علي الحكومة الاثيوبية ان تسأل نفسها كيف تفرط في السودان ؟

وحيد القرن الافريقي
إثيوبيا بعد نجاح الثورة ذهبت في اتجاه الاستقرار والتنمية فوضعت بناء الدولة في الاطار الصحيح عوضا عن دائرة العنف القديم حيث حاربت الصومال في إقليم الاوغادين وحاربت ارتريا في مثلث بادمي والان تحارب السودان في إقليم الفشقة عن طريق مليشيات الشفته الأمهرية لمصلحة من يتم التخلي عن استراتيجية السلام والاستقرار والتي توجت أبي أحمد لنيل جائزة نوبل للسلام.
كيف خسرت إثيوبيا السودان وهو العمق الذي انطلقت منه ثورة التحرير الحبشية التي انهت نظام منغستو هايل مريام ام ان إثيوبيا لم تغفر وتنسي دور السودان في انفصال ارتريا.
ويظل السودان له القدرة واليد الطولي في تغيير الانطمة بالجوار ان هو لبس لامته.
هل استنطقت واستفتت مواطنيها عند حدوث مجاعة او حرب وليس آخرها حرب التغراي لماذا يلجاؤون الي السودان وليس الي الصومال او ارتريا او جيبوتي بل لماذا لا ينزحون الي عاصمة البلاد أديس أبابا كما تفعل ذلك الشعوب في حالة الازمات والملمات.
علي الحكومة الاثيوبية ان تسأل نفسها كيف تفرط في السودان بسياسات وتكتيكات لا تأخذ معها البعد الاستراتيجي للدولة وليس النظام.
تحتاج الحكومة الاثيوبية الي العودة اليوم قبل الغد الي المسار الاستراتيجي لبناء أمة ودولة إثيوبيا واتباع سياسة الجوار الأمن.
السودان اعترف بحق إثيوبيا ببناء سد النهضة وكذلك المشاريع المستقبلية وقد أقر ذلك في اتفاق المبادئ الموقع بالخرطوم لانه مع اثيوبيا المستقرة والنامية لان فاتورة الحرب والفقر تدفع شراكة مع المواطن السوداني واقتصاده ومعاشه ولذلك الجيش السوداني يؤمن اللاجئين الإثيوبيين اسوة مع المواطنين السودانيين في شرق البلاد.
علي إثيوبيا ان تزعن لارادة القانون الدولي في الحدود او السدود وهو مخرج آمن وعادل ومنصف لكل الأطراف حتي لا تكون وحيدة القرن الافريقي الكبير فالوحدة قاتلة ومرض التوحد مزمن ومرهق ليس علي الصعيد الاجتماعي فحسب ولكن في إطار توجهات السياسة الخارجية للدول واللغة الجديدة فيه هي إدارة المنافع وحمايتها في عالم أصبح الانفتاح فيه إجباري وليس اختياري.

د. الرشيد محمد ابراهيم
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
الخرطوم ٨ مارس ٢٠٢١م