على وقع مناورات عسكرية مشتركة بين مصر والسودان… وفد أمريكي يزور أطراف أزمة سد النهضة
قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرج، إن وفدًا أمريكيًا أجرى محادثات مع أطراف أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى أن واشنطن تدعم الجهود البناءة التي تبذلها إثيوبيا ومصر والسودان للتوصل إلى تسوية بشأن أزمة سد النهضة.
وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن مهمة الوفد تركزت حول الاطلاع على الحقائق المتعلقة بملف سد النهضة، لافتًا إلى أن بلاده تدرك أهمية نهر النيل لشعوب مصر والسودان وإثيوبيا ومستعدة لتقديم أي مساعدة للوصول إلى حل سلمي لأزمة سد النهضة.
وحثّ المبعوث أطراف الأزمة على التوصل إلى حل تفاوضي وتجنب الخطوات أحادية الجانب، مشيرًا إلى أن بلاده تنسق مع جميع الأطراف لحل أزمة سد النهضة.
على صعيد متصل أعلنت القوات المسلحة المصرية، انطلاق فعاليات التدريب الجوي المشترك مع السودان “نسور النيل 2”.
وتجري المناورات في قاعدة “مروي” الجوية شمالي السودان، بمشاركة عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين.
وفي حديثه لـ “سبوتنيك” قال الكاتب الصحفي الإثيوبي نور الدين عبدا إن:
“المعلومات قليلة فيما يتعلق بمهمة الوفد الأمريكي” مشيرا إلى أن مسألة “الوساطة الرباعية التي تتحدث عنها دول المصب لم تتحدد بعد حتى نقول إن أمريكا تقوم بوساطة رباعية أو غير رباعية، وإثيوبيا لن ترحب بوساطة الآن مالم يكن هناك وضوح لقواعد تلك الوساطة”.
وأضاف عبدا أن “المناورات العسكرية السودانية المصرية هدفها هو الضغط على المجتمع الدولي للضغط على إثيوبيا لعدم الملء الثاني وكذلك للتسويق داخل مصر للرأي العام، مشيرًا إلى أن السودان ليست لديه مشكلة مع إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة، فقد طلبت الخرطوم معلومات وحصلت عليها من أديس أبابا، وتبقى المشكلة فقط عند مصر”.
أما الكاتب الصحفي السوداني محمد كامل فأشار إلى أن:
“هناك استراتيجية أمريكية جديدة للتعامل مع قضية سد النهضة قوامها الوصول لحل نهائي، مضيفًا أن هناك ضغوطًا ستمارس على أديس أبابا وهي ضغوط ستتقاطع مع مخالفات حقوق الإنسان في تيجراي”.
وأشار كامل إلى أن “وجهة النظر الأمريكية في الاستراتيجية الجديدة تقول إن الملء الثاني لابد أن يتوقف لحين التوصل لحل نهائي مرض للأطراف كافة، لافتًا إلى أن المناورات العسكرية المشتركة الأخيرة تشير إلى أن ثم رسالة لكل الأطراف التي تشكك في العلاقة المصرية السودانية”.
من جانب آخر قال د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن:
“التحرك الأمريكي الأخير هو بمثابة تَكشُّف لمسارات تفاوضية جديدة لهذه الأزمة، وتبقى الكرة في الملعب الإثيوبي للقبول بقواعد جديدة للملء الثاني، لافتا إلى أن دولتي المصب في انتظار ما ستضعه واشنطن من قواعد جديدة ستحكم مسار التفاوض الجديد”.
وأضاف فهمي أن “الإدارة الجديدة تعتبر الأطراف الثلاثة حلفاء لها، لذا فهي لن تمارس ضغوطًا من أي نوع على أديس أبابا، ولن تشجع الخيار العسكري” مشيرًا إلى أن “المناورات السودانية المصرية المشتركة رسالة لإثيوبيا ومَن وراءها تقول إن الخيار العسكري ليس مستبعدًا على الإطلاق بل مطروح بقوة في المرحلة الراهنة لأنها قضية وجود بالنسبة لمصر”.
العربية نت