رأي ومقالات

سيذكر التاريخُ أن الصحف في عهد فيصل والرشيد، حُوصرت وأُغلقت بالدوشكات، وتم تشريد الصحافيين


إلى فيصل.. للعلم وزيادة! (٢)
-١- (عندما تُحارب بنفس أسلحة عدوك سوف تصبح مثله)
نيتشه.
أوردتُ أمس في هذه المساحة، مقتطفاتٍ مهمة من مسيرة معرفتنا بوزير الإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح قبل المنصب والوزارة.
معرفةً، امتدت منذ كان بيننا صحافياً موضع احترام وتقدير ومحبة، إلى أن أصبح مسؤولاً يتنكر لمبادئ الحرية ويدافع عن القمع ويختبئ في الصمت، حين يصبح القولُ فرضَ ضميرٍ وواجبَ حق.
ورصدنا مجموعة مواقف وأقوال وضَّحت بجلاء أن أثمن ما سيفقده الأستاذ فيصل الوزير (مصداقيته).
ألم يَقُل عاطف خيري:
أجمل النَّاجين من الذبح صار يعبد خنجراً، والرجال على وشكِ أن يبيعوا شيئاً عزيزاً فاحترس.
-٢-
في مرة، يذكر فيصل أنهم قاموا برفع ملف الإعلام إلى لجنة الخناجر الطويلة المسمى بتفكيك التمكين.
وقبل أن يجف ذلك القول ويرتدُّ الطرف، إذا به ينسفه بقول آخر، حين يذكر في رده عليّ بأن اللجنة (مستقلة !)،لا علاقة لها بالوزارات إلا على مستوى الاستشارة فقط!
فيصل، يرى في اعتراضي على الطريقة المهينة التي أُقيل بها الجنرال حسن فضل المولى من منصبه بقناة النيل الأزرق، محاولةً مني لتصفية حسابات شخصية مع لجنة التمكين بسبب تعديها السافر على صحيفة (السوداني).
لن أتسابق مع فيصل على التقاذف بالاتهامات.
فموقفي من إغلاق (السوداني) بدوشكات الدعم السريع، قضيةٌ عامة وليست شخصية.
قضيةٌ، تشبه ما كان يفعله فيصل الصحافي في الدفاع عن الصحف، إبان اعتداء الأجهزة الأمنية عليها في النظام السابق، ومنها صحيفة السوداني ،بالمصادرة ومنع الاعلان!
نعم، تغيرتِ المواقف مع تغيير المواقع، وبات واجب فيصل الدفاع عن الإجراءات القمعية بدلاً من مناهضتها!
-٣-
سيذكر التاريخُ أن الصحف في عهد فيصل والرشيد، حُوصرت وأُغلقت بالدوشكات، وتم تشريد الصحافيين في عراء الحاجة إلى ما يستر الحالَ ويحفظ ماء الوجه.
بعد مُضي ثلاثة أشهر، لا يزال الصحافيون في تلك المؤسسات بلا مرتبات!
رغم أن نائب رئيس لجنة الخناجر الطويلة محمد ود الفكي، التزم أمام الجميع بعدم تضرر الصحافيين من الإجراءات!
يعرفني فيصل جيداً، لست جباناً حتى اتخذ من وزارته حائطَ صدٍّ في نقد لجنة التفكيك.
نقدي لها موجودٌ وموثق وعابرٌ لأذنيه، ولن نتوقف عن نقدها وكشف تجاوزاتها ما كان في القلب نبضٌ، وفي القلم مداد!
-٤-
لا أزال أرى في طريقة إقالة الأستاذ حسن فضل المولى، فعلاً كيدياً رخيصاً ينمُّ عن رغبةٍ مريضة في التشفي وتشويه سمعة الرجل المبدع النزيه.
لن تجدي محاولةُ الهروب من واقعة أن الجنرال خيَّركما بتقديم الاستقالة إذا كان في بقائه عبءٌ لكما، وإصرارك على استمراره!
لا تحاول الهروب عبر العبارات الصابونية الزلقة ،واللعب على حبال مواقيت اللقاء كان قبل أسبوعين أو أكثر من ذلك.

كان عليك أن تلتزم الصدق والدقة في التعقيب، لم أكتبْ أن ما تم كان في اجتماع رسمي، ولم أقل إن حسن قدم استقالته.
قلتُ إن مقترح حسن تم في (لقاء ) ولم أقل اجتماعاً، وإشادتك المتكررة به لها شهود لو سمحوا لنا بذكر أسمائهم سنفعل.. والجنرال موجودٌ بإمكانه أن ينفي ويُكذِّب ما ذكرت.
-٥-
أوجعني جداً وصفُ علاقتك بالجنرال بعبارة (يشوبها) الاحترام، وكلمة يشوبُ من الشوائب، تأتي عادة في سياقٍ سالب في وصف أمر غير محبب!
أعلمُ أن ذلك ليس خطأً تعبيرياً، فيصل رجل مجوِّدٌ في الكتابة والقول.
ولكن، كلمة (يشوب) الواردة في التعقيب هي كلمةٌ مفتاحية للتعرف النفسي على فيصل الجديد.
-أخيراً-
فيصل -الذي كنا نعرف- رجل حساس وشاعر شفيف، لكنه اليوم في رحلة هروب عجلان متخففا من علاقاته و صلاته القديمة، يود لو أن بينها و بينه أمداً بعيدا، فهو واقع تحت ابتزاز قلة فاشلة وحاقدة في الوسط الاعلامي ، تطعن في ثوريته وتثير الشكوك حول عمله وعلاقاته قبل سقوط النظام، وتقوم بتحريضه على زملاء المهنة وأصدقاء الأمس!

ضياء الدين بلال

*نشر بصحيفة (السوداني)


‫4 تعليقات

  1. همش الفواصل
    وافصل الهوامش
    اديتو اكبر من حجمو يا استاذ ضياء
    ومعك الحق اكيد…وهذا الوزير من السفهاء من يوم تكلم في شعار لا اله الا الله..ومع السفاهه غير متحدث لبق ولا ذكي ولا بارع ولا ماهر ولا مجود…كثير الكذب…وهذا ليست صفاته وحده بل كل كفوات قحط وأحزاب قحط وقطيع قحط الا من رحم ربي…

  2. نحن لم ننتخب هؤلاء ولم نستشار في حكم اقلية اليسار لاننا نعرف انهم يبيعون القيم في سبيل المنصب لذا كل من امسك منصب لا يستحقه سار مع التيار الا من رحم ربك

  3. كل نعم الحياة أتت لضياء في عهد الإنقاذ جلد ناعم عنقرتو باردة ما عايزين نسال سؤال هنا لانو الإجابة ح تكون بلا داعي و فيصل انت رجل لك مواقف اثبتها بالعمل و تعمل وسط دمار لتنظيف قذارة الانغاز اما ضياء ما في زول يقدر تجاريه في المقالات المطولة و المنمقة بالمطاعنات الرجل يكتب من الغرف المكيفة يده في موية باردة غلطان يا استاذ فيصل في الرد ع ضياء الخطير