السفير الصيني لدى السودان: العزل والإجراءات الاحترازية هي السبيل الوحيد لإيقاف جائحة كورونا في السودان وذلك بناء على تجربة بلادي
أكد السفير الصيني لدى السودان أن العزل والإجراءات الاحترازية هي السبيل الوحيد لإيقاف جائحة كورونا في السودان و ذلك بناء على تجربة بلاده وتطبيقها الصارم للإجراءات الاحترازية وتكاتف الشعب ووقوفه خلف قيادته.
وكشف السفير الصيني لدى السودان ما شين مين، عن اكتشاف لقاحات للجائحة ولكنه أشار إلى أنها لا تزال تحت التجارب السريرية ولا يمكن توفيرها في العيادات إلا بعد شهر سبتمبر القادم، عليه سيظل العزل هو العلاج الفاعل.
وقال السفير الصيني ما شين مين، في مقابلة صحفية أجرتها وكالة السودان للأنباء (سونا) وقد انزاحت الجائحة عن الصين، إن بلاده لم تركز كل همها في محاصرة الجائحة فقط بل سعت إلى أن يتزامن ذلك مع إجراءات اقتصادية تضمن عدم تأثر الاقتصاد الصيني و انطلاقته بذات القوة قبل حلول الجائحة.
ولقد خرجنا من لقائنا بالسفير أن الصين أثبتت مرة بعد مرة قدرة فائقة على تخطي التحديات الماثلة أمامها والخروج منتصرة.
في القرن الماضي تمكنت الصين منذ عهد القائد العالمي ماوتسي دونغ والرفيق لين بياو ورفاقهما الآخرين من الخروج بالصين من نفق المناطقية والكانتونات الى بناء الصين، الأمة التي استطاعت دحر الفقر وإطعام مئات الملايين حيث أحدثت ثورة في الزراعة وتبعتها ثورة في الصناعة وثورات في التقنية لتنتقل من إنتاج الكم الى إنتاج الكيف.
وقريبا واجهت الصين تحد من نوع مختلف حيث أصابتها جائحة فيروس كورونا التي لا تخضع لحدود مكانية او زمانية وهنا ايضا تمكنت الصين تحت قيادة حزبها الحاكم وبعد الاصطفاف خلف قيادتها السياسية بقيادة الرئيس شي جينغ بينغ، الذي قاد بنفسه عملية الكفاح ضد الفيروس، من الخروج منتصرة ليصبح ما قامت به درسا ومثالا يحتذى وأنموذجا تستفيد منه الدول الاخرى.
تلك قصة نجاح دفعتنا لإجراء هذا الحوار مع السفير الصيني في السودان السيد. ما شين مين ليحدثنا عن تفاصيل قصة النجاح تلك:-
سونا: – لاحظنا أن الصين حققت نتائج إيجابية في مكافحتها جائحة فيروس كورونا المعروف بكوفيد19،ما هو الدرس الذي تعتقد ان الصين خرجت به من خلال ادارتها للمعركة ضد فيروس كرونا؟.
السفير ما شين مين:- نحن نثمن الإجراءات الصارمة التي وضعت لوقف الجائحة واحتوائها، ونشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها الشعب الصيني من خلال توحده، فيما يتعلق بالجائحة، فقد تمت السيطرة عليها تماما في الصين، حيث لم يتم تسجيل اي حالة اصابة لكوفيد 19 لعدة ايام. واشارت التقارير الى ان معدلات الاصابة في الصين وصلت الآن الى الصفر، وعادت الحياة الى طبيعتها في مجالات الصحة والاقتصاد والتنمية الاجتماعية. الحياة عادت الى طبيعتها بسرعة. 1.4 مليار صينى الان يتذوقون لذة الانتصار على الجائحة ولذلك يمكن تلخيص تجربة الصين في معركتها ضد انتشار الفيروس في سبع نقاط على النحو التالي:
اولا نظام القيادة الفعالة الموحدة. فمنذ البداية، قاد الرئيس الصيني شي جينغ بينغ بشخصه عملية الكفاح ضد الفيروس، وذلك بحنكته السياسية والادارية، وقيادته الفاعلة التي تميزت بالمركزية والقدرة على لم الشمل. وعليه فاللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شكلت لجان للتعاطي مع الجائحة، بينما أنشأ مجلس الدولة آلية مشتركة للسيطرة على الجائحة والحكومة المركزية ارسلت فرق عمل عاجلة للمناطق الاكثر تضررا بالجائحة والى مقاطعة خوبي، هذه الفرق كانت تقودها اللجان المركزية والآلية المشتركة من مجلس الدولة، الحكومات المحلية والوزارات ادت واجبها بكفاءة عبر تنسيق الجهود على الصعيد الوطني لاحتواء الجائحة من ناحية ومن خلال الدفع بعملية الاقتصاد والتنمية الاجتماعية من ناحية اخرى، لجان الحزب ولجان الحكومة بمستوياتها المختلفة نفذت التوجيهات واتبعت الاوامر الصادرة من القيادة الموحدة للحزب ولجان التنسيق بصرامة.
ثانيا نظام التنسيق المشترك للمستويات المختلفة في الدولة، والتي ضمت المركز، حكومات المقاطعات وكذلك المسئولين في المحافظات وحتى المؤسسة العسكرية، وبهذا الاسلوب الجماعي تم تغطية مقاطعة خوبي بالتركيز على مدينة وهان، حيث شارك الجميع في منع الجائحة من الانتشار والانتقال وتمت السيطرة عليها، وقد شملت إجراءات المقاومة ضد الجائحة إغلاق الاماكن الموبوءة تماما، وذلك بعزل المجتمعات المحلية والقرى، اضافة الى اوامر الحجر الصحي وفرض قيود على المسافرين وحظر التجمعات العامة وكذلك منع وسائل النقل من العمل، بالاضافة الى اغلاق المدارس والمصانع ودور السينما وايضا المطاعم، وقد قامت السلطات الصحية بإجراء فحوصات على الأسر الحاملة للفيروس ولغير المصابين وتوزيع ادوات التعقيم في الاماكن العامة بانتظام وذلك من اجل منع الفايروس من الانتقال، اكثر من 31 مقاطعة وإقليم وبلدية بما فيها اقاليم الحكم الخاضعة مباشرة للمركز قاموا بتفعيل الطوارئ من الدرجة الاولى، استجابة لتوجيهات الآلية المسئولة من التعامل مع مهددات الصحة العامة، استطاعت الحكومة الصينية من خلال التنسيق المحكم إرسال الآلاف من الكوادر الصحية مزودين باطنان من المعدات الطبية وادوات الوقاية والمواد الغذائية وذلك على نطاق الدولة حتى يتم التاكد من ان المعدات الطبية كافية وان ضروريات الحياة متوفرة.
ثالثا، تقسيم المرضى الى فئات وتقديم العلاج لهم وفقا للمساعدات المتاحة، وقد قامت الحكومة بحشد الجهود على الصعيد الوطنى واستغلال الموارد البشرية، فقد اعدت الحكومة 42000 كادرا طبيا و جرى تقسيمهم الى 346 مجموعة للتوجه الى مدينة وهان في مقاطعة خوبى لعلاج المصابين مهما كلف ذلك من ثمن، وفي فترة وجيزة قامت الكوادر الطبية بتشييد 16 مستشفى متنقلا بسعة 13000 سرير، حيث تم علاج12000 مريض كانوا يعانون من اعراض خفيفة، ووفقا للتقارير فان عدد الذين تاكد اصابتهم بالمرض حتى الآن بلغ 82000 تم علاج 76000 منهم جملة بنسبة شفاء زادت على 9%، كما بلغ عدد الذين ماتوا بسبب فايروس كرونا 3300 الا ان معدل الوفيات ظل منخفضا الى ادنى مستوياته.
رابعا، التطبيق المكثف للتقنية العلمية والتكنولوجية المتقدمة، التي استخدمتها الحكومة الصينية والتي اسهمت في دعم المنهج العلمي المتبع لتحقيق نتائج دقيقة وتشخيص واضح للوضع. كل ذلك من خلال قاعدة بيانات عريضة ونظام حوسبة متوفرة تحت الطلب، والذكاء الاصطناعي واجهزة التعرف على الوجوه، وهنا نثمن الجهود الجبارة التي بذلها العلماء في الإسراع بإجراء بحوث لتوفير اجهزة التشخيص المتطورة الى جانب الادوية الفاعلة والامصال، وقد توصلت الصين لايجاد سبعة انواع من الكشافات وجهاز التشخيص والعلاج، حيث تم تطبيق هذه الاجهزة في العيادات العلاجية المتعددة مثل علاج الالتهابات المصنفة علميا رقم 1، والتي جعلت العالم يسعى في تطوير اللقاحات الفرعية ضد كوفيد 19 والتي اثبتت فاعليتها من خلال التجارب السريرية.
خامسا، جهود المجتمع الرامية الى احتواء الجائحة والسيطرة عليها، لقد اعتمدت الصين على الشعب بصورة كبيرة في معركتها ضد فيروس كورونا والتي كان سندها الجهد الشعبى العريض، لذلك نجد ان القوة الدافعة كانت من الجماهير، الذين لعبو دورا مهما في مكافحة الجائحة، اعداد كبيرة من الكوادر الطبية عرضوا حياتهم للخطر من اجل انقاذ المرضى وتقديم العلاج للمصابين، الملايين من اعضاء الحزب تحملوا المسئولية و تحركوا الى الخطوط الامامية لمواجهة الجائحة، بينما هرعت القوات المسلحة نحو الاماكن الموبوءة مباشرة لتقديم المساعدة وفقا للتعليمات. المتطوعون من افراد المجتمع ظلوا يعملون ليلا ونهارا لخدمة الشعب اما عامة الناس فقد لبو نداء الدولة بعزل انفسهم في بيوتهم، والصينيون حول العالم قدموا التبرعات المادية والعينية تعبيرا عن ولائهم وانتمائهم للوطن، فقد وقف 1.4 مليار صينى صفا واحدا ضد الفايروس على امتداد مساحة الصين الشاسعة والتي تبلغ 9.6 مليون كيلومتر مربع
سادسا، التعاون والتبادل الدولي،حيث ان الحكومة الصينية اجرت اتصالات مكثفة وتنسيق محكم وتبادل معلومات مع الدول الموبوءة والتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي لمكافحة الجائحة واحتوائها وذلك لتعزيز السياسات الدولية وتقوية الاجراءات التنسيقية للسيطرة على الجائحة.
اخيرا وليس آخرا، التنسيق الجيد لاجراءات وقف الجائحة وادارة دفة الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، وعليه فقد اتخذت الحكومة الصينية خطوات جادة لحماية الجانب الاقتصادي والعمل من خلال زيادة الانتاج الاقتصادي والتجاري ودرء الآثارالاقتصادية المنعكسة على التنمية الاجتماعية جراء الجائحة، وقد استندت الحكومة الصينية على خطط علمية لاستئناف العمل والانتاج من خلال منهج التنوع، لإعادة الحياة والانتاج بطريقة شمولية مع مراعاة المخاطر التي تطرأ على المدى البعيد والقريب مع التركيز على مراقبة الجائحة في المناطق ذات المخاطر العالية، وقد تم اتخاذ خطوات لمساعدة الشركات والسعي لاستقرار سوق العمل عبر توسيع دائرة فرص العمل، هذا الى جانب الضرائب الخاصة والميزانيات والاستثمار وتبني سياسات صناعية معينة لتقليل العبء على الشركات وتحقيق الاستقرار المالي والاستثماري والتجاري.
لقد برهنت التجارب على أن الإجراءات التي اتخذتها الصين لوقف الجائحة والسيطرة عليها حققت نتائج إيجابية.
سونا: – حتى الآن هنالك سبع حالات إصابة بفيروس كورونا تم الإعلان عنها في السودان، سعادة السفير، إلى أي مدى يمكن للسودان الاستفادة من تجربة الصين في احتواء الفايروس؟ وما هي نصيحتك للسودان فيما يتعلق بالجهود المبذولة لاحتواء الجائحة؟.
السفير ما شين مين: التجربة العملية للصين في تعاملها مع الجائحة كشفت عن تطور إيجابي في الاستجابة من قبل الجائحة وما كان هذا ليحدث لولا وجود ثلاثة اشياء، اولا، التضامن الذي اظهره الشعب الصيني على نطاق الدولة في السيطرة على الجائحة من خلال الوحدة في العمل والتفكير، الامر الثاني، العمل الشاق الذي قامت به المحليات والمصالح الحكومية المركزية تماشيا مع الإجراءات، واخيرا التعاون. ومن المهم جدا البحث عن التعاون والدعم والتفاهم مع المجتمع الدولي، من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالجائحة من ناحية التشخيص والعلاج وتنسيق السياسات والاجراءات الخاصة بالسيطرة على الجائحة، فيما يتعلق بالسيطرة على الجائحة في السودان بطريقة فاعلة فإن العزل الصحي هو العلاج الافضل في الوقت الراهن، حيث لا يوجد علاج محدد لوباء كوفيد 19 واللقاحات ما زالت تحت التجارب السريرية ولا يمكن توفيرها في العيادات الا بعد شهر سبتمبر القادم، وعليه سيظل العزل هو العلاج الفاعل، اما الحجر في المحاجر الصحية الهدف منه منع الجائحة من الانتقال، جهود السيطرة على الجائحة يجب ان تتركز على قطع الطريق امام الجائحة حتى لا تنتقل وايضا التركيز على إنقاذ حياة الناس.
انه من المهم للسودان ان يطبق إجراءات صارمة لتنفيذ توجيهات الحجر الصحي، ومن الملاحظ ان الحكومة السودانية اعلنت قرارات للحد من انتشار الجائحة مثل منع التجمعات العامة وإغلاق المدارس والجامعات وتعليق رحلات السفر عبر الطيران وكذلك منع السفر من والى الولايات وهى اجراءات ذات اهمية الا انها تحتاج الى تطبيق قوي وصارم، والتجربة الصينية و الدروس المستقة منها تفيد بان اتخاذ التدابير الاحترازية في وقت مبكر كفيلة بمنع الفيروس ووقفه من الانتشار، الكشف المبكر للمرض، إعداد التقارير، والعزل والعلاج كلها ضوابط مكنت الصين من السيطرة على الفيروس ومنعه من الانتشار، بالاضافة الى التدابير الاخرى التي اتخذتها الحكومة الصينية مثل منع المناسبات العامة وإيقاف النقل العام، ووقف العمل والانتاج وإغلاق المدارس والمطاعم ودور السينما والتي اسهمت بفاعلية في قطع الطريق أمام الجائحة من الانتشار، كل هذه الاشياء اثبتت مقدرتها في الحد من تنامى الفيروس، ثانيا إجراء الفحوصات لمعرفة الوضع الحقيقى للفيروس، فالفحص في الوقت المناسب وعزل المصابين كلها خطوات مهمة وفاعلة للحد من تفشى الفيروس. والحكومة الصينية استطاعت ان تسيطر على جميع المرضى المصابين بفيروس كرونا عبر الفحوصات التي شملت كل الاسر في المناطق الموبوئة. وبهذه الطريقة استطاعت الصين مكافحة هذا المرض المعدي.
واخيرا فان المرضى المصابين بالفيروس يتم حجزهم للعلاج، وذلك من خلال إحضار كادر طبي محترف يضم عددا كبيرا من الاطباء من مختلف انحاء الصين، الذين يقومون بتقديم الاحتياجات الضرورية للمرضى المؤكدة إصابتهم وحجزهم في المستشفيات علاوة على تقديم رعاية خاصة للحالات الحرجة، بينما يتم علاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة في المستشفيات المتنقلة، واما الذين يشتبه بانهم مصابون فيطلب منهم وضع انفسهم تحت الحجر الصحى المنزلي، وقد اثبتت التجربة ان هذه الاجراءات تقلل من معدلات الاصابة وتزيد من معدلات الشفاء.
سونا:- سعادة السفير، ماهي الاعمال التي قامت بها الحكومة الصينية في هذا الصدد لتبديد مخاوف الجمهور من انتشار فيروس كرونا، والحفاظ على الحياة الطبيعية؟.
السفير ما شين مين: اتخذت الحكومة الصينية الإجراءات الآتية للحد من الذعر العام من جائحة كورونا والحفاظ على سلامة المجتمع:-
اولا، الإفصاح بشفافية عن المعلومات في الوقت المناسب، وذلك لتمكين الجمهور من فهم مخاطر انتشار الجائحة. الحكومة الصينية اهتمت اهتماما بالغا بأمر البيانات الصحفية وتقديم معلومات عن الفيروس وإتاحة الفرصة لوسائل الاعلام المختلفة لإذاعة ونشر الاخبار عن الفيروس بشفافية للمجتمع الدولى وللمواطنين المحليين، وعلى مستوى المركز نجد ان مفوضية الصحة العامة تقدم أحدث المعلومات للرأي العام عن الوضع الصحي يوميا، كما ان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية يقدم تنويرا صحفيا كل يوم عن آخر تطورات الفيروس، بينما وكالات الانباء مثل وكالة الانباء الصينية “شينخوا” وصحيفة الشعب اليومية ينشرون الأخبار والتقارير عن كوفيد 19 في كل يوم، هذا الى جانب الآلية التي أنشأتها 31 مقاطعة وبلدياتها وكذلك اقاليم الحكم الذاتى لنشر الاخباراليومية عن الفيروس.
ثانيا، حملة التثقيف التي استهدفت نشر الوعي الصحي العلمي وتزويد المواطنين بالإرشادات للتعاطي مع الجائحة باسلوب علمي وعقلاني، خبراء الطب والعلماء نظموا حملات توعية للناس عن وقاية انفسهم بطريقة فاعلة وعلمية لمعرفة كوفيد 19 وهنا نشكر الجهودهم التثقيفية التي جعلت الناس يعرفون الجائحة وسبل علاجها واحتوائها كذلك، بنسبة التعافي 90 في المائة.
ثالثا، التنوير الشامل الذي تقدمه الحكومة الصينية عن الإنجازات التي تحققت وبما تقوم به من حشد لطاقات الشعب للتصدي للوباء بثبات وعزيمة وثقة، علاوة على المعلومات الثابتة التي تقدمها الحكومة عن نتائج المعركة ضد الجائحة وتطوراتها على الارض والتي ايضا زادت من ثقة الجماهير في الحكومة، ولذلك فان تقديم المساعدة والرعاية للمرضى والمتأثرين إلى جانب التوعية التي يقوم بها ذوو الاختصاص في الطب والعلماء أزالت الربكة وأعادت روح الامل.
وفوق هذا وذاك، فان الحكومة الصينية وضعت تدابير اخرى مصاحبة للرعاية الصحية متمثلة في توفير الاحتياجات اليومية الضرورية والسعي لحفظ الروابط الاجتماعية بين المواطنين، وطالبت الحكومة الاعلام بتحمل مسؤولياته في تناول الاخبار المتعلقة بكوفيد 19 بمهنية ونزاهة، ودعت الحكومة الشعب بكافة مكوناته لتقييم آثار فيروس كورونا على الاقتصاد وعلى معاش الناس.
سونا:- سعادة السفير، ما هى الجهود المشتركة التي ينبغي على كل من الصين والسودان القيام بها لمحاربة جانحة كوفيد 19؟ وماهي المساعدات التي يمكن ان تقدمها الصين للسودان؟.
السفير ما شين مين:- منذ اندلاع وباء كوفيد 19 عبر السودانيون في جميع انحاء السودان عن تعاطفهم ودعمهم للصين، حتى تتمكن من احتواء وباء كوفيد19، هنالك ثلاثة محاور للتعاون بين الصين والسودان، متمثلة في الآتي، اولا، سياسة التواصل، القادة السودانيين بمن فيهم الوزراء، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية عبروا عن تعاطفهم ودعمهم وقلقهم من ما يجري في الصين، كل من رئيس مجلس السيادة البرهان، ورئيس الوزراء حمدوك ارسلوا تعازيهم للرئيس الصيني شي جينغ بينغ ورئيس الحكومة لي كيه جانغ، معبرين عن ثقتهم الكاملة في الصين حكومة وشعبا مؤكدين ان الصين ستنتصر على الجائحة، وزيرة الخارجية اسماء عبرت كذلك عن ثقتها الكاملة في ان الصين قادرة على التغلب على الفيروس، وكان ذلك في بداية ايام المحنة، كما اتصلت هاتفيا بوزير الخارجية وانغ يي، وقد ارسل عدد من الوزراء والسياسين تعازيهم لي شخصيا وانا اثمن عاليا الجهود والخطوات التي اتخذتها الحكومة الصينية وقيادتها التي بينت قدرة الصين وتضامنها في محاربة كوفيد 19.
ثانيا، تبادل الخبرات، السفارة الصينية في السودان أجرت اتصالات مع عدد من الوزارات، شملت وزارتي الخارجية والصحة وذلك من اجل التفاكر وتبادل الخبرات حول كيفية التعاطي مع الجائحة عبر الآلية المشتركة لتبادل المعلومات.
ثالثا، الدعم الاجتماعى للصين من كافة انحاء السودان، السودانيون بمختلف مشاربهم اعتبارا من الرموز السياسية السابقة والاصدقاء في الصحافة، رجال الاعمال، منظمات المجتمع المدنى و المشاهير من القيادات والشباب عبروا عن دعمهم للشعب الصيني متمنين له تجاوز المحنة، وقد عبروا بوسائل مختلفة مثل اللقاءات والرسائل او الفيديوهات او التبرعات، كل هذه الإسهامات تعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين وتعمق من اواصر الصداقة بين الشعبين، سيظل الدعم السودانى للصين في معركتها ضد كوفيد 19 محفوظا في الذاكرة، الحكومة الصينية ستقف مع السودان بصورة قوية وستتبادل المعلومات مع الحكومة في علاج الحالات التي تأكدت إصابتها بمرض كوفيد 19 والتي أتت من خارج البلاد، وسندعم السودان في مجالات الصحة وإجراءات الحجر الصحى والنقل وضبط المداخل والمخارج، هذا الى جانب التعاون في مجالات السيطرة على الجائحة وعلاج المرضى، الحكومة الصينية تبرعت للاتحاد الافريقى بأجهزة لكشف فيروس كورونا يمكن الاستفادة منها في السودان وبقية الدول الافريقية، الصين مدت السودان بسبع وسائل إرشادية مطبوعة خاصة بتشخيص وعلاج كوفيد 19، وستة وسائل إرشادية مطبوعة لاحتواء كوفيد 19 والسيطرة عليه، ومواد اخرى، هذا الى جانب تبادل الخبرات في كيفية القضاء على المرض، وقد تبرع مؤسس شركة على بابا رجل الاعمال الصيني جاك ما بمواد طبية للسودان شملت 100000 كمامة و 1000 بدلة واقية و1000، درع واقي للوجه و 20000 جهاز اختبار، كل هذه الاشياء وصلت الى الخرطوم في الثالث والعشرين من شهر مارس. قد وفرت السفارة الصينية 400000 كمامة تبرعت بها إلى الجانب السوداني .
تم تنظيم مؤتمر عبر الفيديو في السادس والعشرين من مارس الماضي، حول كيفية السيطرة على فيروس كورونا وتشخيصه والعلاج منه، المؤتمر شاركت فيه مفوضية الصحة العامة الصينية ومسئولون من وزارات الصحة في دول شمال افريقيا، والسودان ضمن الدول التي شاركت في هذا المؤتمر، الذي تناول تجربة الصين في محكافحتها للفيروس، كما ان فريق المساعدات الطبية الصينية اجرى ثلاث دورات تدريبية للكوادر الطبية السودانية حول كيفية التعامل مع الجائحة وعن المعرفة الطبية، ستقوم الحكومة الصينية خلال المرحلة القادمة بتقديم مساعدات للسودان تشمل الإمدادات الطبية والمعدات الضرورية، الصين مستعدة لرفع مستوى التعاون والتبادل مع السودان في مجال الصحة العامة.
هذا الفيروس لا يتقيد بالحدود، لكن رغم ذلك يحمل معه بعض العبر للبشرية، منها التكيف على مواجهة الصعاب في التصدي لجائحة كورونا، كما ان مصير جميع الدول اصبح مشتركا، ولن تستطيع اية دولة التغلب على الجائحة بمفردها، وانطلاقا من مبدأ التمسك بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، فإن الصين مستعدة للتعاون مع السودان والدول الأخرى لمواجهة التحدى، أنا على ثقة بأن تنسيق الجهود مع المجتمع الدولي سوف يمكننا بالتأكيد من التغلب على المرض في وقت مبكر.
حوار: سمية عبد النبي // تصوير: مجدي عبد الله
الخرطوم 2-4-2020م (سونا)