السودان.. البرهان يلتقي الموفد الأفريقي و”الحرية والتغيير” توافق على الدعوة الأممية لحل الأزمة
قرر المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير الموافقة على دعوة بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال السياسي في السودان، وسط جهود إقليمية ودولية حثيثة لحل الأزمة السودانية.
وقال المتحدث باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير جعفر حسن -في تصريح صحفي عقب اجتماع المجلس- إن المجلس قرر الموافقة على دعوة البعثة الأممية (يونيتامس) دعم الحوار بين فرقاء الأزمة السودانية.
وقال حسن إن وفدا من المجلس سيلتقي اليوم الأحد بعثة يونيتامس لتسليمها رؤية التحالف بشأن مبادرة البعثة للحوار بين الفرقاء السودانيين.
وكان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير اشترط في وقت سابق إنهاء ما سماها حالة الانقلاب، ووقف الانتهاكات، ورفع حالة الطوارئ، على حد تعبيره، وأفاد بأن أبرز ملامح المرحلة المقبلة تتلخص في تأسيس دستوري جديد، وانتقال مدني كامل، وأن تكون العدالة أولوية.
جهود أفريقية
وفي الأثناء، شرع مبعوث الاتحاد الأفريقي اديوي بانكولي في إجراء مشاورات مع القوى السياسية في الخرطوم حيث التقى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق الوطني.
وقال المبعوث الأفريقي أثناء الاجتماع إنه جاء للاستماع لوجهة نظر جميع السودانيين من أجل الوصول لحلول لهذه الأزمة.
وأشار بانكولي إلى أن الاتحاد الأفريقي لا يجهل هذه المشكلات السودانية بما فيها العدالة وقضايا اللاجئين.
وشدد بانكولي على أن الاتحاد الأفريقي لا يتسامح مع العنف وأن مستقبل السودان هو مستقبل الإقليم.
وأعلن الاتحاد الأفريقي استعداده لدعم التوافق السياسي بين كل الأطراف السياسية في السودان، وذلك خلال استقبال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وفد الاتحاد الأفريقي، حيث تسلم رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي تتعلق برؤية الاتحاد تجاه الأوضاع بالسودان.
كما دعا المفوض الأفريقي لنبذ العنف وتغليب المصلحة الوطنية، لافتا إلى أن الأمر يتطلب إرادة قوية من كل أصحاب المصلحة.
من جهتها، أعلنت جوبا أمس السبت استعدادها للمساهمة في الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية، بالتشاور مع بعثة “يونيتامس”.
وجاء ذلك لدى لقاء مبعوث رئيس دولة جنوب السودان، مستشار شؤون الرئاسة، كوستيلو قرنق، عضو البعثة الأممية ستيفاني خوري، بالعاصمة الخرطوم، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سونا).
وقال قرنق إن زيارته لمقر البعثة الأممية بالخرطوم تأتي بتكليف من الرئيس سلفاكير، لمعرفة تطورات أوضاع الانتقال السياسي في السودان وطرح المساهمة المتوقعة من دولة جنوب السودان.
وأوضح أن المشاورات لا تخص الأمم المتحدة والقوى الخارجية وحدها، بل هي بالتعاون مع كافة الأطراف السودانية لمعرفة آرائهم لتكون نتائج المشاورات سودانية خالصة.
دعم أميركي
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان الجمعة، أن وفدا أميركيا بقيادة مولي في -مساعدة وزير الخارجية- والمبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد سيزوران السعودية والسودان وإثيوبيا بين يومي 17 و20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وسيحضر الوفد الأميركي اجتماع أصدقاء السودان في الرياض، وذلك لحشد الدعم الدولي لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية. وبعد ذلك سيتوجه الوفد إلى الخرطوم حيث سيلتقي قادة عسكريين وناشطين وشخصيات سياسية، حسب البيان.
وشدد بيان الخارجية الأميركية على أن “رسالة الوفد ستكون واضحة بأن واشنطن ملتزمة بالحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني”.
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ينزل السودانيون إلى الشوارع للاحتجاج على إجراءات استثنائية، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.
وتصدّت قوات الأمن لهذه الاحتجاجات، فأسفر ذلك عن سقوط 64 قتيلا ومئات الجرحى حتى الآن، وفق لجنة الأطباء المركزية (نقابة مستقلة) الداعمة للمتظاهرين.
ووقّع رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاقا سياسيا، تضمّن عودة حمدوك إلى رئاسة الحكومة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
لكن في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري استقال حمدوك من منصبه بعد ساعات من سقوط 3 قتلى خلال مظاهرات شهدتها البلاد، عبّر فيها المشاركون عن رفضهم لاتفاق حمدوك مع البرهان، وطالبوا بحكم مدني كامل.
الجزيرة نت