الطلاب العالقون بالصين .. تدهور الأوضاع وتأخر الاجلاء!!
اشتكى الطلاب السودانيين العالقين بمدينة ووهان الصينية من تدهور أوضاعهم بسبب تأخير السلطات السودانية في اجلائهم عقب تزايد انتشار فيروس كورونا وحذروا من امكانية انتقال المرض لهم، وكشفوا عن اقتراب نفاذ المواد الغذائية التي بحوزتهم، وجددوا مطالبتهم الحكومة الانتقالية والسفارة السودانية بالصين باجلائهم فوراً.
احتجاجات وتجاهل :
ونفذت أسر الطلاب بالصين وقفة احتجاجية أمام مباني وزارة الخارجية بالخرطوم امس، للمطالبة باجلاء أبنائهم من ووهان، وانتقدت الاسر عدم اهتمام مسؤولي الوزارة بهم، وقال شقيق احد الطلاب العالقين بالصين طارق السر البشير (لم يأت أي مسؤول من الخارجية لتسليمه المذكرة ).
وكشف طالب الدكتوراة بجامعة الخواجونق الزراعية بووهان البشير السر في حديثه لـ(الجريدة) عبر اتصال هاتفي عن أن السفارة السودانية بالصين، أبلغتهم أن الحكومة ليس لديها الامكانيات اللازمة لاجلائهم، وطالب السفارة واللجنة العليا التي تم تكوينها اصدار بيان رسمي لتوضيح الحقائق للطلاب وأسرهم على أن يتم الى جانب ذلك تحديد مواعيد الاجلاء ومكان العزل، وحمل وزارة الخارجية وتلك اللجنة مسؤولية تعرض أي سوداني للاصابة بالفايروس جراء التأخير وأردف ( اليوم نحن أصحاء ولكن لاندري ماذا يحدث غدا ) وذكر السر ( الوضع بمدينة ووهان يزداد صعوبة يوما بعد يوماً) وتخوف من ان يصبح الوضع الصحي اكثر خطورة.
تفاصيل سابقة :
وقالت رابطة الجالية السودانية بمدينة ووهان الصينية في بيان لها: منذ اعلان رئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبد الفتاح برهان بانشاء جسر جوي لا جلاء الطلاب من الصين، قمنا بكافة الاجراءات المتمثلة في اعداد قوائم الطلاب وتصنيفهم وترتيب وسائل النقل، ونوهت الى أن جميع الطلاب من الدول الاخرى الذين تم اجلائهم لم تظهر عليهم اعراض المرض، وطالبت السفارة السودانية بالصين واللجنة العليا التي تم تكوينها باصدار بيان رسمي لتوضيح الحقائق للطلاب واسرهم، وشددت على ضرورة ان يتضمن الموقف الحالي عملية الاجلاء وتحديد موعد لعملية الاجلاء ومكان الحجر، واشتكى الطلاب من ان الوضع بالمدينة اصبح صعباً للغاية، وأن عدد الاصابات ارتفع لاكثر من 14 الف حالة.
عجز حكومي :
وأوضح طالب الدكتوارة في جامعة الخواجونق الزراعية بيوهان البشير السر البشير محمد أنه ومنذ تاريخ 25 يناير قامت الجالية السودانية بارسال كشوفات الطلاب واسرهم الى السفارة السودانية بالصين، بجانب إضافة مندوبين من السفارة في قروب واتساب بإسم (الوي جات) للمتابعة والرد على الاستفسارات، واضاف في الايام الاولى من انتشار المرض، اكدت السفارة قيامها باكمال الترتيبات اللازمة وانها في انتظار استجابة السلطات في الخرطوم، وقطع مندوب السفارة بالقروب بوجود تواصل كثيف ومستمر وتنسيق بين السفارة في بكين ووزارة الخارجية بالخرطوم، بجانب انه تم تشكيل لجنة لإدارة ملف إجلاء الطلاب مُثل فيها مجلس الوزراء وزارة الخارجية، والطيران المدني، وكشف المندوب بأن اللجنة تعمل بالتواصل مع وزارة المالية لتوفير المبلغ لسداده للشركة و قررت البدء في الخطة ٢ وتأجير طائرة على حساب حكومة السودان بعد تماطل الإماراتيين وتأخرهم في الرد.
وأردف السر : بعد مرور أسبوع من رد المندوب طالبنا بتوضيح الوضع وذكر اسباب التأخير، بينما رد مندوب اخر عبر (الواتس) مقرا بوجود تعسر في الطائرة واعتذار الشركة ومؤكدا أن لديهم مساعي لحلول جديدة، وطالب مندوب السفارة من الطلاب عدم اعتمادهم اي بيان غير البيانات الصادرة من السفارة، وانتقد بطء السفارة في الاتصال بهم لجهة ان اخر بيان رسمي صدر من السفارة كان في الرابع من فبراير الماضي.
قنبلة موقوتة :
وتحسر الطالب السر على عدم اهتمام الحكومة باجلائهم وقال :كل الدول الاخرى اجلت رعاياها، وللاسف في كل صباح يذهب اصدقائنا من الدول الاخرى، و بعد تصريح وزير الاعلام بان الدولة امكانياتها محدودة وغير قادرة على انشاء جسر جوي، شعرنا بالاحباط، ولجأنا للضغط في وسائل التواصل الاجتماعي لتحويل القضية لقضية رأي عام، و(ظهرنا) في قنوات عالمية ومحلية، وزاد لكن للاسف كانت هناك بعض الاراء السلبية تجاه القضية، وربما لأنهم رأوا أن القادمين من الصين قنبلة موقوته سوف تدمر البلاد، و قامت الجالية السودانية باصدار بيانات لتوعية الراي العام وتم تشكيل لجان للمتطوعين من الجالية في المدينة، من ضمنها اللجنة الصحية، بجانب اعداد برنامج كامل للوقاية تم وترجمته في شكل مطبقات وغيرها، وذكر السر بعد تصريح رئيس المجلس السيادي الفريق ركن عبد الفتاح برهان بانشاء جسر جوي استبشرنا خيرا، ورسم صورة معتمة عن وضعهم منذ صدور ذلك التصريح وأردف حتى الآن الملف تسوده الضبابية وغياب المعلومة من الجهات الرسمية، واتهم السفارة والحكومة الانتقالية بعدم الشفافية.
وعود جوفاء :
واشتكى الطالب من عدم امتلاكهم معلومات رسمية حول تأخير الاجلاء واردف: بتنا لانعلم ماهي اسباب ذلك ولا نجد من مناديب السفارة غير التطمينات والوعود الجوفاء، والسفارة في ردها أكدت ان الامر بات قريبا وسيكون خلال 48 ساعة، وكشف عن ارتفاع عدد الوفيات والاصابات يوميا وأوضح ان الاصابات ارتفعت الى 14 الف حالة بينما بلغ عدد الوفيات 242 حالة وفاة في يوم واحد، وحمل وزارة الخارجية واللجنة المعنية المسؤولية في حال تعرض اي شحص للاصابة نتيجة التأخير، وكشف بشير عن شروعهم في جمع توقيعات لمطالبة السفارة والسلطات بمزيد من الشفافية وتمليك الطلاب واسرهم الحقائق دون مواربة .
الموت بسبب الجوع :
واشتكى من نفاذ المواد الغذائية الاستراتيجية والمياه وخاصة وجبات الحلال التي يستخدمها المسلمين، ولافتاً الى ان كل الجامعات والمؤسسات تحذر من الخروج والتنقل، وتخوف من الموت بسبب الجوع والعطش ، وفي ذات السياق أوضح الطالب بجامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا محمد حسين ان عدد الطلاب بمدينة ووهان بجانب الاسر 160، وتمسك بإصدار بيان رسمي ممهور بختم وتوقيع السفارة لتوضيح الحقائق، وأكد ان الجالية لن ترضى بأي رد فردي وكانت الجالية السودانية بالصين، طالبت السلطات السودانية في بيان تحصلت (الجريدة) على نسخة منه بضرورة توضيح الاسباب الحقيقية لتاخير عمليه الاجلاء على الرغم من صدور القرار قبل اكثر من اسبوعين .
تأكيدات الصحة :
من جهتها قالت السلطات الصحية بالبلاد أنها أكملت كافة استعداداتها لاستقبال الطلاب السودانيين القادمين من الصين، فيما أعلنت عن مطار مطار الخرطوم سيستقبل 200 طالب، مؤكدة انه لم تتم اي حالات اصابة أو اشتباه للإصابة بفيروس كورنا بالسودان، وقالت وكيل وزارة الصحة الاتحادية دكتورة سارة عبدالعظيم، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، ( هناك تنسيق كامل حول ترتيبات استقبال الطلاب القادمين من الصين عبر لجنة مشتركة تضم كافة الجهات ذات الصلة، وجهزت وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع بعض الجهات مركزا لايواء العائدين وعزلهم مع تجهيزه من سبل معيشة وراحة ومتابعة القادمين، وكشفت عن تامين المعابر وتقوية الحجر الصحي، مؤكدة تجهيز اكثر من 30 سرير للعزل الصحي بجانب تجهيزات معملية بمستشفى الخرطوم المركزي.
من جانبه أكد د. بابكر المقبول مدير ادارة الطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة اكتمال كافة الاستعدادات بجانب التجهيز للمسح الحراري اليدوي، موضحا أن هناك مراقبة ل 266 عائد من الصين، وقال المقبول (تم حجز بعض حالات الاشتباه للتأكد ولم تظهر اي حالات للمرض، وتم الافراج عنهم بعد التأكد من الاجراءات الصحية، وكشف المقبول عن تواصل مستمر مع الطلاب القادمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتمليكهم الارشادات الطبية، مضيفا ان الطلاب في استعداد لتقبل وانفاذ الارشادات الصحية. وفي السياق أكد مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم، دكتور الفاتح عبدالرحمن اكتمال الاستعدادات مع تجهيز استمارة صحية للقادمين، وأعلن عن تجهيز 36 سرير بالمستشفى المركزي، بجانب الترتيبات المعملية.
اتصال يتميم :
واكتفت السفارة السودانية بالصين بعد نشر شكاوى الطلاب عبر (الجريدة) الجمعة الماضية بتسجيل صوتي بعث به مندوبها للطلاب في القروب المخصص للتواصل معهم، أكد فيه استمرار السلطات السودانية في الترتيب لاجلاء الطلاب من الصين في الوقت الذي لم تحسم فيه أمر المكان الذي سيتم فيه استقبالهم عقب الرفض الشعبي الواسع الذي قوبل به قرار مدير وزارة التنمية الاجتماعية ناظم سراج الذي أخلى بموجبه المدينة الاجتماعية، وقال الطالب معلقا على تلك الخلافات وضعنا حرج للغاية والسلطات مختلفة في المكان الذي سيتم استقبالنا فيه، وتساءل ولماذا يدعي المسؤولين في السفارة السودانية بالصين ان الاستعدادات تجري على قدم وساق ؟
فدوى خزرجي
الجريدة
دا كلام يا مسؤولين…؟؟؟؟؟؟؟؟؟