رأي ومقالات

علي جعفر: المطرة وكت تنزل.. مابتشاور بيوت الطين


✍ بعض النشطاء السياسيين.. نكرو المؤتمر الوطني..
اكلوه لحم ورموه عضم..
واحدين عملوها ظاهرة.. خشوا الحريّة والتغيير.. بدون مقدمات..
تحاول تذكرو ساااي مواقفو.. يقول ليك..
اسكت يا كوز..

✍ واحدين قالوا.. كانو مخدوعين..
وواحدين قالو ما متوقعين الفساد يكون بالحجم ده..
ديل ذي واحد كده قالو مرطب شديد، ومرتو مبسوطة، عمارة وسيارتين، وهدايا دهب وآيفونات.. سفريات لدبي وأوروبا.. كل طلباتا حاضرة، فجأة كدا، الراجل.. وقع في السوق.. ودقّ الدلجة..
بقي مُفلس علي الحديدة.. ماعندو التكتح..
يوم في الصباح، مرتو عاينت في وشو كدا، اتخلعت قالت ليهو: سجمي يا راجل، إنت من متين أحوص؟..

✍ غايتو.. لو رجّعوا مال الدولة من ناهبي المال العام..
وصادرو العمارات والبرادوهات والتوسانات..
الحُوُص في البلد دي حيكونو كتار..
عيون الفلس نظراتا جارحة…

✍ العيب مافي المؤتمر الوطني..
العيب فينا نحن.. كسودانيين..
نلفظ الفساد دردشات وبوستات.. واعلام زائف..
ونُرحب بالفاسدين في كل مناسباتنا الاجتماعيّة..
عشان كده الفاسد وناهب المال العام..
بيلقى العظمة والترحاب.. أين ما حلّ..
ولا يجد اللفظ والإقصاء المجتمعي..
لأنّو المجتمع الآن معايير الاحترام والتقدير فيها خلل كبير..
معايير مبنيّة على المنصب والجاه والغني والمركز الإجتماعي..
ما مبنيّة على الأخلاق والإنسانيّة الفاضلة..

✍ الفساد عشان ينمو ويستمر 30 سنة..
عايز أرض خصبة.. وعمال.. وأدوات لزراعته وتوطينه..
ونحن كشعب كنّا عُمّال مشروع المؤتمر الوطني في الفساد..
كُنّا أدوات.. نساهم في الفساد بقصد أو بغيره..

✍ أفسدنا مجال الصحة.. بممارساتنا الخاطئة.. وجينا نبكي على فشل نظافة البيئة.. لامن بئتنا صارت نفايات وأوساخ.. بينما الدول من حولنا.. تعكس شوارعها روعة انسانها..

✍ أفسدنا مجال التعليم.. أفقرنا البيئة التعليمية من كل احتياجاتها..
غابت مفاهيم التكافل المجتمعي الحكومي بالمدارس.. فصار المُعلم يمتهن مهن هامشية أخرى.. وترك الطلاب الفقراء الدراسة.. واشتغلوا بالأسواق..
يبيعوا مناديل الورق والأكياس.. والفواكه..

✍ الجشع والطمع.. الفقير ياكل وجبة واحدة.. في اليوم.. هو وأطفالو وما لاقيين حق العلاج..
والتجار.. يرفعوا في الأسعار.. ويتمنّوا الدولار يطير السماء..
وخزّنوا قروشم في الأراضي والسيارات.. ورفضوا انشاء مشاريع تنموية تحل مشاكل الفقر للمجتمع..

✍ كُلّنا.. ساهمنا في الفساد.. وحتّى اللحظة.. مافي وعي مجتمعي لدور المجتمع المدني في النهضة بالدولة..
منتظرين حمدوك يحلّها من امريكا..
وبكره حنشوف حمدوك.. “أحوص”..
بعد ما يستنفذ كل حلولو.. حنستيقظ يادوب من وهم الدولة المدنيّة..

✍ مدنيّة ولّا عسكرية.. ماحتفيد في ظل المواطنة السلبيّة..
نجاح مشروع تأسيس أي دولة عايز رأس مال… وهو.. الإنسان..
ومالم نعيد صياغة الإنسان السوداني..
فستظل أعيننا عمياء عن رؤية الحقيقة..

✍ الشعوب والمجتمعات تبني أوطانها.. ونحن.. ننتظر الحكومة.. لتبني لنا وطناً..
إنّه انتظار السراااااب..

✍ علي جعفر


‫2 تعليقات

  1. الكلام طبعا صحيح اننا كشعب مسؤوليتنا اكبر من الحكومات و لكنه حق اريد به باطل.. اريد به تبرير فشل حكومة قحط هذه و لم يقال عندما حكموا ناس الانقاذ بل رمي عليهم كل وزر و لم يعترف احد بانجازاتهم بل ظللنا ندق الطار فقط على فسادهم و بالاصح فساد بعضهم و نسينا ايضا ان الفساد ضارب في اعماق الشعب السوداني كيزانا كانوا او كبابي.

  2. مقال رائع سلمت يداك هذا هو بيت القصيد الا تري بانا محتاجون الي فتح عيادات نفسية لعدد 40 مليون سوداني ؟