وزارة الصحة بين عهدين:- وزارة خدمية أم إستراتيجية؟
إكتسبت وزارة الصحة الإتحادية أهمية كبرى وإهتمام أكبر،وهي تؤدي واجبا أكبر من أمكانياتها البشرية وقدراتها الفنية ،خلال الفترة الماضية ولم تختبر إي وزارة أخرى مثلما كانت وزارة الصحة،ورغم ما تقوم به الوزارة من عمل يستهدف أهم مورد من موارد السودان وهو المورد البشري ،الا ان الوزارة لم تقيم التقييم الصحيح ،ولم ترفع الى مكانها الطبيعي من خلال أهميتها وطبيعة عملها وهي تقاتل ليل نهار من اجل حماية الثروة البشرية من الامراض والاوبئة.
ولا تزال وزارة الصحة تصنف على انها وزارة خدمية معنية بتقديم خدمة لا أقل من ذلك ولا أكثر وهي مثلها مثل الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية بتقديم خدمات مثل التعليم والمياه والكهرباء وإصحاح البيئة وغيرها،وهذا التصنيف ليس تصنيفا عاما وانما تصنيفا رسميا ومن داخل مجلس الوزراء حيث تصنف الوزارات داخل المجلس الى ثلاث قطاعات،قطاع الحكم والادارة وهو ما يعرف بالقطاع (السيادي)، ويضم وزارات الخارجية، والداخلية، والدفاع، وشؤون مجلس الوزراء ،والحكم الاتحادي، والاعلام،وقطاع التنمية الاقتصادية وهو يضم الوزارات الاقتصادية ،وقطاع التنمية الاجتماعية وهو يضم الوزارات (الخدمية) مثل الصحة والتعليم والتنمية الاحتماعية والتعليم العالي .
ووزارة الصحة هي في الأصل وزارة إستراتيجية لانها معنية بسلامة العنصر البشري والذي تقوم به كل أركان الدولة ونهضتها الاقتصادية والتنموية والاجتماعية وتفوقها العلمي والعسكري وبالتالي أمنها ورفاهيتها فكله يتكي علي العنصر البشري وسلامة العنصر البشري وعافيته وهو مسؤولية وزارة الصحة.
وتعرضت وزارة الصحة خلال العهد البائد الى ظلم كبير،وكانت وزارة مخصصة (للمحاصصة) فكانت تخصص للاحزاب المشاركة مثلما تولاها د.احمد بلال من الحزب الاتحادي، وكانت ايضا من نصيب الحركة الشعبية جناح السلام فتولتها تابيتا بطرس شوكاي،وكانت من نصيب حركات دارفور الموقعة على السلام وتولاها بحر أدريس أبو قردة ولم تخلو من المحاصصة المناطقية فكانت من نصيب مهدي بابو نمر من غرب كردفان ،ومن الغرائب انها أصبحت جزءا من السلاح الطبي او من نصيب العسكر حيث تزامن فيها كل من الفريق د.سعاد الكارب كوزير دولة في بادي الامر ثم وزيرا والفريق د.بابكر جابر كبلو وكيلا،ومن الظلم ان تكون وزارة بهذه الأهمية موضع محاصصة دون النظر الى أهميتها الاستراتيجية المرتبطة بسلامة وعافية المورد البشري والذي هو عماد النهضة في كل مجالاتها ومستواياتها.
واليوم وزارة الصحة يتولاها خبير عمل في المنظمات الدولية والاقليمية ،د.أكرم علي التوم ،تعرض خلال توليه الوزارة لامتحانات وأزمات كشفت انه صاحب رؤية في إدارة الازمات مثل ما حدث سابقا في أزمتي (الكوليرا) في النيل الازرق وما جاورها من ولايات ،وازمة (حمى الوادي المتصدع) التي تصيب الماشية وتؤثر على التصدير ، والآن أزمة (كور ونا)وكانت الشفافية أولى الخطوات في التعامل مع تلك الأزمات،ونالت معالجة الوزير ثقة المنظمات الدولية والاقليمية وحررت شهادات معتمدة منها بخلو السودان من ( الكوليرا ) ومن (حمى الوادي المتصدع) ، وشهادة متوقعة بخلو السودان من كورونا ان شاء الله.
ووزارة بهذه الأهمية الكبرى يجب ان تخرج من تلك (المحاصصة) وذلك (التصنيف) الذي لا يليق بدورها الكبير فهي وزارة إستراتيجية وليست خدمية .
سونا