رأي ومقالات

العميد د.الطاهر ابوهاجة يكتب: يصرون أن يشربوا كأسا على قبر الشهيدة


قال أحدهم أنه ليس بوسع اي جهة حل حكومتهم دونما مناسبة أو مقارنة، ونسوا أنها حلت نفسها بيدها لا بيد الآخرين، حلت نفسها عندما حلت الحبل الذي يربطها بالشعب فصار في حل عنها، وصارت في حي آخر، فهي كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا ابقى، لقد حلت لحظة مفارقتها للوثيقة الدستورية، فلا مهام بعد ذلك ولا كفاءات ولا أهداف، وماذا طلب منهم، غير جمع صفهم بلا إقصاء، واحترام وثيقتهم بلا خداع، والعمل لأجل الوطن لا أجل الأحزاب، وخدمة الشعب لا الصراع حول المناصب؟
فلو أوفوا بما طلب فما المشكلة، ولو لم يفوا فقد حلتهم النواميس التي تحكم بالبقاء للأصلح ولم يحلهم أحد، لقد كان صبر السودانيين طوال عمر الفترة الانتقالية الفائت بسبب ظنهم وآمالهم أن ينصلح الحال، لكن الحال يا هو نفس الحال إن لم نقل أسوأ، إنها المحاصصات والعنتريات التي ما قتلت ذبابة، إن الجهد المبذول في الصراعات طوال الفترة الماضية لا يساوي معشار الجهد المبذول في الإصلاح الاقتصادي والبناء السياسي الذي ينظر استراتيجيا لفترة ما بعد التحول الديمقراطي وسودان الانتخابات والمنافسة الحرة، لقد اهتموا بالثانويات وتركوا الأساسيات، أدوا النوافل وتركوا الفرائض، وأضاعوا وقتا غاليا في سفاسف الأمور، الوطن يئن وينزف والعدالة معطلة، ويصرون كما قال نزار قباني “يصرون أن يشربوا كأسا على قبر الشهيدة.. ترى هل البطولة كذبة عربية أم مثلنا التاريخ كاذب” ، هي حلت نفسها أصلا لأنها صارت منذ حين في حل عن معاش الناس وهمومهم ومستقبلهم، إن لم نصدر القرار الصعب اليوم فسيكون عصيا غدا حتى القرار الأصعب.

العميد د.الطاهر ابوهاجة


‫2 تعليقات

  1. لغة فضفاضة ومخملية ومتعالية على الواقع المعاش والتحليل العلمي النزيه، فلتعمل أن الوثيقة الدستورية رغم عوارها البائن ظل قائدك يسبح بحمدها ويجمع الشهود عجم وافارقة وعرب يتلو عليهم بأنه ملتزم بها فمالكم كيف تكتبون وتحكمون، وإن كنتم تسعون لرفعنا من وهدت قساوة الحياة لما فعل ترك بنا ما فعل وأنتم أمناء على أمننا القومي بكل تجلياته، فالعوار في تذليل الحياة و تحقيق السلام المستدام وما به من علل كان مساحة لأياديكم و لأفكاركم ماذا جنينا، وهل يزعل الأب من أسرته الكبيرة ولا يباشر مهامه في تصريف شؤونها ويخاصم الجميع رغم بالأسرة أطفال زغب كحال شعبنا الصابر الذي لم يمن الله عليه رجال سواء كانو ملكية أو عساكر يتسامون فوق الصغائر والدم والعبارات من أجل التدافع لرفعة ونهضة الأوطان، الأوطان لا تبنى بالجرجرة واللولوة والبظبطة والحردان بل بالتضحية ونحر الذات لتحيا ذات الوطن وابنائه الذين يتم استغلال اشواقهم وطموحاتهم في حروب المعادلات السياسية.

  2. خليك عسكري منضبط و ما تتدخل في السياسة..أنت مستشار قائد الجيش لا علاقة لك بمجلس السيادة او الحكومة