الحزن يخيم على مصر برحيل صائد الدبابات الإسرائيلية
سادت حالة من الحزن في مصر عقب إعلان وفاة إبراهيم عبد العال، أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973، صائد الدبابات الإسرائيلية الذي ترك سجلا حافلا من البطولات، وحصل على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات، لدوره الهام في حرب أكتوبر. كان عبد العال “حكمدار” طاقم صواريخ فهد بالفرقة 16 مشاة، وتحديدا الكتيبة 35 صواريخ “مالونيكا” التي تأسست عام 1969، ولفتت الأنظار بنجاحها في تدمير 140 دبابة للعدو الإسرائيلي في أثناء المعركة، كان نصيب عبد العال منها 18 دبابة بالإضافة إلى اصطياده سيارتين مصفحتين على مدار الحرب. واستحق عبد العال لقب صائد الدبابات مثل زميله البطل محمد عبد العاطي، الذي حقق الرقم الأفضل بتدميره 23 دبابة و3 سيارات مصفحة. وقد ولد عبد العال بقرية “نوب طريق” التابعة لمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية عام 1951، وحرص على استكمال دراسته بعد انتهاء حرب أكتوبر/تشرين الأول، وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1985، ثم دبلوم الدراسات العليا في المراجعة عام 1993، وعمل مراجعا ماليا بمديرية الشؤون الاجتماعية في محافظة الدقهلية. مصدر إلهام وفي حديث سابق له مع جريدة “أخبار اليوم” المصرية، ذكر عبد العال أن حرب أكتوبر ستبقى -مهما مرت السنين- مصدر إلهام لكل أبناء الأمة العربية، وتجسيدا لقدرات المصري، ودليلا قاطعا على أن الأمة بمقدورها تجاوز أي محنة والتغلب على أي خطر إن أرادت ذلك. فكل بطولات الحرب، وكل الجوانب العبقرية التي كشفت عنها، يجب أن يتم توثيقها وتسجيلها وروايتها للأجيال الجديدة التي لم تعاصر منذ ذلك الوقت أي نصر عربي في جبهة أو معركة. وعن دوره في الحرب، قال عبد العال: “كانت مهمتنا تأمين قيادة اللواء وجسر شط القناة وتأمين عبور قواتنا من الغرب إلى الشرق، قمت بتدمير 18 دبابة وعربتين مصفحتين منذ بداية الحرب حتى وقف إطلاق النار، ومنع زملائي تقدم أكثر من 40 دبابة معادية، كان العدو دفع بها في هجوم على القوات المصرية، وكانت أطقم العدو الإٍسرائيلي، عليها أطقم من القوات الخاصة، وكان هدفها اصطياد أطقم قنص الدبابات المصرية”. وأكمل: “نجحنا في وقف تقدم اللواء المدرع الإسرائيلي، الذي حاول اختراق خطوط القوات المصرية، وبرهنت قوات المشاة المصرية على أنها قادرة على مواجهة العدو الإسرائيلي بما أتيح لها من إمكانيات ضد الدبابات الإسرائيلية التي كانت من أحدث الدبابات في العالم، وقمنا باصطيادها بالصاروخ (فهد)”. شارون حاول خطفه من جهة أخرى، قال عبد العال -في حوار سابق له مع جريدة “الأهرام” المصرية- إن القائد الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون أرسل فرقة من القوات الخاصة الإسرائيلية هاجمت سريته بهدف خطفه أو قتله بعد أن كبد العدو الإسرائيلي خسائر في دباباته الحديثة، إلا أنه قام مع زملائه بقتل وأسر 16 شخصا من أفراد الفرقة الإسرائيلية. ورأى عبدالعال أن يوم التاسع من أكتوبر 1973 كان يوم النصر الحقيقي له على العدو الذي أوهم العالم بأنه الجيش الذي لا يقهر، لأنه استطاع تدمير 7 دبابات في 30 دقيقة، ومن سعادته كان يقول بأعلى صوته “هل من مزيد”. وحصل البطل الراحل على العديد من الأوسمة والنياشين، منها “وسام الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى، وميدالية اللجنة المركزية، ودرع القوات المسلحة، وشهادات تقدير من القوات المسلحة، وميدالية أكتوبر”.
الخرطوم ( كوش نيوز)