الأخبار

أرامكو: نبحث جدوى تصنيع مركبات تعمل بالهيدروجين في السعودية


ستضيف السعودية رالي داكار الصحراوي في نسخته السعودية الثالثة خلال يناير الجاري، وهناك تحوّل مهم في سيارات هذا السباق العالمي، حيث تدخل المنافسة شاحنة تعمل بالهيدروجين للمرة الأولى، في وقت سجلت أرامكو السعودية دورا هاما في هذا المشهد التقني. بهذا الصدد، قال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، أحمد عبدالرحمن السعدي، في حوار مع “العربية نت”: لكي نقرّب الصورة أكثر، لا بدّ وأن ننظر إلى مشهد الطاقة العالمي الذي أصبح يركز على التقنية إلى حدٍّ كبيرٍ، حيث يجري تحويل أنظمة الطاقة العالمية بالفعل، ومن خلال ذلك يمكن للهيدروجين أن يؤدي دورًا في التحوّل إلى مزيج طاقة منخفض الكربون وأكثر استدامة بفضل قدرته المحتملة على المساعدة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع تلبية احتياجات الطاقة العالمية”. وأضاف: “عملت أرامكو السعودية على تطوير تقنيات الوقود من خلال مراكز أبحاثها، ففي يونيو 2019 دشنت مع شركة ‘أير برودكتس’، أول محطة لتزويد السيارات بوقود الهيدروجين في المملكة وذلك في مقر مركز التقنية الجديد التابع لشركة ‘أير برودكتس’ في وادي الظهران للتقنية. وتعمل المحطة على تزويد المركبات بهيدروجين مضغوط عالي النقاء لأسطول مبدئي من السيارات الكهربائية من نوع تويوتا ميراي التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني”. وتابع: “مواكبة لذلك المشهد، وقّعت أرامكو السعودية في ديسمبر الماضي خمس مذكرات تفاهم مع شركات فرنسية رائدة، تشمل مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص الأعمال في المركبات التي تعمل بالهيدروجين مع شركة جوسين الرائدة في حلول النقل النظيفة والذكية. وتهدف مذكرة التفاهم مع ‘جوسين’ لبحث مدى جدوى تأسيس منشأة حديثة لتصنيع المركبات التي تعمل بالهيدروجين في المملكة. وسيشارك مركز الابتكارات المتقدمة (لاب 7) في أرامكو السعودية بشكلٍ وثيقٍ في جهود شركة جوسين لصناعة المركبات العاملة بالهيدروجين، وتطوير شاحنة سباق ذاتية القيادة أو يُتَحكم بها عن بُعد وتعمل بالهيدروجين”. كما لفت النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، إلى أن هذه المشاركة تُعد خطوة مهمة في تطوير الهيدروجين كوقود منخفض الكربون، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها شاحنة الهيدروجين رالي داكار “من خلال رعايتنا الحصرية لشاحنة (جوسين)، وذلك بهدف إبراز إمكاناتها في أصعب الظروف”. وقال: “كما أن استخدام وقود الهيدروجين يساعد على الحدّ من الانبعاثات في قطاع النقل، لا سيما في الفئة التي يصعب إزالة الكربون منها مثل المركبات الثقيلة. ونطمح في أرامكو السعودية إلى توطين صناعة مركبات الهيدروجين في المملكة وتطوير التقنيات المتعلقة بها من خلال مركز الابتكارات المتقدمة التابع للشركة (لاب 7)”. التوسع والاستثمار في سوق الهيدروجين قررت أرامكو السعودية التوسّع والاستثمار في سوق الهيدروجين، وقد أوضح النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية أن الابتكار هو أساس عمل أرامكو، ولذلك فإن الشركة تواكب أحدث التقنيات في مجال الطاقة، ومن خلال قراءة الواقع ومؤشرات المستقبل فإنه من المتوقع أن يزداد استخدام الهيدروجين في نظام الطاقة العالمي. تنتج أرامكو السعودية بالفعل هيدروجينًا رماديًا، يُنتج من الوقود الأحفوري، ولديها القدرة على مواصلة جهودها لتطوير الهيدروجين الأزرق نظرًا لإنتاجها منخفض التكلفة من المواد الهيدروكربونية، إضافة إلى قاعدة مواردها الضخمة. وهناك توسع متواصل في التطبيقات التي من الممكن أن يُستخدم فيها الهيدروجين لإزالة الكربون في القطاعات التي كان من الصعب تخفيفه فيها مثل الشاحنات الثقيلة، والقطاعات البحرية، والحديد والصلب، والبتروكيميائيات، وفق شرح السعدي. وقال: “يُسهم الهيدروجين كذلك في العديد من التطبيقات المعاصرة في قطاع وسائل النقل التي يمكن أن تنمو بسرعة، إضافة إلى ذلك، فإن أرامكو السعودية عضو نشط حاليًا في مجلس الهيدروجين، وهو مبادرة عالمية من قبل شركات الطاقة الرائدة، ولجان المعايير العالمية الأخرى لدعم تطوير أعمال الهيدروجين المتسارعة على المستوى الدولي”. ابتكارات تعمل عليها أرامكو أكد النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، أن أرامكو السعودية تعزز تقنيات محركات الاحتراق الداخلي بفضل ابتكاراتها في مجال الوقود من أجل تطوير نظم وقود ومحركات أكثر كفاءة، تمثّل بعض السبل لمحاولة تقليل دورة حياة بصمتها الكربونية، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرة أرامكو السعودية في مجال التكرير. من أمثلة ذلك شراكة أرامكو السعودية مع “مازدا”، التي تهدف إلى تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من فوهة البئر إلى محرك السيارة عن طريق التطوير المشترك لمحركات وأنواع وقود متقدمة. جهود بحثية أشار النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية في حديثه مع “العربية نت”، إلى أن التوجه الحالي لتطوير وقود مبتكر وتقنيات فاعلة لمحركات الاحتراق الداخلي، يسهم في تقليل الانبعاثات الصادرة من قطاع السيارات في المستقبل. وأضاف: “بفضل شبكة مراكز أبحاث الشركة العالمية والتعاون مع كبريات شركات تصنيع محركات السيارات، فإن أرامكو السعودية تعمل على إعادة تصميم محركات الاحتراق الداخلي، وتطوير تقنيات تحقق تغييرات شاملة وواسعة النطاق في قطاع النقل بهدف محاولة الحدّ كثيرًا من الانبعاثات، وكذلك محاولة تحسين كفاءة استهلاك الوقود لجميع مستهلكي الطاقة حول العالم”. وعن برنامج الوقود والاحتراق في محركات الجيل القادم (فيولكوم)، أوضح السعدي أنه برنامج بحثي استراتيجي طويل الأجل مع مركز أبحاث الاحتراق النظيف في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ويغطي نطاق برنامج فيولكوم الجوانب الأساسية لاحتراق الوقود الهيدروكربوني في محركات الاحتراق الداخلي لعددٍ من تقنيات المحركات والوقود الناشئة، و”قد نقلنا المعرفة التي تراكمت على مدى عمر هذا البرنامج (10 أعوام) في منشورات المجلات والمؤتمرات”. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير عدد من النماذج المطورة للجهات البحثية بشكل عام، بما في ذلك أرامكوميك، وهو نموذج احتراق بمعيار C0-C4، حظي بأكثر من ألفي استشهاد منذ عام 2012. قطاع السيارات من ناحية أخرى، قال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، إن الشركة تلعب دورًا في تحوّل الطاقة بتقديمها لمنتجات وحلول هيدروكربونية ذات انبعاثات أقل بهدف المحاولة في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون من نظام الطاقة، وقال: “نعمل مع قطاع السيارات بهدف تحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، وتطوير تقنية احتجاز واستخدام وتخزين الكربون في السيارات، وتطوير تقنيات هيدروجينية، وقوة الشركة تكمن في تطوير التقنية وتعميم استخدامها على نطاق واسع من خلال شراكات مع الآخرين”. وتابع: “تعتقد الشركة أن محركات الاحتراق الداخلي المتقدمة ستصبح على المدى القصير إلى المتوسط وسيلة فعّالة للغاية لمحاولة الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ولذلك تتعاون أرامكو السعودية مع كبرى شركات صناعة السيارات ومطوري التقنيات لدعم تطوير نماذج محركات الاحتراق الداخلي وتقنيات ذات نسبة أقل من الانبعاثات والحلول الهجينة الفاعلة. ومن المتوقع أن يُسهم تحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي وتركيبات الوقود المتطورة اللازمة لها في محاولات خفض إجمالي حجم انبعاثات الغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري في قطاع النقل”. استراتيجية التغيّر المناخي قال السعدي إن استراتيجية التغيّر المناخي التي تتبنّاها أرامكو السعودية، تهدف إلى نمو أعمالها نموًا مستدامًا من خلال الاستفادة من التقنية والابتكار للمحاولة من تخفيف حدّة تأثيرها على المناخ، وتعتزم الشركة المحافظة على مكانتها الرائدة في “النطاق 1” لكثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال التنقيب والإنتاج، حيث تسجل واحدة من أقل معدلات البصمة الكربونية لكل وحدة إنتاج من المواد الهيدروكربونية في أعمال التنقيب والإنتاج. علاوة على ذلك، تواصل الشركة تنفيذ مجموعة واسعة من المبادرات الرامية إلى محاولة تحقيق مزيد من الانخفاض في معدلات الكثافة الكربونية. فعلى سبيل المثال، يعمل برنامج الغاز الطبيعي الذي تنفذه الشركة على زيادة نسبة الغاز المستخدم لتلبية احتياجات المملكة من الطاقة. كما تتعاون الشركة كذلك مع الشركات الكبرى الأخرى لتبادل أفضل الممارسات، واستنباط حلول مشتركة لمكافحة آثار ظاهرة التغيّر المناخي، كما تجلّى ذلك عبر مشاركتها في منتدى مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ. وبحسب العربية نت، أكد النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، أن هناك نهج نمو مستدام يستند إلى عدد من الالتزامات الرئيسة، تشمل: المحافظة على معدل كثافة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمال التنقيب عن النفط الخام وإنتاجه في المملكة العربية السعودية بين أدنى المعدلات على مستوى العالم، وتحقيق الريادة في وسائل النقل المعتمدة على النفط، ودفع عجلة نمو الإيرادات مع المحافظة على محاولات خفض الانبعاثات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري، واستهداف حلول عالية الأثر للتعامل مع آثار التغيّر المناخي.

الخرطوم(كوش نيوز)