مصطفى الآغا

متل الأطرش.. بالزفة

[JUSTIFY]
متل الأطرش.. بالزفة

قد لا أكون «شيبة أو كبيرا بالعمر» إلى حد الكهولة، ولكني أيضا لست صغيرا حد الطفولة.. فعمري 51 عاما، وخلال النصف قرن الذي عشته تغير العالم أكثر من 180 درجة، فقد عشت وعايشت زمن الهاتف السويدي الأسود الذي يرتبط بالسنترال وتطلب منه الرقم فيوصلك به ويسمع كل الحديث وأحيانا كثيرة يُشارك فيه!وعشت زمن تلفزيون الأبيض والأسود، وكانت فرحتي لا توصف بداية سبعينيات القرن الماضي بدخول الألوان إليه.وعايشت تجربة الصعود للقمر وحتى الزيارات السياحية إليه بتكلفة 250 ألف دولار للشخص الواحد.وخلال وجودي في العاصمة البريطانية شهدت اختراع الإنترنت والإيميل، ثم «المسنجر» ووسائل التواصل الاجتماعي من «فيسبوك» و«تويتر» و«بلاكبيري» و«لينكد إن» و«كيك» و«إنستغرام»، و«الآي فون» و«الآي باد» و«الآي بود».كل هذا في أقل من 50 سنة، ويبدو أن وتيرة الاختراعات ستكون في السنوات العشر المقبلة أسرع من الخمسين سنة اللي طافت، وأتذكر خلال وجودي في لندن دعاية لمشروب (روحي لا ولن أتعاطاه) طغت على العالم منتصف التسعينيات كانت جملتها الأشهر «واز آب» يعني «شو في؟» بالعربي Wazzup؟ وكانت دعاية مزعجة ولكن شهرتها كانت في شدة إزعاجها حتى باتت العبارة المتداولة يوميا بين الأوروبيين والأميركيين.. ثم فجأة سمعت بـ «الواتس آب» Whatsapp وكلنا نعرفه لأنه وسيلة التواصل المجانية بين عباد الله المشتاقين للثرثرة والباحثين عن التواصل و«الفاضيين البال والأشغال» وحتى رجال الأعمال، وبالطبع كان العرب من أكثر المستخدمين لكل وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر» و«واتس آب» رغم تحفّظ الكثير منهم على الـ 140 حرفا في تويتر، لأنهم تعودوا على عدم الاختصار وعدم الدخول مباشرة في الموضوع، فكانت ضالتهم في «فيسبوك» و«تويتر» وقيل إن الربيع العربي هو نتاج الفيسبوك (وهو ما أشك به جدا حدّ الاستحالة).
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]