وزير الإعلام: اعتذر بشكل رسمي وشخصي لكل أهلنا في شرق السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
قدمت مساء الخميس ١٥ أكتوبر تنويرا عن الأوضاع بالبلاد، بما في ذلك الأحداث المؤسفة في شرق السودان والتي شملت بورتسودان وسواكن وكسلا وراح ضحيتها نفر عزيز من المواطنين السودانيين، وقد انبنى التقرير على معلومات رسمية قدمتها الأجهزة الأمنية والشرطية .
وقد وصلتني، فور انتهاء التنوير، عدة رسائل واتصالات من نفر من الأهل والأصدقاء ببورتسودان وكسلا، وفيهم من أثق فيهم واعرف مصداقيتهم ووطنيتهم، ينتقد ويلوم لعدم ذكر بعض الوقائع، وراوا في ذلك تجني على الضحايا و محاولة لتبرئة القوات النظامية، أو مكون اجتماعي بعينه.
لامني الأخوة من بورتسودان لعدم ذكر المكون القبلي للضحايا الذين سقطوا في مدينة سواكن، وفي ظنهم إنه لو تم ذكر انتماؤه القبلي فهذا سيعني بالضرورة توجيه أصابع الإتهام لمكون آخر، وأن التنوير تعمد تجاهل ذلك.
من كسلا أرسل لي كثير من الأخوة فيديو يوضح إطلاق النار قرب المستشفى، بما يعني إن مواقع إطلاق الرصاص لم تكن فقط عند أمانة الحكومة أو كوبري القاش . ورأوا في عدم ذكر ذلك محاولة لتبرئة الأجهزة الأمنية والشرطية وإدانة الضحايا الأبرياء.
وقطعا لم يكن ذلك القصد، ولكن لم تكن المعلومة الأخيرة متوفرة ساعة تقديم التنوير، وليس من سبب لنجامل أي جهة ، حتى لو كانت قوات نظامية.
ما أريد إن أؤكده إن الدم السوداني غال علينا، ويستوي في هذا كل المواطنين السودانيين، لهذا لا نعرف من استشهدوا في هذه الأحداث بمكونهم القبلي، فقط بأنهم مواطنون سودانيون ابرياء راحوا ضحية عنف غير مبرر. و التحقيق في الأحداث سيشمل الجميع، ولن يستثني القوات النظامية، لأن شرط استخدامها للقوة معرف بالقانون ومنضبط بالدفاع عن النفس، وأي استخدام مفرط للقوة يجب أن يحاسب عليه بالقانون.
أنا اعتذر بشكل رسمي وشخصي لكل أهلنا في شرق السودان ولكل السودانيين الذين رأوا فيما قلت تبرير لعنف السلطة ضد المواطنين، وأضم صوتي لهم في المطالبة بتحقيق سريع و شفاف تشرك فيه كل الأطراف وينتهي بمحاكمات عادلة.
واختم حديثي لشباب المقاومة وقوى الثورة ومنظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء من أبناء شرق السودان ان يتوحدوا ضد العنف أيا كان مصدره، ويتخذوا موقفا إنسانيا ووطنيا يعلو على الانتماء القبلي، إن يروا الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث كضحايا ابرياء لعنف مجنون، بغض النظر عن انتمائهم لأي مكون اجتماعي، ويسعوا معا لوقف هذا العنف.
فيصل محمد صالح