انتم ايها المنافقون القوات المسلحة وقوات الدعم السريع هى شريكة فى الثورة وستظل تزود عنها فقد خبرتكم تلك القوات عن قرب وعرفت نفاقكم وفسادكم ومهما عملت ايها الرزقى فانك لن توقع بين تلك القوات وقحت لان همهم واحد وغايتهم مشتركة ووسيلتهم سفينة ابحرت وتركت المنافقين تجار الدين تتلاطمهم الامواج ليلحقوا بمصير غدوتهم ومثلهم الاعلى فرعون عليه لعنة الله

    1. والله انتم افرغ من فؤاد ام موسى ، خليكم في الهبالة والسذاجة دي ولم تقع الفاس في الراس .يا اخي فكر بمنطق وقراءة للمشهد وخليك من كلام الصبيان دا كوز وماعارف ايه يا اخي الكلام دا بقي ما بيجيب همه ..
      وين الدين البتتكلم عنه ان يباع ويشترى وين الزول دا جاب سيرة دين بس فالحين وجارين تتلقفوا الكلام وتاخذوا العصاية من نصها ,, الدين له رب يحميه والدين عمره ما انهزم عشان يدافع عنه صحفي فانت خليك في العبط بتاعك دا لم تسمع الرصاص قدام بيتك وما تعرف تقدر تجيب عيش او موية حتى لانه دا السايقنكم ليه قحت وخرافها
      الموضوع يتكلم عن وضع سياسي وجيت تخرمج بكلامك الاهطل دا ..يعني لازم توري الناس انك بترد قبل تقرأ
      والشيوعييون علموكم وحفظوكم كلمات انت ذاته ماعارف معناها ولا عارف مردودها
      وعشان افيدك اعلم ان قحت حتلقوها بلا لباس لم تنتهي فتترة العسكر والمخبى والمدسدس حيطلع ويتشم وحتلاقوه اعفن من افكار الشيوعيين ، الممشنكم يا انصار قحت .. وبعدين اوع تخت في بطنك بطيخة صيفي ويغرك المشهد المخادع ان اهل قحت على قلب واحد لالا يا اخي هؤلاء لهم ثمانون حزب ولهم مائة راي ولهم مئتين عقيدة ، ومنطقيا ومن ناحية سياسية فكل احزاب قجط هجين فاسد ولن يعيش مثله مثل طفل الانابيب الذي لم يكتمل نموه .. فالحركات المسلحة تعرف وتعترف بحجم المؤتمر الوطني في الساحة وتخاف ان هي اتفقت مع ضعاف ياتي القوي ويفرتك كل شيء ,
      وبعدين عليك الله عشان ما تملأ قلبك بالفارغة وتبقى ببغاء وتبقى فعلا زول ساكت تتبع زيارة الصادق المهدي للنيل الابيض وشوف رغم كراهية الناس للصادق ، لكن نكاية بقحط حتتطلع كل النيل الابيض وحيخاطبهم وحيهتفوا ليهو عارف ليه لانك ولد صغير ما بتعرف السياسة السودانية وخباثتها
      عليك الله تعال وقول لي امش يا كوز واي كوز ندوسه دوس وكلام الهبالة البتسوا فيه دا ..واردم زي ماعايز بس ياريت تفهم
      ذاكر العصر عشان تعرف سياسة واوعك ترد قبل تقرأ المواضيع

  2. الرزيقى رغم أن كل ما تأتى به هو مجرد تخيلات و أوهام وربما أشواق و أمانى لا صلة لها بألواقع و الحقيقة الا أنه من المستغرب تنبيهاتك لحكومة الثورة التى تأمل فى أن تغرق و فى نفس الوقت تحاول انقاذها باسداء النصح و التحذير و التهديد, السؤال لماذا لا تتركها تمضى الى حتفها, محاولاتك البائسة لاشعال فتنة بين حكومة الثورة والدعم السريع و الجيش من المستحيل أن تنجح فيها لانه ببساطة ان كان الدعم السريع او الجيش هم يعلمان جيدا وضع أنفسهم ضد ارادة الشعب أمر انتحارى و لن يفضى الا لكارثة هم فى غنى عنها لذا فمحاولة حكاية المديدة حرقتنى لن تفيد و مضيعة للوقت , العهد الكيزانى يا رزيقى انتهى ولن يعود أبدا عليكم تقبل هذه الحقيقة و التعايش معها.

  3. زول ساى كلامك صحيح سؤال الرزيقى خبيث يراد به الفتنة النتنة الوقيعة بين الجيش والدعم السريع والحرية والتغيير
    يريد ان يقوم الجيش بالاستيلاء علي السلطة ودخول الحرية والتغيير السجون الكلام واضح يا رزقى لكن هيهات
    الشعب صاحي واعي وعارف هو عايز شنو وطريقتكم اصبحت مكشوفة للشعب السودانى الذى ضاق العذاب منكم
    طوال 30 سنه لذلك نقول لكم ارتاحوا وانت الدور جايك يا ارزقى والى مزبلة التاريخ حزب المؤتمر الوطنى والكيزان
    جميعا

  4. هذا ما قاله الرزيقى (قحت) خصمها الرئيسي وهو المؤتمر الوطني، ومعه التيار الوطني العريض على التماسُك والتقارُب وربما التحالُف والتطابُق، ولولا سوء تقدير (قحت) وسلوكها المُتفلّت واستعجالها وعدائها السافِر لقِيَمِ الدين والأخلاق وترويجها لصديد الأفكار العلمانية البائسة والبائرة، لما وجد المؤتمر الوطني بكل مدارسه ومجموعاته الداخلية المتنافرة فرصته الثمينة في تناسي الاختلافات داخله وتجاوز وجهات النظر المتعارضة، ليلتئم من جديد، ويتوحّد خلف أفكاره
    وبعد كل هذا تقول ان الرزيقى لم يتعرض للدين وصدقونى بنى كوز تجار دين ودى حقيقة ولكنها اصبحت لكم مرة كالعلقم لان الشعب تيقن منها ولفظكم شر لفظه فانتم عقولكم خاوية وتتوهمون فعليكم ان تقفوا مع انفسكم لتخرجوها من مجارى الصرف الصحى التى القاكم بها هذا الشعب العظيم وانا اعى جيدا اكثر كلمة ثقيلة عليكم لا تريدون سماعها هى انكم تجار دين لانها تبث فيكم الاحباط وتبصركم على حقيقة كشف نفاقكم وزيفكم للجميع لذا تجدنا احرص على تكرارها نكاية بكم فهذا أضعف الإيمان فانتم تستحقون الدمار الشامل يا من ضيعتم السودان يا بنى كوز بنى جهلول اهل النفاق والتجارة بالدين بالله ما رأيك فى تشبيه العباس شقيق المخلوع هروبه الى تركيا كهجرة الرسول الكريم من مكة الى المدينة كل دا وما تجارة دين اتق الله يا هذا

  5. بالله لم المؤتمر الواطى دا حزب كبير طيب لم رئيسكم احمد هارون طلب منكم تطلعوا حملة نظافة فى الخرطوم وتملوا الشوارع وما تخلوا ابرة فى الواطة مافى زول واحد طلع والنتيجة كانت صفر كبير ليه
    ولم تم حل حزب المؤتمر الواطى لم نرى منكم شخص واحد طلع الشارع ولو كنتم ملايين متى تريدون الخروج بعد ان يصبح حزبكم رمة وتاكله الكلاب انكم واهمون
    انكم مجرد عصابة تم القبض على رئيسها ومن بقى منكم دخل جحور الفئران ايها الجرزان