اقتصاد وأعمال

مشروع الجزيرة .. فشل المُوسم الشتوي!!


شَكَاوَى عديدة أطلقها مزارعون بمناطق الإنتاج عن الموسم الشتوي والتي تعكس صورة قاتمة للوضع، حيث أكد عدد من المُزارعين بمشروع الجزيرة، عن وجود مشاكل كبيرة تعترض الموسم الحالي تنذر بفشل كل الموسم الشتوي، على رأسها سماد اليوريا لمحصول القمح بالمشروع، حيث يعاني المزارع بالجزيرة من عدم توفره مما خلق نوعا من الفزع والخوف لديهم من شح المحصول في الرية الثالثة وإلى اليوم، في ظل عدم مقدرة ادارة المشروع من توفير السماد، علماً بأن هذه هي الفترة التي يحتاج فيها المحصول الى السماد، مما يُهدِّد الموسم بالفشل، وتخوّف المزارعون من الدخول في مديونيات ومحاكم مع الإدارات التي استلمت منهم شيكات بغرض التمويل.

**تطوير السياسات

وفي سياق متصل، أكد محافظ مشروع الجزيرة د. عمر محمد مرزوق، فشل وزارة المالية في تمويل سماد اليوريا لمحصول القمح بالعروة الشتوية، وقال لـ(الصيحة)، إنّ المالية قد ابلغتهم بعدم وجود اموال لتمويل السماد، كاشفاً عن فشل الموسم الزراعي الحالي وفقدان 50% من الإنتاجية، أرجعه لعدم توافر السماد، ولفت إلى أن إنتاجية الفدان في الموسم الماضي وصلت إلى 15 جوالاً للفدان الواحد، وتنبّأ بعدم وصول إنتاجية الفدان الواحد لـ8 جوالات لهذا الموسم، موضحاً أن المساحة المزروعة هذا العام 350 ألف فدان، مشدداً على أهمية الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير التمويل اللازم، مشيراً الى تدهور النظام وانهيار الري والقنوات، موضحاً بأن المشروع كان يُدار بتحويل كامل من حكومة السودان ويعتمد على “الري، الإدارة الزراعية والمزارعين”، مشدداً على أهمية تطوير السياسات القائمة على التمويل الزراعي وتأهيل البنية التحتية لنجاح المواسم القادمة وتجاوُز التحديات الحالية.

** كارثة حقيقية

ومن جانبه، قال مدير القسم الشمالي الشرقي بمشروع الجزيرة الجيلي الأمين، إن الوضع كارثيٌّ بمعنى الكلمة في ظل انعدام سماد اليوريا، وقال لـ(الصيحة)، ان ما يمر به الموسم الحالي من انعدام للسماد لم يمر به مشروع الجزيرة خاصة أو السودان عامة في تاريخه، وقال: اذا تأخّر السماد من 10 أو 15 يوماً من الآن سوف تكون كارثة حقيقية ويفشل كل الموسم، ولفت الى ان سعر جوال السماد اليوريا يتراوح ما بين 45 الى 50 ألف جنيه، وان الفدان يحتاج الى جوالين، واصفاً التكلفة بالعالية ولا يستطيع المزارع البسيط أن يغطيها، وكشف عن تقليص المساحات المزروعة، وقال ان البنك الزراعي التزم بتوفير مُدخلات الإنتاج، لكنه عَجِزَ عن توفير السماد.

* التأخير في التحضير

ومن جانبه، قال المزارع ابراهيم صديق بمشروع الجزيرة، ان المزارعين يتملّكهم الإحباط جراء ما آلت إليه الأوضاع في المشروع، وإن عدداً كبيراً من المزارعين قلّصوا المساحات المزروعة، وآخرين تركوا الزراعة وانتهجوا إلى مهن أخرى، ولفت في حديثه لـ(الصيحة) ان التحضير للموسم الشتوي الحالي بدأ متأخراً، فضلاً عن العثرات التي ألمّت به فاقمت من الأزمة، وأكدت فشل المُوسم، علماً بأنّ الزراعة مواقيت وأي تأخير في هذه المواعيد يؤثر سلباً على العملية الزراعية.

** تحديات واجهت الموسم

كشف المنسق القومي للقمح بوزارة الزراعة إسلام محمد، عن تحديات تعرض لها الموسم 2020 – 2021م الحالي حصرها في تأخُّر إعلان السعر التشجيعي وارتفاع درجات الحرارة وتأخُّر الزراعة في ثلثي المساحات المزروعة عن التاريخ المُوصّى به وحدوث اختناقات بالري في مساحات محدودة بمشروع الجزيرة، مشيراً الى ان مساحة الموسم السابق كانت 908.1 فدان، الذي حقق إنتاجية بلغت 857.1 طن، وقال لدى اجتماع اللجنة العليا للقمح في إطار الاستعدادات المبكرة للموسم الشتوي القادم 2021 – 2022، إن المساحة المستهدفة للعام (2021 – 2022) 1056.7 فدان

الخرطوم: سارة إبراهيم
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. نصابو بالهم والغم من الفشل المزمن في إيجاد مسار تطوري لهذا المشروع، فا هو مدير المشروع يصب جام غضبه على وزارة المالية متناسيا أن هنالك جحافل من المتعطلين تمت إعادتهم إلى الخدمة بلا شغلة أو مشغلة في ظل عدم وجود مؤسسات تستوعب طاقاتهم نتيجة للدمار الهائل للمشروع إبان حكم المؤتمر الوطني، والغريب أن الذين دمرو المشروع ما زال جزء كبير منهم على رأس الخدمة لتحطيم ما بقي. عليه حتى يسهم هذا المشروع في مسيرة النماء الاقتصادي لابد من جراحات عميقة هيكلية للعمالة وسياسات واستراتيجيات بديلة تجعل منه مصدر تمويل وليس استجداء المالية ورميها بالفشل في تمويل الموسم الشتوي لذا لابد من سياسات تجعل من المشروع اليد العليا وليس السفلى والحادبين عليه كثر.