سياسية

غارديان .. إذا انهار الحكم المدني بالسودان فواشنطن تتحمل المسؤولية

كتب اثنان من مسؤولي الاتحاد الأفريقي أحدهما لا يزال بمنصبه -بالإضافة إلى أحد الباحثين الأميركيين- أن ازدهار الاقتصاد السوداني يعتمد تماما على رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

وقال القاسم وين (المسؤول السابق عن السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي) وعبد محمد رئيس أركان لجنة التنفيذ الرفيعة التابعة للاتحاد للسودان وجنوب السودان -بصفته الشخصية- وأليكس دي وال المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي بجامعة تافتس الأميركية في مقال بغارديان البريطانية إنه إذا انزلق اقتصاد السودان إلى الانهيار التام وفشلت حكومته المدنية، فإن هذا الانهيار سيُكتب عليه “صنع في أميركا”.

الجانب الصحيح
وأوضحوا أن الاقتصاد السوداني لن يزدهر أبدا والسودان على القائمة الأميركية للإرهاب، وإذا أرادت واشنطن أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ، فيجب عليها أن تفتح الطريق أمام هذا البلد لتلقي الدعم الاقتصادي.

فما يحتاجه السودان وبشكل فوري هو إعادة جدولة ديونه ورفع العقوبات المفروضة عليه -حسب كتاب المقال- وإن ذلك يتطلب إزالة السودان من تلك القائمة الأميركية من بين القيود الأخرى.

وذكروا أن الدولة التي تُدرج في تلك القائمة تُحرم من المساعدة الاقتصادية بما في ذلك القروض من البنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، ومنع أي جهة أو شخص من التعامل معها دون ترخيص خاص من وزارة الخزانة الأميركية.

تغذية الدولة العميقة
واستمر المقال يوضح أنه وفي مناخ بقاء السودان بقائمة “الإرهاب” فإن الأعمال المشروعة داخله ستكون مقيدة وتستمر الأعمال غير المشروعة في الازدهار كما هي مزدهرة اليوم، وأن ما يسميه السودانيون “الدولة العميقة” هي التي تفيد، في أحسن الأحوال، أصحاب رؤوس الأموال من مبيعات النفط والذهب، ومن إغلاق الأجهزة الأمنية للقطاعات المالية وقطاع الاتصالات، وفي أسوأ الأحوال تفيد عصابات المافيا.

وأضاف أن هذا الوضع المالي -بالإضافة للجنود في الشوارع- قاعدة قوة للجنرالات والتي ستبدأ في التآكل فور تعرضها للمنافسة العادلة الحرة عند رفع العقوبات.

واختتم بالانتباه إلى أن الخارجية الأميركية اعترفت صراحة بأن جميع أهدافها الرئيسية في السودان قد تحققت، لكنها لم تعترف بعد بذلك، رغم اتخاذها الأسبوع الماضي إجراء رمزيا بإرسال سفير للخرطوم وإعلانها الالتزام بالتقدم التدريجي نحو تطبيع العلاقات، لكن إزالة السودان من القائمة قد تم ربطها بتطبيق سلسلة من الإصلاحات. وشبه المقال ذلك بإرسال ملاكم إلى الحلبة مع تقييد يده خلف ظهره، ووعده بأنه إذا تمكن من ضرب الرجل الآخر فسيتم فك يده.

الجزيرة نت

‫2 تعليقات

  1. أمريكا لن ترفع العقوبات إلا بعد إنتخابات ديمقراطية نزيهة تفرز حكم ديمقراطي منتخب يراعي الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان ولا يتم فيه إقصاء على أي أسس، وليس نظام مكون من أحزاب غير مفوضة تعادي الولايات المتحدة آيديلوجيا وتحاربها على جبهات عديدة في الإقليم والعالم، فإذا أراد السودان الخروج من القائمة فهذا هو الطريق.

  2. *كيس_الفئران !!!*

    يحكى أن مهندسًا زراعيًّا كان يعمل في إحدى القرى، ركب القطار في طريقه إلى المدينة ، وجلس بجانبه فلاح مسن من أهالي القرية.

    لاحظ المهندس أن بين قدمي الفلاح كيسا (شوال) ، و خلال الطريق كان الفلاح يقلب الكيس ، و يخلط محتوياته كل ربع ساعة ، ثم يعيد تثبيته بين قدميه واستمر على هذا الحال طيلة الطريق..
    استغرب المهندس الزراعي تصرف الفلاح فسأله : ما قصة هذا الكيس..!!
    قال الفلاح : أنا أقوم باصطياد الجرذان والفئران و أبيعها و أوردها إلى المركز القومي للبحوث ليستخدموها في التجارب المخبرية…

    قال المهندس: ولماذا تقلب هذا الكيس وتهزه؟!

    قال الفلاح : هذا الكيس فيه جرذان و فئران ولو تركت الكيس من دون تقليب و هزٍّ لأكثر من ربع ساعة ستشعر الجرذان و الفئران بالراحة والاستقرار ، و سيتوقفون عن التوتر الغريزي ، و لن يطول الوقت حتى يبدأ كل واحد منهم بقضم الشوال و من ثم ثقبه ، لذلك أهزّه كل ربع ساعة كي أثير خوفهم و توترهم فتنشغل بالعراك مع بعضها منساقة بغرائزها وتنسى الشوال ريثما أصِل إلى مركز البحوث..

    عقدت الدهشة لسان المهندس من طريقة تفكير الفلاح و من (نظرية شوال الفئران) وسرح بأفكاره في سياسة الغرب الأمريكي والأوروبي وصهاينة العالم و فلسفتهم تجاه بلادنا… وكيف أنهم كلما بدأت شعوبنا تشعر بالاستقرار (يهزّون الكيس) مطلقين الدسائس والفتن و لا سيما الدينية ، لتستمر سيطرتهم تحت شعارات محاربة الإرهاب و فرض الاستقرار ، و بشكل طبيعي تنساق شعوبنا خلف المتلاعبين بغرائزها ، و ينسى الجميع ضرورة “قضم الكيس و ثقبه” الذي يتخذ أشكالًا عديدة