رأي ومقالات

عمار محمد ادم: البيان الهام 29 يونيو

يبدو أننا مقبلون علي واقع سياسي جديد يزيل الاحتقان القائم الان بين قوي الحرية والتغيير من جهة وقوي وعناصر الدولة العميقة من جهة أخري. ففي الوقت الذي استطاعت فيه قوي الحرية والتغيير أن تزج بخصومها السياسيين في السجون والمعتقلات تحت مبررات شتي واصدرت قانون لتفكيك النظام وإزالة التمكين وخطت خطوات في ذلك. مستقلة المهام الأربع للفترة الانتقالية واولها الإصلاح الاقتصادي ثم يليه تحقيق السلام في ربوع الوطن والتجهيز للانتخابات ثم التفكيك. وكان من المفترض أن تتولي حكومة كفاءات قومية ومستقلة القيام بهذا الامر بعيدا عن أي توجهات سياسية أو حزبية بل حدث عكس ذلك تماما وحل محل إزالة التمكين تمكين اخر للشيوعيين والبعثيين والجمهوريين والقوي العلمانية الأخري
من جهة أخري عملت عناصر الدولة العميقة علي تجريد الوزراء والمسؤولين الجدد من كل وسائل العمل ووضعت كافة العراقيل والصعوبات أمامهم. بطريقة سلبتهم القدرة علي اتخاذ القرار أو التقدم خطوة واحدة الي الامام وذلك بطرق مختلفة وأساليب متنوعة. وازاء هذا الواقع المقيت عاني الشعب السوداني معاناة لم يسبق لها مثيل وكل يوم اشتد عليه وطأة المعاناة ويئن تحت ضغوط الحياة المختلفة في الخبز ولقمة العيش والمواصلات والكهرباء والغلاء الطاحن.
ولما كانت قواتكم المسلحة هي الجهة التي يلجأ إليها الشعب دائما في مثل هذه الضوائق والأزمات لقدرتها علي إعادة الأمور الي نصابها والانحياز الي الشعب السوداني والوقوف الي جانبه في أي تغيير .فقد تحتم عليها أن تقف موقفا ايجابيا صارما تجاه عملية الشد والجذب مابين قوي الحرية والتغيير وعناصر النظام البائد والدولة العميقة والتي عاني منها الشعب الأمرين .لذلك كان لابد من التدخل الفوري والسريع لقواتكم المسلحة انطلاقا من هذه المعطيات والوقائع السياسية علي الأرض وهي الأتي.
1/ التوقيع علي اتفاقية السلام مع الحركات المسلحة واعتبار بنود الاتفاق هي الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية حتي إجراء انتخابات عامة بالبلاد لاختيار برلمان البلاد المنتخب والذي سيتولي وضع دستور للبلاد الذي تنبثق عنه القوانين النابعة من دين واخلاق وقيم وموروثات الأمة السودانية.
2/ تكوين مجلس عسكري انتقالي يتكون من قيادات أفرع ووحدات القوات المسلحة المختلفة والذي تسند إليه مهمة تكوين حكومة انتقالية من التكنوقراط لإنجاز مهام الفترة الانتقالية والتي يجب ألا تتجاوز العامان ونصف
3/ يتولي قادة المناطق العسكرية في كل ولاية مع قيادة الشرطة والجهاز القضائي والضباط الاداريين مهام تسيير العمل التنفيذي بالولايات مع التعاون مع رجالات الإدارة الأهلية واعيان المجتمع ومشائخ الطرق الصوفية.
4/ إجراء مصالحة وطنية شاملة بقيادة المجلس العسكري الانتقالي واعيان المجتمع ورجالات الخدمة المدنية وكبار الضباط المتقاعدين في الشرطة والجيش وتشمل المصالحات االجوانب لقبلية والأسرية والسياسية لتنقية الأجواء. واحداث وئام اجتماعي يشارك فيه الإعلام مشاركة فعالة واهل الفن ومشائخ الطرق الصوفية والعلماء.
5/التأكيد علي متانة وعمق واستراتيجية العلاقة مع الشقيقة جمهورية مصر العربية واتفاقية الدفاع المشترك. وعبرها مع الولايات المتحدة الأمريكية مع استمر الصفاء مع الأشقاء في دول الجوار .
أخيرا فإن المصالحة الوطنية من شأنها أن تقضي الي وجود سياسي معتدل يعبر عن الأغلبية الصامتة حتي العبور بالبلاد إلي مرحلة الانتخابات…عاشت القوات المسلحة وعاش الشعب السوداني العظيم.

عمار محمد ادم

تعليق واحد

  1. واحد شيوعي ظالم كاتب فوق إنه ده كوز حالم، حالم بماذا؟ بالسلام والمصالحة والاحتكام للجيش؟ هل السلام والمصالحة أحلام زلوط؟ هل الخصام والفتن والحرب الأهلية هي الحل؟
    البشير أسقطته الصناجة وستسقط الشيوعي الفاشل.