إثيوبيا: سنمضي قدما بملء سد النهضة باتفاق أو بدون
أعلن وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشو، الجمعة، أن بلاده ستمضي قدما وتبدأ ملء خزان سد النهضة “حتى دون اتفاق”.
وقال أندارغاشو، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، إنه “بالنسبة لنا ليس إجباريا التوصل لاتفاق قبل البدء في ملء الخزان، وبالتالي سنباشر عملية الملء في موسم الأمطار المقبل”.
وأضاف: “نعمل بجهد للتوصل لاتفاق، لكننا ما زلنا سنمضي قدما في جدولنا أيا كانت النتيجة (..) وإذا تعين علينا انتظار مباركة الآخرين، فقد يظل السد عاطلا لسنوات، وهو ما لن نسمح بحدوثه”.
وتابع: “نريد أن نوضح أن إثيوبيا لن تتوسل مصر والسودان لاستخدام موردها المائي لتنميتها”، مشيرا إلى دفع إثيوبيا لبناء السد بنفسها.
وحول عدم تحديد موعد لاستئناف المحادثات، قال وزير الخارجية إن “بلاده لا تعتقد أنه حان الوقت لنقل الأمر على مستوى زعماء الدول”.
وفي وقت سابق، ألمحت كل من مصر وإثيوبيا إلى اتخاذ خطوات عسكرية لحماية مصالحهما بسد النهضة، ويخشى الخبراء من أن يؤدي انهيار المحادثات إلى صراع.
وفي المقابلة مع الوكالة الأمريكية، لم يذكر وزير الخارجية الإثيوبي ما إذا كانت بلاده ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن السد وعملياته.
وبهذا الخصوص، قال أندارغاشو: “يجب أن يكون هذا السد سببًا للتعاون والتكامل الإقليمي، وليس سببًا للخلافات وشن الحروب”.
ويعتبر هذا التصريح الأول من نوعه لوزير الخارجية الإثيوبي بعد انتهاء آخر جولة مباحثات مع مصر والسودان، الأربعاء، بعد أن احتضنتها الخرطوم على مدار نحو أسبوع، دون التوصل إلى نتائج إيجابية.
وأعلنت مصر إنهاء هذه المفاوضات بسبب ما قالت إنه “تعنت” إثيوبي، ورفضها إبرام اتفاقية ملزمة للدول الثلاث.
وبينما لم ترد أديس أبابا حتى الآن على اتهامات القاهرة، قال أندارغاشيو، الثلاثاء: إن “مصر جاءت إلى المباحثات بموقفين، التفاوض وفي الوقت ذاته توجيه اتهامات لإثيوبيا، وعرقلة المفاوضات، تريد كل شيء لصالحها دون الاستعداد لتقديم أي شيء”.
وتعتبر المفاوضات المذكورة هي الأولى منذ انهارت المناقشات في فبراير/ شباط الماضي.
ويضع النزاع المستمر منذ سنوات رغبة إثيوبيا بأن تصبح قوة مصدرة كبرى ومحركا للتنمية، في مواجهة قلق مصر من أن يؤثر السد بشكل كبير على إمدادها من المياه إذا امتلأ أسرع من اللازم، فيما علق السودان بين المصالح المتضادة.
يشار أن وصول موسم الأمطار يجلب مزيدا من المياه للنيل الأزرق، وهو الفرع الرئيسي لنهر النيل، وتعتبر إثيوبيا أنه الوقت المثالي للبدء في ملء خزان السد الشهر المقبل.
الأناضول