أبرز العناوينحوارات ولقاءات

عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صديق يوسف: استلام الشعب للسلطة أصبح (قريباً)

** طالب القيادي بالحزب الشيوعي السوداني عضو اللجنة المركزية صديق يوسف رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بحث حكومته على وقف القتل والاعتداء على المنظاهرين السلميين، في وقت اعتبر استقالته أمراً لا يعني السودانيين، ورأى صديق في حوار أجرته معه (اليوم التالي) أن دور تحالف الحرية والتغيير انتهى، وأن قيادة التحول الديمقراطي يقوم بها الآن تجمع المهنيين ولجان المقاومة والمنظمات الديموقراطية، صديق الذي كشف عن اتصالات بين حزبه والقوى الديموقراطية الحية بغية التحول الديمقراطي دعا الأحزاب والقوى الرافضة للشمولية إلى توحيد رؤاها والعمل بصورة جماعية حتى تحقيق الأهداف المنشودة، كما تناول عدداً من العناوين ذات الصلة، فإلى حصيلة الحوار..

* أولاً أستاذ صديق عدت تواً من رحلة استشفاء ليست قصيرة بالقاهرة، ماذا يلفتك في المشهد السياسي؟
الذي يلفتني دائماً في الحضور والغياب والذهاب والعودة هو هذا الشعب الجميل والمتفرد في كل شيء، أعود لأجده كما عهدته أبداً صامداً وصابراً وصانعاً للمعجزات في الثورة والنضال، فخور جداً بمليونية 19 ديسمبر، وأعتذر لعدم تمكني من الوصول للخرطوم في ذلك اليوم المهيب، لظروف صحية لفترة ما بعد الحجر الصحي، لكني سعدت بالمشاركة في مواكب أم درمان في ذات اليوم في شارع الأربعين.

مواكب 19 ديسمبر ماذا أضافت في المشهد السوداني من وجهة نظرك؟
إضافات كبيرة جداً، أولاً: هذه أول مظاهرة تصل إلى القصر الجمهوري، وهذه إضافة كبيرة، لأن القصر الجمهوري منذ كان سرايا الحاكم العام في الاستعمار، هذا المكان هو رمز السلطة، لذا فهذه خطوة ضخمة لجماهير شعبنا، أمام مستقبل الثورة السودانية، وعلامة فارقة لأن استلام الشعب لسلطته الديموقراطية المدنية أصبح أمراً قريباً وواقعاً متاحاً للتحقيق، وواضح أن القوى السياسية والشعبية الحية تسير في الطريق الصحيح، وباتت بحاجة أكثر من أي وقت مضى لإيجاد مركز موحد ليكون ممثلاً للثورة السودانية ومطلبها الأساسي في التحول الديمقرطي.

مركز موحد غير قوى الحرية والتغيير؟
الحرية والتغيير دورها انتهى، وأصبحت غير موجودة في الساحة السياسية، وتراجعت بسبب مواقفها المتتالية والتي عبرنا عن رأينا فيها في وقتها، النأي عن معاش ومطالب المواطنين، وقبول تسليم ملف السلام للمكون العسكري، قبول اتفاق جوبا، قبول تعديلات الوثيقة الدستورية، قبول سيطرة العسكريين، وختمتها بتلك الحكومة ذات الإخفاقات والتقاطعات الجمة مع أهداف ومطالب ثورة ديسمبر المجيدة، لا التحالف ولا الحكومة ارتقى واحد منهما لوعي وتطلعات ووطنية الثوار والجماهير، باختصار فرطوا في كل ذلك، وبعد هذا التفريط والتنازلات المتلاحقة، لم تعد الحرية والتغيير رمزاً للثورة السودانية.

من الرمز إذا، في المرحلة المقبلة؟
القوى الكبرى في الشارع اليوم هي لجان المقاومة، والمنظمات الديموقراطية المتعددة، في العاصمة والأقاليم، وتجمع المهنيين، والاتحادات واللجان والأجسام الثورية الحيية، وهي التي تقود كل الفعاليات في الشارع السوداني، وهي التي تتمسك باللاءات الثلاث: “لا تفاوض لا شراكة لا مساومة”.

هناك حديث عن تسييس ومحاولات تسييس للجان المقاومة؟
قصة تسييس هذه (كلام ساي) ما هي أصلاً قوى سياسية، وقوى مبنية، وتفهم تماماً ما تريد، ولها شعاراتها الواضحة من مطالبها، هي لديها أكبر من ذلك الوعي الثوري، والسياسي، هي تتحدث الآن عن كيف يحكم السودان، الصورة أمام اللجان أوضح من أي وقت مضى، وعليها فقط تطوير الوسائل النضالية والتواصل الجيد المثمر مع القوى الرافضة للانقلاب وهذا ما تحتاجه.

حدثنا عن اتصالاتكم بالجماهير في 19 ديسمبر وما بعدها؟
التنسيق الأكبر كان بين تجمع المهنيين ولجان المقاومة، في كل المواكب والفعاليات، نحن لم نغب يوماً عن الحراك الجماهيري وعلى صلة دائمة بالقوى السياسية الحية في الشارع.
هناك أيضاً عدم رضا، من طرد بعض القيادات من محيط القصر في مليونية 19 ديسمبر؟
حقيقة هذا التصرف ليس موضوعياً، الجماهير لا تهاجم ولا تهتف إلا ضد من وقف ضد المبادئ والشعارات الثورية، ما حدث لم يكن ضد أحزاب، بل ضد شخوص، نحن نخرج في المظاهرات منذ 1946، من هتف ضدنا؟

ما قراءتك لمستقبل الأحزاب عموماً في المشهد مع استمرار الهتافات ضدها؟
كما قلت لك شعارات لا أحزاب بعد اليوم وما شابهها موجودة في هذا الحراك وما قبله، لكن لا يوجد عمل سياسي في العالم بلا أحزاب، لكن أية أحزاب، ليس كل الأحزاب بالتأكيد، الأحزاب التي لا تخون الحراك الجماهيري ومطالب الثوار “حرية سلام وعدالة”، لا غبار عليها وهي السند للجماهير في نضالها.

ما قراءتك لما تردد عن نية رئيس الوزراء تقديم استقالته؟
سمعت عن هذا الخبر، حمدوك منذ أن وقع اتفاقه مع البرهان لم يصدر بياناً لم يصرح لم يتكلم، آخر ما قاله أنه يريد حقن الدماء وآخر شهيد سقط يوم 19 ديسمبر، والشهداء منذ 25 أكتوبر بلغوا 40 شهيداً، نحن لم نطلب من حمدوك أن يحقن دماءنا، لكننا نطالبه أن يوقف حكومته من قتل المتظاهرين، والشعب السوداني إذا كان يخاف الموت وإراقة الدماء، لما خرجوا من منازلهم، على البرهان وحمدوك وقف سفك الدماء ومحاسبة المتورطين، وهم الحكومة وهذا هو دورهم حماية المواطنين، استقالته من عدمها أمر يعنيه هو وموقف يخصه، ربما يحسب له أو لا، لكن هذا الشعب أكد أنه لا رجعة لحكم العسكر، الشعب السوداني لا يهمه من الذي في السلطة بقدر ما يهمه نضاله ومكاسبه.

ماذا عن الدور الخارجي في المشهد وتداعياته بعد 19 ديسمبر؟
احتمال البصمات الخارجية وارد، منذ العهد المباد وهي لن تنفصل عن المشهد كأطماع ومصالح، الحديث لم يتوقف عن مصالح البشير والبرهان ليس مع محور السعودية مصر والإمارات، بل مع الدولة الراعية للمحور هي إسرائيل، لكن الذي يتسيد المشهد هو الذي يتحكم في مصالح وعلاقات البلاد وصون سيادتها، الشعب أوعى بكل ذلك وأقوى عليه. الموقف الذي يستحق التوقف عنده ما قام به الاتحاد الأفريقي، لأنه علق عضوية السودان لحظة إعلان البرهان بيانه الانقلابي، لكنه تراجع بعد توقيع الاتفاق مع حمدوك، واعترف بعضوية السودان، وهذا مخالف لميثاق الاتحاد، وهذا قرار خاطئ، فما تزال الحكومة في الخرطوم انقلابية ديكتاتورية عسكرية، ومعلوم أن ميثاق الاتحاد لا يعترف بالنظم الانقلابية.

توقع مراقبون سقوط السلطة في 19 ديسمبر، بينما أرجع آخرون تعذر ذلك لسوء التنظيم والانشغال بدخول القصر؟
“شوف” لا يستطيع أحد أن يحدد متى يسقط هذا النظام، ربما الساعة ربما غداً، لكن المقياس للحراك في الأرض، لا أعتقد أن من حملوا أكفانهم بين أيديهم على الملأ وفتحوا صدورهم للرصاص يغيب عن وعيه التنظيم، هم ذاتهم من انتصر على نظام الطاغية البشير الأكثر عمراً وشراسة، نناضل ولتأتي لحظة الانتصار في وقتها.

الثورة السودانية اقتادت إلى سيناريو الشراكة، ماذا إذا تكرر المشهد بمجلس عسكري آخر، ولا تنسى ما صاحب التجربة من أخطاء؟
نقود والشعب ضده حراكاً آخر حتى يسقط، الشارع أيضاً موجود، الأخطاء لا توقف النضال، بل تلهم التجربة وتصقل المطالبة، ربما ما تتحدث عنه قد يحدث، وربما لا، لكن المؤكد الذي نراهن عليه استمرار الثورة ووعي الشعب بمطالبه.

يتحدثون عن ضعف في الكادر يعاني منه الحزب الشيوعي، وأنكم أقلّ من المبالغات في تأثيركم على المشهد، بينما يصر الفلول على اتهامكم بالتخريب؟
إذا كان شخص يتهمنا بالتخريب فهو قطعاً لا يعرف الحزب الشيوعي، أما النضال السياسي فلا يقاس إلا بنتائجه على أرض الواقع، ضعيف أم غير ضعيف، الشعب هو الذي يحكم ويحدد.

حوار: إبراهيم عبد الرازق
اليوم التالي

‫7 تعليقات

  1. ولا زال صديق يوسف وحزبه الشيوعى فى أحلامهم الزلوطية والغير قابله للتحقيق … الفكر الشيوعى البائر تم دفنه فى عقر داره روسيا ولا زال رفاق السودان يأملون خيراً فى هذا الفكر المدحور والمهزوم !!

  2. استلام الشعب ولا استلامكم انتم ياوسخ زمنكم ولي ولن يعود بفضل الله

  3. الاستاذ يوسف….
    عندما تتحدث عن المنظمات الديمقراطية هل تعني بالمصطلح المفهوم الشيوعي الكلاسيكي لهذه المنظمات ام ان المفاهيم لديكم تغيرت.
    من الحديث فهمت انكم كحزب تضعون معايير لما يجب ان تكون عليه الاحزاب من اين لكم بهذا الحق و بمنطقكم فهذا تناقض بين فالجماهير هي من يحدد.
    قولكم بان الشعب يقترب من استلام السلطة هل تعني بالشعب الحزب الشيوعي ام ماذا؟؟ ان لم يكن كذلك فما هي الالية التي يتم بها ذلك خاصة انه لا توجد تجربة في السودان استلمت فيها القوى المدنية السلطة مباشرة دون المؤسسة العسكرية. وهنا نشير الى تمكن المتظاهرين من بلوغ القصر الجمهورية ولكنها لم تدر ماذا تفعل!!!

  4. الحزب الشيوعي هو من هندس إبعاد الأحزاب والقوى السياسية والحرية والتغيير عن الجيش وعن الشارع وعن الشعب ليستفرد هو بالفعل السياسي عبر واجهاته تجمع المعنيين ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع اليساري، هو أول من طعن من تحالف معه في الظهر، هو المسئول عن الانقلاب وعن القتل وعن ضياع السودان بخطابه العصبي المتجسد في كمال كرار وجحافل صحفييهم. الطبقة السياسية الحزبية أضاعت أكتوبر وإبريل وديسمبر وعليها أن تنسحب هي وواجهاتها من تدمير الانتقال.
    الحزب الشيوعي هو عدو الديمقراطية الأول وغناؤه بها باطل، الحزب الشيوعي وحزب البعث هم ملوك السلاح والانقلابات ويجب الانتباه لتحركاتهم جيدا هذه الأيام وهذه الساعات.

  5. الحزب الشيوعي يعمل عبر الواجهات هروبا من تحمل التبعات وهروبا من رفض الشعب السوداني له ويريد ان يصنع له وجودا بالخداع والنفاق .

    1. العجوز الخَرِف ذو الفكر المنحرف والشَّاذ يُمنِّي نفسه وحزبه المنقرض بتولِّي زمام الأمور في البلد ؛ لكن هيهات لهم ذلك. لابد من إقصاء وحظر حزب الإلحاد والكفر من ممارسة اي نشاط سياسي لان افكار الحزب ومبادئه لاتشبه أخلاق الشعب السوداني المسلم المؤمن بخالقه.