رأي ومقالات

بريطانيا ما زالت تحتفظ بالقوانين وكل آليات الحظر علي السودان وكانها لم تسمع عن رفع اسمه من قائمة الارهاب الامريكي


وزير الخارجية البريطاني في الخرطوم بعد مغيب الشمس
د الرشيد محمد ابراهيم
انتظرت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس عامان من عمر ثورة ١٩ ديسمبر حتي توفد وزير خارجيتها دومينيك راب الي السودان رغم انجلو ساكسونيته لتتزيل مجموعة الدول الثمانية او التسعة الكبار التي بادرت بتفعيل دبلوماسيتها مع الوضع الانتقالي في السودان وليس مصادفة ان يتزامن وصول وزير الخارجية البريطاني مع مغادرة سفير بلاده المثير للجدل عرفان صديق ذو الأصول الباكستانية والذي لم يحظي بكيل بعير من البركاوي.

ما يستحق التوقف بين يدي الزيارة ان الخرطوم هي المحطة الاولي قبل أديس أبابا في السفاري الافريقي وربما من تصاريف القدر وسخرية الزمان بأن يكون علي راس اجندة الضيف الزائر التوسط بين السودان وأثيوبيا في قضية الحدود وسد النهضة والتي تسببت فيها بريطانيا وقسمت أفريقيا وفق مصلحة المستعمر حيث الشركاء في النفوذ الأوروبي وخاصة فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وما يترتب علي الحدود ينسحب علي اتفاقيات المياه خاصة تلك المعنية بدول حوض نهر النيل حيث بلغ مجموعها سبعة اتفاقيات ست منها وقعت في العهد الاستعماري وواحدة فقط في فترة التحرر الوطني والاستقلال.

الملمح الثاني ان مستوي دعم بريطانيا المالي للفترة الانتقالية مقارنة بدول شركاء السودان يعتبر ضئيلا ولا يتناسب وثقلها وماضيها الاستعماري للسودان فهو أقرب لعطية مزين خاصة إذا علمنا ان الميزان التجاري بين البلدين لا يتجاوز ال٢٠٠مليون جنيه إسترليني فقط في حين ان اخر اتفاق تجاري وقعته بريطانيا كان مع غانا تبلغ قيمته ٦٠ مليار إسترليني

الملمح الثالث وهو الأهم والمثير للاستغراب ان بريطانيا ما زالت تحتفظ بالقوانين والتشريعات وكل آليات الحظر علي السودان وكانها لم تسمع عن رفع اسمه من قائمة الارهاب الامريكي فماذا تقول الخرطوم في ذلك وكيف ترد علي وزير الخارجية البريطاني عندما تبداء المحادثات الرسمية من بعد الترحاب والعرفان.
د الرشيد محمد ابراهيم
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
الخرطوم
قبيل ذكري تحرير الخرطوم ومقتل غردون ٢٠/يناير٢٠٢١م


تعليق واحد