رأي ومقالات

إنّ من أوجب الواجبات وأسرعها على الفور إقالة القراي من منصبه قطعاً لدابر الفتنة وسدّا لذريعة الفساد

♦️بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
♦️♦️♦️
بعد صدور تلك الأقوال والتصريحات من المدعو عمر أحمد القرّاي مدير المركز القومي للمناهج والتي تخالف
أصول دين الإسلام وثوابته وتُعارض النصوص الصريحة من كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين ، هبّت أمّة القران في السودان غضبةً لله تعالي ونصرةً لدينه .
وفِي هذه المقال نستعرض بعض مقالات وضلالات القرّاي ونعرضها على ميزان الشرع
فمن أبرز أقواله التي لاتحتمل أي تأويل :
(١)اعتراضه على تدريس القرآن في رياض الأطفال والمدارس والعمل على تقليل الأيات القرانية من مناهج التعليم
(٢)التّهكم ببعض سور القران ووصف سورة الزلزلة بأنّها تجعل الطفل يعيش في ذُعر
(٣)قوله القران والسنّة ما كُلّها نصوص طوّالي ماشية ، والشريعة الإسلامية ماصالحة لكل زمان ومكان
الشريعة الإسلامية صالحة بس للقرن السابع الميلادي والقرون التي تلته مما هي مثله ؛ لكن في مستوى البشرية الحاضرة ماصالحة في الوقت الحاضر
(٤)قوله بصحة نظرية دارون وأنّ الإنسان خلق من القرد وليس من الطين كما قال الله تعالى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَسورة الأنعام : (2)
(٥) قوله في تفسير وخلق منها زوجها خلقكم من نفسً واحدة النفس الواحدة نفس الله ، زوجها الإنسان
فالإنسان زوج الله .
الي غير ذاك من الأقوال الباطلة.
ولمّا كان المذكور يشغل منصبا مُهمّاً يتمثل في مناهج التعليم التي تشكل عقلية أطفال وشباب السودان الذين هم عمادها ومستقبلها وجب التحذير منه والرّد على ضلالاته وبيان حكم الشرع فيه حتى تأخذ الأمّة حذرها من تسلل المشبوهين والمنبوذين لساحة العلم والتعليم
♦️أولاً
من المعلوم لدى المسلمين كافّةً وهو
من أصول دين الإسلام وثوابته أنّ القرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، وصفة من صفاته ، لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميد،
وهو المتضمن رسالته الخاتمة، المهيمن على ما قبله من الكتب
له قدره ومكانته في قلوب المسلمين ، والمسلمون كلُّهم مجمعون على وجوب احترام كلام الله تعالى، وتعظيمه، وصيانته عن العيوب والنَّقائص، فالاستخفاف بمكانته، والاستهزاء بشيء من أياياته أو محاولة إسقاط مهابته وانتهاك شريعته ردّةٌ سافرةٌ وكفرٌ صريح لا يُنازع فيه أحد، قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65-66].
وقد توعَّد الله المستهزئين بكلامه وآياته، بالعذاب المهين، في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [الجاثية: 9].
وفي قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [الجاثية: 34-35].
هذه الآيات الكريمات تنصٌّ على كفر من استهزأ بأيات الله تعالى، سواء استحلَّ ذلك أو لم يستحل، وقد أجمعت الأمَّة على كفر مَنْ استهزأ بالقرآن، أو بشيء منه، ولو كانت آية واحدة
قال: القاضي عياض – رحمه الله – «اعلم أنَّ مَنْ استخفَّ بالقرآن أو بالمصحف، أو بشيء منه، أو سبَّهما… فهو كافِرٌ بإجماع المسلمين»[الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى] وقال النووي رحمه الله:
«وأجمعوا على أنَّ مَنْ استخفَّ بالقرآن، أو بشيء منه… كَفَر»[صحيح مسلم بشرح النووي] وقال القاضي ابن فَرْحون المالكي – رحمه الله – : «ومَنْ استخفَّ بالقرآن، أو بشيء منه، أو جَحَده، أو حرفاً منه، أو كذَّب بشيء منه، أو أثبت ما نفاه، أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك، أو شكَّ في شيء من ذلك، فهو كافر بإجماع أهل العلم»[تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام].
وقال الإمام الشَّافعي – رحمه الله –
: «… مَنْ ذَكَرَ كتابَ الله، أو محمداً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو دِينَ الله بما لا ينبغي… فقد نقض عهده، وأُحِلَّ دمُه، وبرئت منه ذمَّةُ الله عزَّ وجلَّ وذمَّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»[مختصر اختلاف العلماء، للجصَّاص].
وفي جواهر الفقه عند الأحناف :
«مَنْ قيل له: ألا تقرأ القرآن، أو ألا تُكثر قراءته؟ فقال: شبعتُ أو كرهتُ، أو أنكر آية من كتاب الله، أو عاب شيئاً من القرآن… كفر».
وقال أبو بكر ابن العربي رحمه الله في تفسيره لآية التوبة): ” لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدا أو هزلا، وهو كيفما كان كفر؛ فإن الهزل بالكفر كفر، لا خُلف فيه بين الأمة، فإنّ التحقيق أخو الحق والعلم،
والهزل أخو الباطل والجهل” انتهى
♦️ثانياً: لا خلاف بين العلماء في أن المرتد يصير بردته حلال الدم و ذهب جمهور العلماء إلى أنه يستتاب أولاً فإن تاب وإلا قتل .
فلابد من محاسبة كلُّ مَنْ يستخفُّ بالآيات الكريمة ويتَّخذها هزواً،أو ينتقصها أو يحارب أهل القران الذين هم أهل الله وخاصته؛ فإذا لم يُحاسب مَنْ يفعل ذلك، فقد ينفتح باب واسع من الشّرِّ والفتنة ؛ فعوامُّ المسلمين لا يرضون أن ينال أحدٌ كائناً من كان من القران ومافيه من الأيات والذّكر الحكيم ؛ نهيك عن التَّلاعب بشعائر الإسلام، والطَّعن في الذَّات الإلهيَّة، وصفات الله تعالى.
♦️ثالثاً :
ثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ صاحب هذه المقولات الضالة ينتمي لطائفة الجمهوريين ويعتنق فكر
المرتد محمود محمد طه الذي نصب نفسه رسولاً بعد خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم بل سمى نفسه المسيح المحمدي والانسان الكامل
وقال إن الوحي جاءه كفاحا من الله تعالى وليس عن طريق امين الوحي جبريل عليه السلام الذي نزل بالقرآن على الرسول الخاتم!
وادعى حلول الإله فيه واتحاده به وأتى بكثير من الخزعبلات التي لم يسبقه عليها احد من العالمين .
♦️رابعاً :
بناءً على ما سبق فإنّ من أوجب الواجبات وأسرعها على الفور إقالة هذا الرجل من منصبه.قطعاً لدابر الفتنة وسدّا لذريعة الفساد التي قد تقع في البلاد
♦️خامساً:
فليحذر المجتمع وعلى وجه الخصوص قطاع العاملين في التربية والتعليم بالسودان من خطر
الإتجاهات الفكرية التي تتربص بهوية الجيل سواءً الجمهوريين أومن هم على شاكلتهم
فعلينا جميعاً أن نقوم بواجبنا الشرعي في التَّصدي لهم ورفض الباطل الذي يروجون له ليكون توجهاً عامّاً وسياسةً متبعةً وأمراً واقعا.
♦️وأخيراً
على من صدرت منه هذه الأقوال واعتنق تلك الأفكار أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا جامعة لشروط قبولها، من النّدم على ما قال،
والإقلاع عنه خوفا من الله تعالى وتعظيما له وطلباً لمرضاته، وأن يعزم صادقاً على عدم العودة إليها أبدا، فإن من تاب تاب الله عليه، ورحمة الله تعالى واسعة، قال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:54}، وقال عز وجل: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء:110}
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .

كتبه ✍? مُدّثر أحمد إيسماعيل الباهي

تعليق واحد

  1. الجيل الهسة ده ما بعرف ليك أقوال الفقهاء وسد الذرائع وشنو شنو، قول ليهم ده زول طيط وخلي الباقي عليهم.