سياسية

كيف تهرب الاستثمارات من السودان؟

ابو الخير مستثمر جاء من دولة بنغلاديش الى السودان بأمواله، بعد سماعه عن الفرص والموارد به، يشكو من تعطل إجراءات قيام المشروع، بسبب ( الكهرباء)، وتعطل استثماره افقد البلاد عائدا يقدر بـ (4.5) ملايين دولار شهريا، وحرمان منطقة الرهد من فرصة ٣٠ ألف وظيفة.

ضياع الفرص
واختار المستثمر انشاء محلج ومجمع صناعي متكامل يقوم على حليج القطن ، قبل ثلاثة اعوام حصل ابو الخير على تصديق لمجمعه من وزارة الاستثمار، باعفاءات لفترة خمس سنوات حسب القانون وقتها، يحتوي المجمع على ثلاثة محالج ، أحدها أسطواني، وآخر منشاري وثالث للزغب، بالإضافة إلى مصنع للزيت، ومصنع للعلف المركز، ودواجن وألبان وتسمين، ومصنع لإنتاج القطن الطبي.

مكاسب وفوائد
وقال ابو الخير، إن المجمع يوفر 30 ألف فرصة عمل لسكان المنطقة، وتبلغ إنتاجيته 100 طن شعرة يومياً، ويبلغ سعر الطن (1500) دولار ، مبينا ان هذا المجمع قادر على ضخ مبلغ (4.5) مليون دولار شهريا لبنك السودان ، على ان يستلم مقابلها عملة سودانية. واضاف: بنغلاديش تعتبر واحدة من اكبر مستوردي الخيوط القطنية لانها واحدة من اكبر الدول المصنعة والمصدرة للملابس على مستوى العالم ، وتستورد سنويا (7.9) مليون بالة قطن، وهذا يعني ان مشكلة تسويق إنتاجه مضمون.

(معاش الناس)
وأبدى ابو الخير، (استغرابه) لوضع محصول القطن في السودان، وذكر ان مصر وتركيا تستوردان القطن السوداني (بثمن بخس) وتعيدان تصديره لبنغلايش والدول الأخرى، مبينا ان مشروعه يقوم بتحويل القطن لشعرة او منتج قابل للاستهلاك، ثم يبيعه في صورة (خيوط وغزول)، وان مجمع مصانعه سيوفر عائدات أعلى للسودان ، فضلا عن توفير 30 ألف فرصة عمل تستهدف قرى منطقة الرهد في المقام الأول، متوقعا ان تحدث انتعاشا اقتصادياً لمواطن المنطقة ورفع مستوى (معاشه) اقتصاديا واجتماعياً.

تحدي الكهرباء
وشدد أبو الخير، على ان التحدي الذي يواجه المشروع هو( الكهرباء) وأن الجهات المختصة لم توفر الكهرباء لهذا المجمع لاكثر من ثلاث سنوات، وتابع انه ظل يتردد طيلة هذه الفترة بين (شركة الكهرباء في الخرطوم ومكتب القضارف دون جدوى)، وذكر (طلبوا دفع مبلغ 48 مليون جنيه سوداني)، لانشاء الخط الناقل والبنى التحتية الاخرى من محولات وغيرها.، مؤكدا انه (وافق على ذلك)، ولكن عادوا مرة اخرى وطلبوا ( 52) مليون جنيه تكلفة مفتاح اسمه (اسويتش قيير)، وهو مفتاح يمكن بواسطته التحكم في قطع وتوصيل التيار الكهربائي من غرفة التحكم في الخرطوم، وهو مفتاح سيستعمل لكل المنطقة، ومضى قائلا ( هنا رفضت) لانه ليس من المنطقي تحمل تكلفة لا تخصني وحدي. بينما بقية المنافسين في نفس مجال حلج وتصنيع الغزل في المنطقة يعاملون معاملة تفضيلية.

(منافسة نزيهة)
اكد ابو الخير انه ( لم ييأس) وتوجه نحو الحلول الفردية فاستورد مولدين كهرباء بسعة ميقا واط لكل مولد قادرة على توفير الكهرباء للمجمع الصناعي الخاص به، لكن الجهات المختصة رفضت منحه الجازولين بالسعر المدعوم، وهذا يعني رفع تكلفة توليد الكيلو واط إلى 29 جنيها سودانيا، بينما رصفائه في المنطقة، تبلغ تكلفة الكيلو واط الواحد جنيها واحدا. مما يعني عدم وجود( منافسة نزيهة) وحتما خروجه من السوق.

تساؤلات؟

هذه معاناة المستثمر أبوالخير ، وكيف أن إجراء في الكهرباء منع بلادنا من مبلغ (4.5) مليون دولار شهريا ، وحرم سكان منطقة الرهد من ٣٠ ألف فرصة عمل. المشهد، سوء مناخ الاستثمار وضرورة التغيير، الجذري للاجراءات واللوائح ،ما يؤدي لتحسين موقف السودان في مؤشر أداء الأعمال ، حيث ما تزال المشاريع الكبيرة والاستثمارات تتعطل وتهرب من السودان( دون أسباب مقنعة)، تبقى عامان لفقد هذا المستثمر ميزة الاعفاء المسموح له ، الإجراء وحسم الملف بطرف وزارة الطاقة والتعدين ، لحل هذه المشكلة لابد أن يتم توفير الكهرباء لهذا المحلج أسوة بالمحالج الأخرى؟.

السوداني