محلل اقتصادي: شركات النفط الأمريكية مسؤولة عن الانهيار التاريخي للأسعار
قال المحلل الاقتصادي، مصطفى البارزكان، إن شركات النفط الأمريكية، هي المسؤولة عن الانهيار التاريخي في أسعار نفط خام غرب تكساس.
وقال البارزكان، في تصريحات لـ”راديو سبوتنيك”: “العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا الانهيار التاريخي في أسعار النفط هي تراجع الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا”.
وتابع المحلل الاقتصادي قائلا “كما أنه ليس هناك إمكانية لتخزين النفط بسبب وفرة المعروض”.
واستمر البارزكان قائلا “يوم الاثنين كان الانهيار في العقود الآجلة لشهر مايو، تلاه اليوم الثلاثاء انخفاض لعقود يونيو/حزيران بالانخفاض الأمر الذي يدل علي الحذر الشديد في أسواق النفط” .
وأوضح البارزكان أن هذا التراجع في أسعار نفط برنت، يجعل هناك ضغوطا على المنتجين من منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج.
ولفت المحلل الاقتصادي إلى أن الضغط الأكبر يبقى على الاقتصاد الأمريكي وشركات النفط الأمريكية، التي امتنعت عن الانصياع للرغبة الدولية بالحفاظ علي أسعار مناسبة في أسواق النفط.
وأردف بقوله “كان هناك تحميل للمسؤولية على المنتجين من أوبك ومن خارجها في أوبك+” .
وحول قرار الرئيس الأمريكي بزيادة المخزون الاستراتيجي، أكد الخبير الاقتصادي، أن هذا الحل ليس بعيد المدى، وأن الحل يكون بخفض أو ايقاف النفط التقليدي والصخري الأمريكي، بنسبة تتماشى مع الخفض الذي قامت به منظمة أوبك.
وهوى سعر برميل النفط الأمريكي بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين، بأكثر من 306%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه، حيث بلغ سعر البرميل 37.63 دولار تحت الصفر.
تزامن ذلك مع ضغوط الجائحة على الاقتصاد العالمي وتهديدها بمحو عقد كامل من نمو الطلب، وتسببها في تسريح الملايين من وظائفهم، ومحو مئات مليارات الدولارات من القيم السوقية للشركات.
منذ بداية العام، تراجعت أسعار الخام بأكثر من 80%، أو 50 دولارا للبرميل، بفعل التداعيات الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي وانهيار اتفاق “أوبك +” الشهر الماضي، قبل تدارك المنتجين للأمر هذا الشهر وإقرارهم حصة خفض تاريخية. يرى المحللون أن الاتفاق جاء متأخرًا ما سمح بتمرير كميات ضخمة من المعروض إلى السوق
سبوتنيك
هيكلة قطاع البترول حاجة ملحة
دمج الشركات أولى خطواته…
هذا او الإنهيار التام
شكل مشروع إستخراج البترول في السودان تحدي كبير لحكومة الإنقاذ، لضمان نجاحه دفعت أفضل عناصرها من المشهود لهم بالصرامة والإنضباط لإدارته، إعتمدت الإنقاذ في أدراة الملف على الثقة في العناصر التي تدير العمل، برغم النجاح النسبي الذي تحقق في هذا الملف، ظل مثار لفط وإتهامات متبادلة بين المؤتمر الوطني وخصومه، بل إمتد اللغط إلى داخل المؤتمر الوطني.تراجع أداء هذا القطاع في أواخر عهد الإنقاذ وتغلغل فيه الفساد.
حتى الآن لم تطرق لجنة إزالة التمكين لملف صناعة البترول،وأعتقد أن هذه اللجنة بتكوينها الحالي غير مؤهلة لفتح هذا الملف، هذا الملف يشتمل على إتفاقيات دولية وجوانب فنية معقدة، فتح هذا الملف يحتاج للقدرات كبيرة وتخصص، لذا الأفضل للجنة إزالة التمكين تكوين لجنة فرعية متخصصة فنيا وإداريا للمراجعة مشروع البترول في السودان.توفر لها اللجنة الام الدعم والسند. المراجعة تشمل عقود التنقيب، عقود منح المربعات، عقود التمويل، عقود إنشاء المشروعات، عقود الخدمات وغيرها من العقود.وتنظر اللجنة بالأضافة للمراجعة والمحاسبة، سبل تطوير هذا القطاع المتهاوي.
إنفصال الجنوب، وإنخفاض إنتاج النفط في الشمال وإنخفاض أسعار النفط عالميا،وزيادة تكلفة التشغيل والإنتاج، تعدد شركات التشغيل وضعف إنتاجها كل هذه العوامل ساهمت في تدهور هذا القطاع و تأكد الحاجة لإعادة هيكلة كلية لهذه الصناعة. تهدف عادة الهيكلة لرفع كفاءة أدارة الموارد وتقليل التكلفة وضمان الفاعلية وتحسين بيئة الصناعة لجذب إستثمارات جديدة.
معظم شركات التشغيل مملوكة لحكومة السودان كليا أو بنسبة كبيرة، وهي في الغالب شركات صغيرة وضعيفة الإنتاج،على سبيل المثال هناك شركات إنتاجها اقل من 5000 برميل في اليوم.
دمج شركات التشغيل في شركة واحدة كبيرة هي الخطوة الأساسية في عملية الهيكلة وحجر الأساس لها.عمليات الإندماج هي سمة مميزة لهذه الصناعة، معظم شركات البترول العالمية الحالية هي نتاج عمليات إندماج.
صناعة النفط من الصناعات عالية التكلفة وتحتاج لتمويل هائل،يتم تمويل هذه الصناعة في الغالب بقروض بنكية دولية، معدل الفائدة لهذه القروض يعتمد على الإعتماد و المواءمة المالية لطالب التمويل دمج شركات التشغيل في شركة واحدة يقلل تكلفة التمويل. كذلك يقلل عقود الخدمات المختلفة ويقلص العبء الأداري.
عمليات الهيكلة لابد أن تشمل قطاع التكرير والتوزيع.
تقاوم الشركات الحكومية عادة عمليات الإندماج ،وتقدم مبررات لهذا الرفض لكن المصلحة الذاتية والدوافع الأنانية هي السبب الحقيقي لهذا الرفض. لذا يجب فرض عملية الإندماج من خارج هذه الشركات.لوبيات القطاع النفطي عطلت عدد من مبادرات الإصلاح الهيكلي في هذا القطاع وستظل تفعل لتعارض المصالح. لذا خطوة كهذه تحتاج لإرادة وشجاعة كبيرة.