سياسية

دواء لكورونا ستوزعه مصر في 127 دولة.. فما قصته؟


توصلت شركة مصرية إلى اتفاق مع شركة “جيلياد ساينسز” الأميركية لتصنيع عقارها المضاد للفيروسات ريمديسيفير وتوزيعه في 127 دولة لاستخدامه في علاج كورونا.
وأعلنت الشركة الأحد أن السلطات المعنية أجازت استخدام ريمديسيفير بصفة استثنائية في مرضى الحالات الحرجة المصابة بمرض كورونا وذلك، في الولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية، وتستخدمه بعض الدول الأوروبية ضمن برامج الحالات الإنسانية.

وقالت الشركة المصرية إنه بموجب الاتفاق ستتوفر للشركة المصرية جميع الأساليب التكنولوجية ومواصفات عملية التصنيع والأساليب الخاصة بالشركة الأميركية من أجل تعزيز الجدول الزمني لإنتاج عقار ريمديسيفير في أسرع وقت ممكن.

وأوضحت دراسة نشرت في مجلة نيتشر الطبية الأسبوع الماضي أن ريمديسيفير منع تطور المرض في الرئة، مضيفة أن تجارب الدواء مازالت جارية على البشر، حيث أظهرت البيانات الأولية أن الدواء ساعد مرضى على الشفاء أسرع من غيرهم.
ما قصة هذا الدواء؟ وما هي المادة الفعالة به؟ وهل يعالج الفيروس أم يعالج مضاعفاته؟
ويقول الدكتور حسن حمدي، الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس واستشاري الأمراض المعدية، إن الدواء ريمديسيفير هو علاج مضاد للفيروسات، ويستخدم لمواجهة الفيروس نفسه، وليس لمضاعفاته، وطالما عالج الفيروس فبالتالي لن تكون هناك مضاعفات ناجمة عن الفيروس.
وقال لـ “العربية.نت” إن المادة الفعالة في الدواء هي ريمديسيفير كانت تستخدم سابقا في علاج فيروس الإيبولا، مضيفة أنه توجد قاعدة معروفة في علم الطب وهي أنه في حالة انتشار وباء أو مرض لا يوجد له علاج يمكن اللجوء إلى أدوية وعقاقير استخدمت في مواجهة أمراض وفيروسات مشابهة لحين التوصل إلى علاج ناجع.

وذكر أن اللقاح يختلف عن الدواء فاللقاح يتعاطاه الشخص السليم لرفع كفاءة الجهاز المناعي، وتقوية قدراته في مواجهة الفيروسات والأمراض، أما الدواء فهو يستخدمه المريض لعلاج الفيروس المسبب للمرض، وفي حالة كورونا فقد أثبت ريمديسيفير ، أنه يقلل من فترة علاج المريض، ويؤدي لسرعة التعافي.
وأضاف أن الدواء الجديد ووفق الدراسات العلمية والتجارب السريرية التي أجريت حتى الآن قلل نسبة الوفيات من 11،3% إلى 6%، وقلل عدد الأيام التي يحتاجها المريض للتعافي بنحو 5 أيام، وهي مدة كافية لتوفير أسرة رعاية وأسرة أخرى للمرضى الجدد، مما يخفف من العبء على المنظومة الصحية والطاقة الاستيعابية للمستشفيات، كما يوفر مبالغ اقتصادية كبيرة بعد تقليل فترة العلاج بنحو 5 أيام كان المريض يستخدم فيها، أجهزة تنفس وأدوية ومستلزمات طبية تتكلف آلاف الجنيهات، مشيرا إلى أن الدواء يحقق كل هذه الأهداف فضلاً عن قدرته على تسريع التعافي.
وأضاف أن الدواء ووفق التجارب التي أجريت في دول استخدمته أثبت فعالية في علاج بعض الحالات الحرجة، ولذلك فإنه يحتاج أيضا لبعض التجارب للتأكد من فعاليته بشكل قوي وسلامته الخاصة، قبل الاتفاق على استيراد المادة الفعالة وتصنيعه، مشيرا إلى أنه يتوجب أيضا معرفة سعر التكلفة، وسعر البيع بعد طرحه في الأسواق، وهل يتناسب مع الإمكانيات الاقتصادية للدولة والمواطن العادي أم لا؟

العربية