ثقافة وفنون

عاطف السماني .. نحن أحبابك جد فاقدنك


لاقيت بالصدفة مراكب طيفك
فاردة شراعا بتسأل عنك
كل موانىء الريد والإلفة
راجية الفرح البطلع منك
يمشي يقالد موج الضفة
يرسم فيها روائع فنك
حتى القمرة ونجم الليل
بي لهفة وشوق جد كايسنك
بين الفرحة ونبض الروح
شايلين آمالهم جد كايسنك
سمعو عيون الحب بتنادي
انحن أحبابك جد فاقدنك
وكتين زرتي مراسي الذكرى
مراكب طيفك ما لاقنك

شكلت عودة الفنان الموهوب عاطف السماني للمسارح والأضواء بعد انقطاع دام طويلا فرحة كبيرة في نفوس عشاق الفن الرصين، بعد ان تعرض لحرب خفية جعلته بعيداً عن الإعلام والأضواء والتي للأسف سيطر عليها أشباه المغنيين وعديمي الموهبة.
كانوا يعتقدون أن خطتهم في ابعاده عن الأضواء قد نجحت تماما، حتى تخلو لهم الساحة ليقدموا فيها منتوجهم المشوه والذي اصاب الذائقة الفنية السودانية بتشوهات واضحة.

لكنه كان مثل طائر الفينيق انتفض من تحت رماد نيرانهم التي اضرموها لحرقه.
عاد عاطف السماني في حفله الأخير الذي شهده مسرح نادي الضباط أكثر القاءً وبهاءاً وجمالاً، بعد أن قدم من خلاله العديد من الاعمال الخاصة والتي ظهرت في ثوب قشيب، مسخراً كل امكانيته وملكاته اللحنية والأدائية العالية ودليل هذا النجاح هو ما وجده الحفل من تجاوب منقطع النظير من الحضور وكل الذين كانوا يتابعون الحفل اسفيريا عن طريق اللايفات.

والذي دعاني للكتابة هذه، هي أغنية (مراكب طيفك) والتي طرز كلماتها الأستاذ والشاعر الرائع يوسف مراد ووضع لحنها الفنان القامة والمدرسة الفنية واللحنية الأستاذ الهادي الجبل، وهي من الأغاني التي كتبت ولحنت خصيصاً لأسطورتنا الراحل محمود عبد العزيز له الرحمة والمغفرة. وكانت مقترحاً لتكون عنوان لألبوم يحمل ذات الإسم اي (مراكب طيفك) لكن يد المنون كانت أسرع بخطفها لحوتنا النبيل.

لم أكن من ضمن الحضور المشرف، الذي ضاقت به جنبات مسرح نادي الضباط؛ لدعم عودة عاطف أولا والإستمتاع بفنه ثانيا، ولكني كنت حريصاً جداً أن استمع لحفل عاطف من خلال اليوتيوب، فكانت المفاجأة السعيدة، بأن مراكب طيفك من ضمن الأغاني التي تغنى بها عاطف السماني في حفله الآخير. وكعادته أبدع في ادائه لها حيث سكب فيها كل احساسه العالي والمرهف وعميق شجونه.

وكان الأستاذ يوسف مراد قد أفاد في تصريحات صحفية سابقة أن أغنية (مراكب طيفك) يتنافس على ادائها (4) فنانيين ولم يحدد لمن ستؤول.
والشكر كل الشكر للأستاذ الهادي حامد وللشاعر يوسف مراد لأن الأغنية أخيراً آلت لمن يستحقها ولمن يمكن أن يضفي عليها رونقا وجمالا وإلقاء وأداء إضافة لألقها النصي واللحني.

عاطف يشبه الراحل محمود عبدالعزيز في كثير من التفاصيل في الإنسانية والبساطة واحترام الفن وتقديم كل ماهو محترم بعيداً عن الإبتذال.
وتعضيدا لذلكم التشابه، الدعم الكبير الذي وجده عاطف من قبل الحواتة كيانات وأفراد، والإشادة بعودته مجدداً للمسارح، ومعروف عن الحواتة شراستهم وتعصبهم الأعمى للحوت له الرحمة والمغفرة.

كتب: محمد بابكر
صحيفة السوداني