تحقيقات وتقارير

قطاع الطيران .. رحلة دمار وفساد مع الرأسمالية (الطفيلية)


خبراء ومسؤولون في قطاع الطيران بالبلاد، سربوا تفاصيل وارقام صادمة من (الصندوق الاسود) للقطاع، امس في ورشة صناعة الطيران في السودان (الواقع والمستقبل) بدار الشرطة، وكشفت سلطة الطيران المدني عن فساد وايقاق عقد شركة نظافة بقيمة 6.5 مليارات جنيه، وآخر بقيمة 45 مليون يورو عبارة عن شراء خدمات، وذكرت أن مديونية سودانير لدى السلطة بلغت 13 تريليون جنيه، اما شركة سودانير فأوضحت انها مديونية بحوالى ٧٠ مليون ريال سعودي، وان الجانب السعودي (يصر على سدادها). واعتبر مسؤولون أن سودانير (اضعفت وخربت)، لصالح (الرأسمالية الطفيلية) التي ظهرت (كنبت شيطاني) في ٣٠ عام الماضية.

الرأسمالية (الطفيلية)

وشدد عضو مجلس السيادة بروفيسور صديق تاور، على أهمية الورشة ومناقشتها قضايا احد القطاعات الحيوية في الدولة، ذات الدور الكبير في صعيد الاقتصاد السوداني، وقال أن هذه الورشة حوارية تسعى لتهيئة الفرصة للعاملين بالقطاع للتحاور والنقاش حول مشكلات قطاع الطيران في السودان، وتحديد المعالجات المطلوبة للنهوض به، مؤكدا أن قطاع الطيران ظل احد (عناوين النجاح) للسودان قبل ٣٠ عاما، ومثلت الخطوط الجوية السودانية أحد (المفاخر) يتباهى بها السودانيون بين الدول، بكفاءة الادارة وجودة الخدمة، وظل الحال لاعوام بسبب ( وطنية القائمين) عليها آنذاك، انتج ( نموذج نجاح سوداني)، حيث كانت سودانير احدى (اشراقات وعناوين النجاح) للاقتصاد، وحتى (نضع الأصابع على الجرح)، ذكر تاور، أن القطاع استهدف ( بشكل واعي) وتعرض الى (هجمة شرسة)، وتم تحويله (لمنفعة شريحة) معينة على حساب الدولة، مما ادى( للقعود) بالخطوط الجوية السودانية، من خلال (تركيعها وتكسيحها) حتى تفتح الباب لمجموعات مصالح مرتبطة بأصحاب النفوذ في النظام البائد، واعتبر هذا العمل احد المداخل التي (اضعفت وخربت)، لصالح (الرأسمالية الطفيلية) التي ظهرت (كنبت شيطاني) في ٣٠ عام الماضية.

واوضح تاور، أن القطاع تعرض (لمجزرة) الفصل التعسفي، وذلك بغرض تحويل القطاع لشركات تخدم مصالح افراد، بعيدا عن الدولة، واستدرك قائلا إن وجود شركات وطنية ضروري لتقديم الخدمة المساندة، ولكن ليس على حساب الدولة، لافتا الى أن احد الشركات التي اقعدت بأحد ركائز البلاد، (مجزرة التخريب والاستهداف) حيث تجاوز التمكين ٩٠٪ من العاملين بعدد ٢٨٢ من جملة ٣٧١ عامل بالقطاع، ما جعله يتعرض ( لخراب كبير) ،

وافاد تاور، أن القطاع تحتاج إلى (جراحة حقيقية) حتى يقف على ارجله واستئناف دوره كناقل وطني فاعل، منوها الى أن التحدي امام القطاع (كيف نستعدل السكة)، بما يجعل الناقل الوطني الريادة كمنافس لبقية النواقل داخليا وخارجيا.

ودعا تاور، الى إصلاح التشريعات والقوانين، ومراجعة البناء المؤسسي لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب)، واشار الى أن الورشة مهمة لانها (حجر في بركة)، وعدم حصر (أنفسنا في الماضي ولكن يجب تضمينه مع تحديد المشكلات والمعالجات)، اضافة الى اهمية التنسيق بين الجهات المختصة حتى تكون المخرجات ملزمة لمتخذي القرار.

(نسيان الماضي)

واعتبر عضو مجلس السيادة الفريق ركن ابراهيم جابر،الورشة انجازا علميا لخبرات تراكمية، معلناعن وقفته ودعمه للنتائج التي توصل اليها الخبراء، موجها ب(نسيان الماضي) واعتبار الورشة (نقطة بداية ) للنهوض بصناعة الطيران في البلاد، واعداد مصفوفة بالتوصيات لضمان انفاذها، وقال إن ازدهار الاقتصاد الكلي يعتمد على ركائز اهمها النقل الجوي، مستنكرا امر اختيار منطقة أم درمان لانشاء المطار، متسائلا من الذي اختار غرب ام درمان لقيام المطار الجديد؟.

ارقام وحقائق

وتناول الكابتن وداعة الله محمد نور في ورقته عن (النقل الجوي) أن صناعة الطيران تقدر بترليون دولار، وتتأثر بكافة العوامل المحيطة به خاصة السياسية والاقتصادية، لافتا إلى أن شركات الطيران الحكومية تعمل في ظروف قاسية وصعبة ومهددة بالتوقف نتيجة لذلك، اضافة للتحديات الداخلية المتعلقة بالقوانين وسياسة الدولة نحو القطاع خلال الفترة الماضية، ضعف الإلمام بمتطلبات الصناعة ونقص الكوادر وضعف التدريب المحلي.

وتوقع وداعة الله، بأن يشهد العام القادم افتقاد حوالى 90٪ من العاملين بسبب تدني الأجور والمرتبات وضعف البنى التحتية، وان معظم المطارات نهارية ولا يوجد بها وقود وأجهزتها الملاحية معطلة ومتصدعة المهابط وضيق الصالات يتسبب في التأخير وتقليل كفاءة عمليات الشركة لتصل إلى 5٪ من عملية التشغيل.

واشتكى وداعة الله من الرسوم الباهظة للخدمات والتي تفرض لتحصيل إيرادات عامة للدولة واستخدامها في أغراض لا تتعلق بالطيران، واحتكار شركات معينة للمطار، وأضاف : الجمارك تتحصل 47٪ فأسهم ذلك في عدم تطوير الصناعة وغياب مراكز الصيانة فلجأنا للأجانب، موضحا أن الضرائب رسوم متعددة ومزدوجة وتشكل عبئا على المستهلك بنسبة 5٪ كرسوم دمغة، في حين أن الشركات الأجنبية معفاة من هذه القيمة المضافة،

وأشار إلى أن وقود الطائرات يباع بالعملة المحلية مما تسبب في نقص حركة الطيران وزيادة قيمة التذاكر والإحجام عن السفر، لافتا الى عدم مقدرة الغرفة على دعم التذاكر نسبة لسعر الصرف، وان الشركات الوطنية تتحصل على العملات الأجنبية من (السوق الأسود) لمقابلة ضروريات التشغيل، مع صعوبة التحويلات البنكية للشركات الأجنبية، والتي بلغت 700 مليون دولار مديونية على البنك المركزي السوداني في انتظار التحويل أو المعالجة، وطالب بوضع استراتيجية قومية لتوطين الصناعة تقوم على منهج وسياسة واضحة لمواكبة التطورات العالمية وتشجيع الحوافز والاستثمار في النقل الجوي، مشيرا الى أن جائحة كورونا أثرت على شركات الطيران فبلغت خسارتها حتى يونيو 419 مليار دولار فقدان إيرادات و 550 مليار دولار ديون، لتوقف النشاط ونقص المسافرين حتى نهاية العام الحالي 4.6 مليارات راكب وفقدان المطارات إيرادات تقدر بحوالي97 مليار دولار.

ورثة سودانير

الى ذلك استعرض المدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية، ياسر تيمو، الوضع الراهن للشركة من خلال انتقاده (اللامبالاة) من قبل الدولة في عدم وجود خطة واضحة، وقال إن الشركة لديها مديونية 50.7 مليون دولار، وتمتلك طائرة واحدة مديونيات مالية محلية و بالعملة الصعبة، موضحا أن للشركة مديونية بحوالى ٧٠ مليون ريال سعودي، وان الجانب السعودي (يصر على سدادها)، مشددا على أن هذه المديونيات أثرت على أداء الشركة، ولا تستطيع تشغيل رحلات منتظمة للسعودية. وأكد تيمو، أن هذا الامر رفع لكل الجهات والوزراء المختصين، وصلت مرحلة مذكرة تفاهم لجدولة المديونية لفترة ٢٠ عاما، وشكى من الوضع الإداري في الشركة، مبينا أن هناك إدارات مرتبطة بالشركة رغم توفيق أوضاعها، لكن مايزال هناك الكثير من التداخلات التي لا تمكن الشركة من مباشرة مهامها دون الموافقة عليها، وهذا الإجراء يأخذ وقتا كثيرا، كذلك هنالك تعارض بعض الأشياء مع بعض المطلوبات، ويكون من (العسير نفاذها)، وان الاجراءات الإدارية لاتستطيع (الفكاك) منها، وهذا الوضع لايستقيم خاصة في كثير من عمليات الشراء والتعاقد مقيدين بهذا (القيد) تم إعداد خطة دراسة للأعوام الخمسة القادمة، تستهدف الوصول ل١٤ طائرة، ستكون البداية بالتشغيل الداخلي والعمل على تحسين ورفع كفاءة أداء الخدمات وجودتها، وافاد أن المرحلة الثالثة من الخطة ستنطلق فيها الشركة للدخول في شراكات مع الشركات العالمية، لافتا الى أن خارطة الطريق للتحول وضعت ٤٠ توصية للإصلاح الداخلي، اشار تيمو، الى أن الشركة (ورثت الكثير من المشكلات)، ثم وجود تحديات مواجهة السوق الأفريقي الموحد الذي يضم ٣٣ دولة، مما يتطلب التكاتف مع بعض لمجابهة هذا الخطر، كذلك جائحة كورونا، اكمال الحصول على تمويل بمبلبغ ١٢٠ مليون دولار من بنك التنمية الإسلامي، ويجب تحريك الاجراءات للبحث عن تمويل من الصناديق الإقليمية، بجانب ضرورة قيام صالة تنراسيت لرفع إعداد الركاب العابرين.

وطالب تيمو، بانشاء شركة مناولة أرضية، لتلافي الهدر في موارد الدولة، مبينا أن الشركة تحصل على ثلث مبلغ ٥٠ مليون دولار في العام، بما يستوجب قيام الشركة المناولة للتنافس، أسوة بكل الشركات المناولة في الدول.

فساد وهيكلة (الرشيقة )

واعلن مدير سلطة الطيران المدني، ابراهيم عدلان، عن خطة استراتيجية ترتكز على ٤ محاور رئيسة، ابرزها إعادة البناء في أساسيات الطيران ورفع القدرة، والبنى التحتية والإصلاح المؤسسي، وإعادة الهيكلة وفق متطلبات الإدارية والقانونية، مشددا على ضرورة مراجعة تجربة (خصخصة) عمليات امن الطائرات، لانها (ظالمة) بنيت على (الهيكلة الرشيقة وشراء الخدمات).

وكشف عدلان، عن حجم فساد بحوالى ٦٠٥ مليار دولار في قطاع الطيران، وذكر أن هناك (فساد اكبر من كدا)، تم رفعه للجهات العليا ولجنة ازالة التمكين، وعن مديونية شركة سودانير لدى سلطة الطيران المدني بلغت ١٣ تريليون جنيه منذ 86 حتى 2020م، ورهن عدلان، انطلاقة سلطة الطيران المدني باستقلاليتها، لتكون مؤسسة مستقلة. واعلن عدلان، عن ايقاف عمليات فساد بملايين الدولارات، بقيمة 45 مليون يورو، وآخر في شراء الخدمات بقيمة 6.5 مليارات جنيه بالإضافة إلى وجود عمليات فساد اخرى تم رفعها للسلطات العليا ولجنة ازالة التمكين، واصفا بند شراء الخدمة بسلطة الطيران المدني (بالفساد يمشي على قدمين).

واعلن عن دعم الطيران المدني للخزينة العامة للدولة بمبالغ تصل إلى 64 مليون دولار، لشراء دواء وقمح ومحروقات

واقر عدلان، بتخلف البنى التحتية للطيران بالبلاد لافتا الى أن 86٪ من المعدات الملاحية عفى عليها الزمن، لافتا الى تعرض الكادر البشري العامل في مجال الطيران الى هزات كبيرة ساهمت في اغتيال الطموح وروح الإبداع، مبينا أن 44٪ من العاملين بالطيران المدني أعمارهم تتراوح مابين 50-54 عاما، واعتبر الحديث عن بنية المطارات بالحديث المأساوي، مبينا أن الاستمرار في الوضع الحالي هو استمرار في نظام سياسات النظام البائد، وشدد على اهمية أن يتمتع الطيران المدني بالاستقلالية الكاملة.

تحليق عالياً

واشار رئيس تحرير موقع النورس نيوز الإلكتروني الجهة المنظة للورشة، صديق رمضان، الى اهمية واستراتيجية القطاع واعتبره انه لم يجد الاهتمام خلال الفترة الماضية، وقال الورشة تسعى لتشخيص المشكلات، داعيا لتناول القضايا بعيدا عن (الخلافات الذاتية) ثم تصويب( السهام) نحو قضية الطيران،وذكر (نحن في انتظار التحليق) الى اعلى.

الخرطوم: ابتهاج متوكل
صحيفة السوداني


‫2 تعليقات

  1. الحقيقة الوحيدة والما ذكرها واحد منهم هي إنو سودانير قتلتها العقوبات الأمريكية العملوها المتحدثين ديل بطلبات وتقارير ملفقة ومظاهرات قدام البيت الأبيض والأمم المتحدة ما عدا الفريق ركن جابر، سودانير ما تقدر لي بعد بكرة تشتري صامولة واحدة لي طيارة بناءا على طلب المعارضة الحاكمة الآن، عشان كده يا معارض عارض بشرف وما تأذي بلدك وفرق بين الوطن والحزب وجيبك، الفساد ليس في الطيزان وحدهم.