جرائم وحوادث

السودان.. ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات دارفور الدموية


ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات القبلية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية إلى 83 قتيلا و160 جريحا، بحسب بيان صادر عن لجنة أطباء الولاية.

وقالت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور إن الكوادر الصحية تعمل في ظروف بالغة التعقيد في العدد القليل من المستشفيات المتوافر في المدينة والذي يعاني من نقص كبير في الكوادر والمعينات.

وأوضحت أن هنالك صعوبة بالغة في الحركة ونقص في كوادر التخدير والتحضير والتمريض. ووجهت اللجنة نداء عاجلاً لحكومة من أجل تأمين المرافق الصحية وتوفير وسائل نقل مصحوبة بقوات نظامية من أجل نقل الكوادر الطبية والكوادر المساعدة إلى المؤسسات العلاجية الحكومية والخاصة والوصول إلى الجرحى العالقين في مناطق الاشتباكات وكذلك توصيل الإمدادات الطبية إلى المرافق التي تأوي الجرحى. واوضحت أن هنالك العديد من الحالات التي تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة.

عودة مشهد الحرب

ومنذ، يوم السبت، تشهد مدينة الجنينة حاضرة غرب دارفور اشتباكات عنيفة استخدمت فيها قبيلتان متنازعتان الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، مما أجج المخاوف من إعادة مشهد الحرب الدموية التي اندلعت في دارفور في العام 2003 والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل وشرد بسببها نحو 2.5 ملايينن معظمهم من الأطفال والنساء ويعيشون حاليا في معسكرات تفتقد لأبسط مقومات الحياة.

وشهدت الحرب انتهاكات واسعة شملت عمليات اغتصاب وحرق ما دعا المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر قبض على عدد من قادة النظام السابق بينهم المعزول عمر البشير الذي يقبع حاليا في سجن كوبر شرق العاصمة الخرطوم في مواجهة عدد من التهم.

تتهم عدة جهات من بينها المنسقية العامة لمعسكرات النازحين بعض مكونات الحكومة الانتقالية بالتواطؤ مع مليشيات مسلحة في الإقليم.

وأشارت المفوضية إلى أن هناك جهات حكومية تسعى لتفكيك معسكرات النازحين بالقوة، وذلك لطمس آثار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، التي إرتكبها النظام البائد في إقليم دارفور مما يتطلب من مجلس الأمن الدولي إعادة النظر في قرار إنهاء مهمة بعثة اليوناميد، واتخاذ تدابير فورية لحماية النازحين والمدنيين في الإقليم والضغط على الحكومة السودانية لنزع أسحلة كافة المليشيات وتقديم جميع المتورطين في ارتكاب جرائم الحرب للمحكمة الجنائية الدولية.

اتساع رقعة الاشتباك

وفقا للإعلامي عبدالرحمن محمد أحمد الذي تحدث لموقع سكاي نيوز عبر الهاتف من الجنينة، فإنه وعلى الرغم من تكثيف الوجود الأمني، صباح الأحد، إلا أن الاشتباكات استمرت وشملت أحياء عديدة من المدينة بعد أن تركزت السبت حول معسكري “كريندق وأبو زر” للنازحين

وأشار أحمد إلى أن الموقف يشهد توترا متزايدا مع ارتفاع الخسائر البشرية. وحذر احمد من التبعات الخطيرة المتوقعة جراء الانتشار الواسع للأسلحة في اوساط الأهالي.

يعزي المراقبون سبب تدهور الاوضاع الأمنية في دارفور إلى عدم وضع ترتيبات بديلة محكمة بعد انتهاء مهمة البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في الحادي والثلاثين من ديسمبر الماضي. كما أن بنود اتفاق السلام الموقع في أكتوبر الماضي بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات الدارفورية المسلحة لم تطبق على الأرض حتى الآن.

ونص الاتفاق على تشكيل قوى مشتركة قوامها 12 ألف فرد مناصفة بين القوات الأمنية السودانية ومقاتلي الحركات المسلحة وذلك لحفظ الأمن في الإقليم الذي يشهد مشكلات قبلية كبيرة.

سكاي نيوز