ثقافة وفنون

فنانون شباب .. غياب مفاجئ عن الساحة الفنية

بقدر ما تكتظ الساحة الفنية بالعديد من النجوم والأصوات الغنائية الصاعدة في سماء الأغنية السودانية، بقدر ما تشهد نفس الساحة أفول عدد كبير من النجوم أصحاب تلك الأصوات الشابة، تتعد الأسباب والغياب واحد، وربما كان الاغتراب أو عدم التجديد عاملين أساسيين في ضمور جماهيرية العديد من الفنانين والمطربين، وربما الغرور لزيادة الجرعة الإعلامية المباغتة والمفاجئة لذلك النجم الذي صعد على حين غرة فانبهر بأضواء النجومية التي لم يستطع أن يحسب حساب مساراتها بمعيار دقيق فهوت به إلى دنيا التلاشي وعالم النسيان.

معتز صباحي
هو ابن الشاعر الكبير مرتضي عبد الرحيم صباحي الذي رفد المكتبة الغنائية السودانية بالعديد من الروائع الخالدة على رأسها أغنية الفنان الراحل زيدان إبراهيم (هانت الأيام عليك ولا هنت عليك أنا) ، صباحي من الفنانين الذين اكتسبوا قاعدة جماهيرية عريضة في وقت وجيز، ويختلف كثير الاختلاف من فناني جيله وأقرانه إذ إنه يجيد العزف على معظم الآلات الموسيقية بصورة جيدة، وتضاعفت جماهيرته بصورة كبيرة عندما قدم قبل حوالي أربعة أعوام حلقات غنائية تحت عنوان (بغنيلك) بقناة الشروق من إعداد الصحفي عبد الرحمن جبر فضلا على أن صباحي يجيد كرة القدم بمستوى عالٍ حتى اطلق عليه العديد من المعجبين لقب (الكابتن) ، الا انه مر بالعديد من المشاكل التي ساهمت في هز القاعدة الجماهيرية له أولها انقسام فرقته الموسيقية عليه عندما كان بالجماهيرية الليبية قبل عدة أعوام ودارت رحى الحرب هناك، فجاءت الأنباء بأنه قد هرب وترك الفرقة الموسيقية هناك. مما جلب عليه الكثير من الغضب لكثير من المتابعين ، إلا أن الفتى رغم صلابته وعلو كعبه في كرة القدم الا أنه رقيق كالنسمة، فقد شهدت بالنادي العائلي أنه كان قد يغنى أغنية (ربيع الدنيا) للعملاق عثمان حسين حينها انبرى له أحد كبار السن مغاضبا ومحذرا له من ترديد تلك الاغنية مرة أخرى بسبب أن طريقته لم تعجبه، حينها رد صباحي ببرآْة الطفل الوديع ودموعه تسيل على خديه (حاضر ياعمي لن أرددها) ، الفترة الأخيرة شهدت غياباً بصورة لافتة للقيصر من الاجهزة الاعلامية والمسارح الغنائية، وقد علل الكثيرون هذا الغياب بسبب مشاكل أسرية خاصة بجانب وفاة والده الذي كان متعلقا به كثيراً.

أحمد الصادق

من الفنانين الذين صاحبت ظهورهم ضجة إعلامية كبيرة بسبب التقليعات الجديدة التي استصحبها في مشروعه من تصفيفة شعر وملابس لافتة و(بودي قارد) كما أهله صوته المميز لدخول أقوى البرامج الغنائية بالساحة (أغاني وأغاني) لعدة مواسم إلا انه واجه العديد من المتاعب في حفلاته حيث تعرض لمجموعة من البلاغات بأقسام الشرطة المختلفة منها ما قيل إنه كيدي، ومنها بلاغات خاصة بحفلاته العامة والخاصة حيث واجه بلاغا من أحد العرسان بسبب غيابه عن أداء حفل زفاف فيما تضاربت بعض التواريخ في إحياء حفلات أخرى ، إلا أنه في الآونة الأخيرة فقد بريقه كثيرا وبدأت قاعدته الجماهيرية تتراجع شيئاً فشيئاً بالاضافة الى أنه لم يكن خيارا في خارطة البرامج المتعددة بالقنوات الفضائية في موسم الشهر الفضيل، ولم يتم اختياره فى النسخة الاخيرة من برنامج (أغاني وأغاني) رغم ادائه المتميز في المواسم السابقة منها.

فاطمة عمر

تعتبر الفنانة فاطمة عمر من أميز الاصوات النسائية التي ظهرت مؤخرا ، وتفردت بخامة صوتية نادرة للحد البعيد. وأصبحت أعمالها ترفع كمقدمات لحنية في كثير من المناسبات كأغنيتها القصيرة (فرحانة بيك انا ياجناي)، كما شاركت في عدة مواسم لبرنامج (اغاني واغاني) في نسخاته الاولى ، كما فازت بجائزة برنامج السياحة العربية، إلا ان الكثير من المتابعين يقولون بأن ثورة ديسمبر ومنذ بداياتها الاولى قد خطفت السندريلا بسبب خروجها المتواصل والمستديم في عدد كبير من المظاهرات الجماهيرية والمليونيات، وعاب عليها كثير من المتابعين عدم تغنيها للثورة بعد ان تفرغت لها كثائرة ومتظاهرة. حيث إنها شاركت كثورجية أكثر من كونها فنانة حتى أنها كانت تبرزذلك كثيراً على صفحاتها بالفيس بوك. ومن أسباب غيابها أنها تفرغت في الآونة الأخيرة لممارضة والدها ومرافقته بعدد من المشافي لفترة طويلة وفرغت نفسها له تماماً حتى وافته المنية، مما أدخلها في موجة حزن عارمة غابت على إثرها طويلاً من الساحة الفنية.

مأمون سوار الذهب

ظهر بصوته القوي المتميز ايضا في برنامج (أغاني وأغاني) وقدم مردوداً ايجابياً نال به القبول والاستحسان من عدد كبير من المشاهدين ، إلا أنه كما صعد بقوة وسرعة هبط بنفس السرعة والقوة وتراجعت أسهمه كثيرا، ويقول النقاد الفنيون إن سوار الذهب بعد انتهاء النسخة التي شارك فيها من برنامج أغاني وأغاني كان من المفترض أن يعتبر نفسه بأنه قد وضع عتبة في بداية الطريق ولكن الفتى افتكر نفسه قد وصل تماما بدليل انه اقام حفلا جماهيريا بفترة قصيرة من نهاية البرنامج مباشرة ليصطدم بنتائج التجربة القاسية وضعف الاقبال على الحفل ، فضلاً على أن الفتى عيّن مدير أعمال مباشرة لنشاطه في تلك الفترة القصيرة من الشهرة ، وذلك لأنبهاره بأضواء النجومية الساطعة والتي ما لبث طويلا أن خفتت ويقول الملحنون إن القماشة الصوتية لسوار نادرة للحد البعيد إلا انه في الفترة التي كان من المفترض ان يتدرب فيها لبناء موهبته وتمرين حنجرته وحباله الصوتية تفرغ للحفلات العامة والاسفار بجانب الجرعة الاعلامية المكثفة مقارنة مع عمره الفني والسّنِي فضلا على ترديده لنفس الاغنيات التي ظهر بها في الأجهزة الاعلامية ليقوم بتكرارها في مناسبات مختلفة. دون الانتقال الذكي بين الالحان بين الفينة والاخرى مما جعله برنامجا مكررا ملّه كثير من المتابعين حتى تراجعت نجوميته بصورة مهولة.

أحمد أمين

ظهر قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا وغنى في عدد من البرامج التلفزيونية المتميزة ، وذلك لتفرد صوته وهدوء ادائه الرائع، الا أن أغنيات ثورة 19 ديسمبر زادت من معجبيه ، وعرفه كثيرون بأنه فنان ثورة وتغيير اكثر من كونه مطربا جماهيريا ، إلا ان جماهيرته تراجعت كثيرا بسبب ابتزال صوته في الكثير من الاعلانات التجارية بصورة دؤوبة ، ومما اسهم في تراجع جماهيرته بصورة اكبر انه قام بتفريغ إحدى اغنياته التي تعتبر من أغاني الثورة وقام بملئها بعمل دعائي لأحد المنتجات الاستهلاكية مما اعتبره الثوار طمس لاعمال تحمل رمزية وثورية كبيرة لاعتصام القيادة حتى ان الاغنية ذاتها (رصاصتين) اضحت نغمة رنيين في عدد كبير من هواتف الثوار وبكى عليها عدد كبير من المعتصمين وامهات الشهداء ولكنهم احبطوا عندما وجدوا ان لحن الاغنية تم تركيبه لأحد المنتجات الاعلانية التجارية مما اسهم ذلك في تراجع جماهيرية الفنان.

الخرطوم : سعيد عباس
صحيفة السوداني