رأي ومقالات

ماذا فعل الرئيس نميري ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺗﺐ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ؟

ﻭﻟﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎﻡ 1930 ﻡ، ﻟﻜﻦ ﻣﻠﻒ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻴﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺴﻢ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ، ﻳﺸﻬﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻭﺯﻳﻨﺐ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪ ﻭﻭﺍﻟﺪﺓ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺑﺠﻬﺔ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1/1/1930 ﻡ، ﻭﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺪﻧﻘﻼﻭﻱ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺑﺠﻬﺔ
ﺩﻧﻘﻼ، ﻭﺃﻥ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﺠﻬﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺩﻧﻘﻼﻭﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻮﻟﻮﺩﺓ ﺑﺠﻬﺔ ﺩﻧﻘﻼ
ﻭﻣﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﺪﻧﻘﻼ . ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺃﺗﻢ ﻋﻠﻮﻣﻪ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﻤﺪﺍﺭﺱ ﺣﻜﻮمة ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺻﺪﺭﺕ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺗﺴﻨﻴﻦ ﻃﺒﻴﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1/1/1930ﻡ .
ﻗﺪﻡ ﻭﺍﻟﺪﺍ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻗﺒﻞ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﺩ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻧﻘﻼ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ .
ﻭﻋﻤﻞ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1916 ﻡ .ﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﺎﻋﻴﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻓﺮﻋﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺩ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ : ﻣﺼﻄﻔﻰ، ﻭﻧﻤﻴﺮﻱ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲَّ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .
ﻭﺟﻌﻔﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﺳﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺤﻠﻢ ﺭﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍ ﺗﺴﻤﻴﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﺗﻴﻤﻨﺎ ﺑﺠﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ
ﺷﻘﻴﻖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ .
ﻭﻳﻀﻴﻒ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺣﺴﺐ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻟﻔﺆﺍﺩ ﻣﻄﺮ :
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﺳﻤﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺭﺋﺎﺳﺘﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻠﻢ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﻃﻴﺮ ﻭﺍﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺷﻮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﺩﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻴﺮ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﺩﻣﺪﻧﻲ ﻳﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺣﻤﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻳﻨﻈﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ . ﻭﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻤﻖ
ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺤﺮﺹ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻛﺮ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ .
ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻗﻠﺔ ﻣﺮﺗﺐ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﻟﻜﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، ﻃﻠﺐ ﻣﻦ
ﺃﺧﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﻣﺼﻄﻔﻰ، ﺍﻷﺥ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﺮﺍﺗﺐ ﻗﺪﺭﻩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﺷﻬﺮﻳﺎ، ﻭﺃﻛﻤﻞ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺣﻨﺘﻮﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﺿﻤﻦ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺿﻤﺖ ﻧﺠﻮﻣﺎ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺳﻤﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﻧﻴﺔ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻨﺘﻮﺏ، ﺍﺟﺘﺎﺯ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ .
ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻗﺮﺭ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ
ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺠﻊ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻓﺆﺍﺩ ﻣﻄﺮ :
ﺷﻌﻮﺭﻱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺆﻣﻦ ﻟﻲ ﺩﺧﻼ ﺃﺳﺎﻋﺪ ﺑﻪ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ
ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻟﻠﻀﺎﺑﻂ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ، ﺃﺭﺳﻞ ﻧﺼﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻣﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﺷﻘﻴﻘﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﻣﻠﻤﺢ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺍﻟﺘﺤﻘﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1949، ﻭﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻲ ﺷﻌﻮﺭ ﻣﺰﺩﻭﺝ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ
ﺍﻷﻭﻝ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﺃﻭﻝ ﺭﺍﺗﺐ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﺟﻨﻴﻬﺎﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻻﺗﻜﺎﻝ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻷﺳﺮﺗﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺣﺒﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .
ﻛﺎﻥ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺑﺴﻴﻂ
ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ . ﻭﻳﺮﺩﺩ ﺩﺍﺋﻤﺎ :
ﻛﻨﺎ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻣﻌﺪﻣﻴﻦ، ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ، ﻭﻟﺪ ﺟﺪﻩ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺃﻃﻼﻟﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻧﻘﻼ . ﻛﺎﻥ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﻭﺣﻜﺎﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺇﻟﻰ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻣﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﺵ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ،
ﻭﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻤﺠﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻭﻋﺮﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ :
ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻠﻤﺠﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ﺃﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺰ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﻗﻮﺍﺕ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺮﺏ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ . ﻭﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺿﻤﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺠﺎﻧﺔ، ﻭﺍﺧﺘﻴﺮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻌﻠﻢ ﻟﻠﺒﻴﺎﺩﺓ،ﻣﺎ ﺃﻫﻠﻪ ﻻﺳﺘﻼﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺑﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦﺍﻟﺼﻮﻝ ﻣﺴﺘﺮ ﻫﻴﺮﻣﺮ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ . ﻭﺗﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺗﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ﺃﻭﻝ . ﻋﺎﺻﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﻓﻌﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺗﻨﺴﻴﺒﻪ ﻟﻠﺪﻓﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ . ﻭﺗﺪﺭﺏ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻳﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ ﻣﻨﻪ ﻓﻲﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ :
ﺃﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﺗﺸﺮﺩﻧﻲ، ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺟﻞ . ﻭﺭﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻴﺮﻱ :
ﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﻓﻴﻚ ﻣﻴﺰﺓ ﻟﻢ ﺃﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺧﻮﺍﻧﻚ . ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ .
ﻭﺣﻈﻲ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ﺃﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻭﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺎﻡ ﻧﻤﻴﺮﻱ، ﻭﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﻮﺍﻥ ﻋﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ﺃﻭﻝ ﻟﻤﺪﺓ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠﻢ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻟﻤﺮﺗﺐ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻗﺘﻄﻊ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻗﺮﺷﺎ، ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﺣﻠﻮﻯ ﻭﻟُﻌُﺒﺎ ﻭﻣﺸﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ ﻟﻴﻮﻓﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ .
ﻭﻳﻀﻴﻒ ﻟﻔﺆﺍﺩ ﻣﻄﺮ :
ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺗﺐ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺫﺍﻗﻮﺍ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ .
ﺍﻟﺘﺤﻖ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1952 ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﻼﺯﻡ ﺛﺎﻥ، ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺷﻌﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ، ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻫﻢ ﺍﻷﺷﺪ ﺑﺄﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﺛﻢ ﺗﻨﻘﻞ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺷﻤﺎﻻ ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ . ﻭﺍﺗﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ .
ﻭﺗﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺗﺐ ﺣﺘﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ .
ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺳﻴﺮﺓ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺃﻧﻪ
ﻭﻣﻨﺬ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ 1985 ﻡ ﺣﺘﻰ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻓﻲ 1999 ﻡ، ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺃﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺿﺪﻩ . ﻭﻟﺬﺍ ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻟﻠﺘﻘﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺵ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻣﻦ 16 ﻳﻮﻧﻴﻮ 1999ﻡ .
ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 30 مايو 2009 ﻭﺗﻢ ﺗﺸﻴﻴﻌﻪ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻭﺷﻌﺒﻴﺎ…

Sami Sinada

تعليق واحد

  1. سرد جميل ومعلومات قيمه وهذا قليل من كثير كان رحيما بشعبه لم يشهد البلاد حروب قبليه او جهويه ولم نسمع باختلاسات ماليه ولا نهب الاراضي وكان الجنيه يعادل ثلاثه دولارات معتمدا على الموارد الذاتيه للبلاد القطن والصمغ العربي والثروه الحيوانيه والمحاصيل الزراعيه وكان مرتب المعلم يكفي اربع اسر