رأي ومقالات

نادية: سأحكي لكم حكاية لن يحكيها لكم أحد


حدث هذا في سنة 2001، كنتُ صغيرة في الثانية عشر، لكن من عادتي أنا وأختاي أن نرافق الضيوف ونحادثهم ونهتمّ بطلباتهم، وهو درس نتعلمه خاصة مع كبار السنّ لنتقن الإتيكيت لنصبح سيدات مجتمع، لا أزال أتذكّر ما قالته تلك العجوز الوافدة مع الكثيرين من الأقارب من البرازيل، أتذكّر أنّه دار نقاش حول الصلاة وقام أحد الأقارب شرح أمور الصلاة الإسلامية، وفجأة قاطعته تلك العجوز قائلة “هكذا كان جدّي يفعل” ثم بكت.

قد يظنّ البعض أنّ الإسلام فارقنا اليوم بالأندلس، لكن الحقيقة أنّه كلّ يوم نشهد الكثير من قوافل الرجوع للإسلام، خاصة من المورسكوس المهاجرين لدول أمريكا الجنوبية التي هاجر إليها الأندلسيين أكثر من شمال إفريقيا والمناطق الأخرى، كلّما زار أحفاد الأندلسيين الأوائل أرضهم إلاّ ورجع الكثير للإسلام، الحقيقة أنهم ينبهرون بما تركه أجدادهم وما فعلوه أكثر ثم يعتنقون الإسلام، الحقيقة كلّ من دخل الأندلس إلاّ وينبهر لدرجة أنّه لا يصدق أنّ هذا حدث فعلاً.

في عهد الطاغية Francisco Franco أواخر الستينات تمّ إقرار الحرية الدينية في إسبانيا، ولم يعد المسلمين يخافون من إظهار إسلامهم، والحقيقة أنّ غالبيتهم كان مسلم من الأول ولم يغيّر دينه بالمطلق مثل عائلتنا، ورغم أنّ قوانين الطاغية والمجرمة isabella لا تزال سارية لغاية اليوم خاصة ما تعلق بحضر المساجد، إلاّ أنّ قوافل المسلمين الراجعين لدينهم تزداد في كلّ مرّة، وقد زاد الأمر أكثر مع موجة Covid-1، لم يتطلب الأمر سوى إعادة رفع الآذان لتحيا القلوب من جديد، وتكسر الأصنام داخل البيوت والقلوب. وتُرمى الآلهة من النوافذ، دفنونا ولم يعلموا أنّنا بذور.
——
(ولا غالبَ إلاّ الله)
“No hay vencedor sino Alláh”

Nadia Rafael ELKORTOBI 🦋
فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد، تعلمت العربية لأتواصل مع أحفاد اجدادي.


تعليق واحد