رأي ومقالات

عثمان إبراهيم: قميص عثمان


نظل ندعو لشهدائنا أن يتقبلهم الله شهداء كرام عنده. كل الشهداء الذين سقطوا خلال الثلاثين عاما من حكم الإنقاذ. بدأ بشهداء القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري . شهدائنا في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وفي مناطق المناصير شهدائنا في الشرق وطلبة معسكر العيلفون شهداء المقاومة في كل مكان وزمان شهداء الثورة قبل وأثناء وبعد سقوط النظام وكل شهيد كان يدعو ويدافع عن الحق أو من أستشهد مظلوما .
ونقول لأسر الشهداء وذويهم وأحبابهم الا يكفيكم بشارة رسول الله الكريم بأن الشهيد يشفع في سبعين من أهله . فهنيئا لكم هذه الشفاعة فدم الشهيد ليس له ثمن في هذه الدنيا ولا حتى القصاص :
فعدالة الأرض منذ أن خلقت مزيفة
والعدل في الأرض لا عدل ولا ذمم

فلا يضرنكم إن تم تحقيق العدالة في الأرض أو القصاص من القتلة أم لا فعدالة السماء تنتظرهم والديان لا يموت .
فلا تتركوا كل من هب ودب أن يتاجر بدماء أبنائكم وذويكم لينال نصيبا من الدنيا.
ضعوا ثقتكم في لجنة التحقيق واتركوهم يعملون دون تأثيرات من جهات ليس همهم تحقيق العدالة والقصاص كما يدعون .
فهؤلاء المتاجرون بدماء الشهداء بالهتافات والشعارات والمسيرات لا يهدفون من ذلك تحقيق العدالة وإنما يريدون كسبا سياسيا عجزوا أن ينالوه بطرق أخري . وهم لن يقبلوا بأي حكم قضائي لا يزيح الرجل الذي أقلق مضجعهم وحال دون ما يشتهون ويلبسه التهمة ليتخلصوا منه بعد خلصهم وازاح لهم نظام الإنقاذ. وهم يعلمون أنه لولا قوة الرجل وقوته وتحالفه مع القوات المسلحة لما تم ذلك الإنتصار السريع وحال دون حدوث فوضي وحروب ودمار كما حدث في ثورات الربيع العربي وما يزال.
فحرضوا أتباعهم وربائبهم وحتى سفهائهم في وسائط التواصل الإجتماعي المختلفة وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة للنيل من الرجل وقواته . فتم تجريم الرجل وإلباسه وقواته التهمة قبل حتى أن ينتظروا الحكم القضائي وحكم القاضي الذي أرتضوه حكما ٠
ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي سفينتهم. فالرجل أصبح رجل السلام الأول فأصبحت قوته مطلوبة في الشرق لتحقيق الاستقرار والأمن وغربا لاستكمال عملية السلام وتحقيق العدالة وجنوبا لطي صفحة الحرب وبدء عملية التنمية. بل وحتى دولة جنوب السودان أصبح الرجل مطلوبا من طرفي النزاع فيها للتوسط بينهم . وأصبح الرجل يتحرك في محيط السودان الإقليمي شمالا وشرقا وغربا وجنوبا كرجل دولة من الطراز الأول وكرجل سلام موثوق الكلمة تهديه لذلك فطرته البدويه السليمه وذكاءه و الكاريزما التي يتمتع بها.
حتى حركات الكفاح المسلح التي حاربها الرجل لسنوات ونال منها ما لم ينله منها أحد غيره لم ترضي إلا التفاوض معه لتحقيق السلام والعدالة والأمن والاستقرار لأنها تعلم مكانة الرجل في الدولة وتثق في كلمته و وعده بعد أن حاورته وفاوضته في القاهرة واديس أبابا وانجمينا وجوبا وأحست بصدقه وسعيه لتحقيق السلام المستدام بعد أن خانها اصدقاء الامس أصحاب السلطة اليوم الذين يريدون أن يحكموا قبضتهم على السلطة في الولايات والمجلس التشريعي بعد أن بسطوا سيطرتهم على الخرطوم ويريدون أن يتصدقوا على حركات الكفاح المسلح ببعض الوزارات ونواب الولاة وقليل من مقاعد المجلس التشريعي تماما كما كان يفعل المؤتمر الوطني المحلول. نفس العقلية الاستعلائيه الاقصائية ولكن الحركات المسلحة رفضت الأمر ورأت أنه خير لها أن تتفاوض مع عدو الأمس القوي من أن تتفاوض مع صديق الأمس الضعيف الخائن للعهود الباحث عن السلطة ولا يهمهم إن تحقق السلام في ربوع السودان أم لا مادامت الخرطوم آمنة مطمئنة.

إننا جميعا ندعو لتحقيق العدالة والقصاص لدماء الشهداء . كل الشهداء الذين سقطوا وليس فقط شهداء الخرطوم.
أم أن الدعوة للقصاص لشهداء القيادة العامة هي كقصة قميص سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. دعوة حق أريد بها باطل وفتنة وكراهية وعنصرية !

حفظ الله البلاد والعباد وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
والخلود لشهدائنا الكرام

عثمان إبراهيم

فرانكفورت / ألمانيا


تعليق واحد

  1. الشهيد هو المجاهد الذي قضى في الجهاد
    والمجاهد كما بينه لنا الرسول الكريم هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
    فأين من صرف لهم اللقب الشريف من هذا الضابط وهذا القيد الشرعي
    من مات في سبيل فكرة كفرية هي الحرب على كلمة الله بكل ما تعنيه الكلمة شهيد ومن مات في سبيل الكسب السياسي شهيد ومن مات في سبيل لقمة العيش الكريمة شهيد ومن قضي في ساحة الاعتصام وجمهورية النفق مجاهرا بالمعاصي شهيد بل حتى فطائس الملحدين ومن لا يدينون اصلا بالاسلام من نصارى وغيرهم شهداء
    ما هذا الخطل وما هذا العبث يا هؤلاء
    اعجزتم ان تبحثوا في قاموس اللغة العربية عن مفردة تمجد هؤلاء الحثالة من الموتى؟
    فإن كان الجواب نعم فن القواميس العربية قصرت عن مثل هذه المعاني .فلماذا لا تستعيروها وتستجلبوها من قواميس اللغات الاخرى فما اكثر ما استعرتموه وجلبتموه من غريب الالفاظ والمعاني

    و في الختام هلا تركتم الفاظ الشرع ومصطلحاته وابعدتم ارجاسكم عنها فإن من رفض شيئا رفض توابعه