مالذي يمثله الحزب الشيوعي السوداني؟
الحزب الشيوعي السوداني هو قصة طويلة في تاريخ السياسة، وقصته تحكي عدة جوانب هي: تطور مؤسسات المجتمع الحديث في المدن، وتطور قوى اجتماعية دخلت الحداثة مع المستعمر، وقصته كذلك هي قصة لقاء فكرة غربية ماركسية مع مجتمع سوداني مسلم.
فمن حيث هي قصة تطور مؤسسات المجتمع الحديث في الدولة والنقابات نجد الحزب قد بدأ شابا يافعا، بدعاوى مواجهة المستعمر وبناء النقابات، لكنه انتهى اليوم وقد تم لفظه كجسم غريب على هذه المؤسسات، وفشل حقا في الوصول بها لوجهة معينة، الحزب الشيوعي الآن خارج الدولة وخارج النقابات وخارج مؤسسات الجيش، حتى في الفترة بعد ديسمبر لم ينجح في بسط سيطرة ورؤية وتنظيم، عمق الدولة ومؤسساتها بعيد عنه تماما.
أما من حيث قواعده الاجتماعية فإن الحزب يرتكز على فئات معزولة داخل طبقة مدينية قديمة، تمثله أسر جدودهم كانوا من طبقة وسطى في الأربعينات والخمسينات، لكن آباءهم صاروا من طلائع البرجوازية ذات التعليم والامتياز والتوظيف والاتصال بالخارج، أما أبناؤهم اليوم فهم كوادر منظمات عالمية بثقافة غربية علمانية، هذه هي القواعد الرئيسية للحزب الشيوعي اليوم.
أما قصة فكرة الحزب الشيوعي فهو يتبنى فكرة كبيرة وضخمة هي الماركسية، ولكن حقيقة الأمر أن تناول الماركسية شيء مختلف عن تناول الحزب الشيوعي السوداني، فالماركسية يجب أن نتناولها في إطار اللقاء الفكري والثقافي مع الغرب، ومع الحداثة ككل، وهي هنا تبدو مصدر معرفي وفلسفي ومنهجي مهم لكل من يشتغل بالفكر والسياسة، أما الحزب الشيوعي السوداني فهو تجلي لأزمة الواقع الحضاري للأمة المسلمة، وواقع السودانيين في تعرفهم على الحداثة ككل، وهو تعرف مشوه غير مكتمل، وهنا فإن أزمة اليسار السوداني مسألة مختلفة عن قصة الماركسية، وكأننا نقول: أبعدوا الماركسية عن هؤلاء!!
من هذه الثلاثية ( المؤسسات – القواعد – الفكرة) نتساءل: مالذي يمثله الحزب الشيوعي السوداني اليوم؟
الحزب الشيوعي يمثل ببساطة دور (تخريبي) في السياسة السودانية، ونعني به تخريب السياسة وتحويلها لفوضى، وإرساء ثقافة سياسية هتافية تقوم على الشعر والصراخ. دور يمثل (تخريب وطني) بتوجيه عداء أحمق للمؤسسات العسكرية والقوات المسلحة، وتخريب بتحالف مع أعداء القومية السودانية ممثلين في حركات مثل الحلو وعبدالواحد مدعومين من مراكز غربية. وتخريب بتدخل خارجي عولمي يتم على يد القاعدة الاجتماعية الطبقية لفئات برجوازية مسيطرة على المجتمع المدني، هذه البيئة هي البيئة التي يعيش فيها الحزب الشيوعي السوداني وهذا هو الدور الذي يقوم به الحزب الشيوعي.
هنا نأتي لسؤال لماذا وصل الحزب الشيوعي لهذه المرحلة؟
السبب ببساطة هو أزمته الفكرية العميقة، فالحزب يجمع خليط بين الليبرالية والماركسية بطريقة تسبب توهان حاد وضياع للوجهة الاستراتيجية، فالحزب صار حزب ليبرالي منذ السبعينات وقبل نموذج الديمقراطية الليبرالية، ثم تحالف مع كل القوى الليبرالية وعملت كوادره في منظمات عالمية، ثم فجأة يتبنى منهج عمل أقرب لفكرة تقوم على الماركسية اللينينية وخلايا العمال، لكنه في المقابل منعدم الوجود تماما في طبقات العمال، وهنا نجد الحزب يتبنى جميع واجهات السياسة الجديدة في زمن العولمة، والجمهور المصنوع من العولمة والسوشيال ميديا جمهور مختلف تماما عن مفهوم (الجماهير) المستخدم في الأدبيات الشيوعية. الحزب الشيوعي في مأزق نظري وفكري ومنهجي وعملي، وهذا المأزق صنع من الحزب الشيوعي المخرب الكبير للسياسة، والمخرب الأعظم للماركسية.
هشام الشواني
والله الحيره في هذا المقال نفس حيره الحزب الشيوعي بتناقضاته الغير منتهيه
ضد الاستقلال وجاهر بها مع انه ضد الغرب
ضد الدين ويعتبره افيون الشعوب وبعض قادته يصلي وبعضهم ملحد
مع الحكومه وكثار من وزراء الحكومه منهم وحتي حمدوك كان يعتبر منهم ولكنهم ضد الحكومه في نفس الوقت
مع الديمقراطيه لكنهم اول من عمل انقلاب عسكري ومذابح في دار الضيافه والجزيره ابا وودنوباوي
ضد الجيش لكنهم اول من زرع خلايا في الجيش واطاح عن طريقه بالديمقراطيه
ليس لهم اي انجاز من الاستقلال غير هتاف واناشيد وبنات لابسات بناطلين وفاكات شعرهم وناس سكاري حياري مرميين في دول الغرب تعيشهم الرسماليه الغربيه ومنهم فاطمه محمد ابراهيم وولدها وهم من قاده الحزب الشيوعي
غير صادقين في التعبير عما يريدون لذلك يختبون خلف واجهات تخفي توجههم الحقيقي طلاب مستقليين مهنيين وما شابه
باختصار ما عندهم طرح متسق ولا رؤيه واضحه لاي شيء تايهيين ومتوهين الناس معاهم ومصدر للفوضي والخراب ليس الا