اقتصاد وأعمال

حصاد القمح بالشمالية .. توفير الأمن الغذائي

في إطار سياساتها الرامية إلى توطين زراعة القمح بالولاية الشمالية، انطلقت أمس بشركة أمطار، فعاليات حصاد محصول القمح في مساحة ٥ آلاف فدان بإنتاجية تتجاوز ٨٠ ألف جوال.

وأعلن وزير الزراعة والغابات د. أبو بكر عمر البشري أن مخرج البلاد من الأزمة الاقتصادية يكمن في زيادة إنتاجية الفدان لتتراوح ٣٠ -٤٠ جوالاً للفدان، وتابع “نزرع ملايين الأفدنة ولم نخرج”، وأكد خلال تدشين حصاد القمح بالدبة امس، التزام الشركة بتسليم القمح للبنك الزراعي، فضلاً عن التزامها بسداد حصائل الصادر لبنك السودان بجانب الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، مُشيراً الى أن المساحة الممنوحة لأمطار120 ألف فدان استصلحت منها خُمس المساحة، وبرر ذلك لجهة أن الأرض تحتاج لإعادة إصلاح، كاشفاً عن إدخال أمطار لمحاصيل وتقانات جديدة على يد خبراء في البحوث الزراعية.

وقطع المدير المالي لشركة امطار عبد الحفيظ بكري بإنتاجية عالية رغم التحديات التي تمر بها البلاد، وأشار الى تحقيق إنتاجية عالية وجودة ممتازة بتطبيق أحدث الحزم التقنية، وأكد توسع الشركة في زراعة القمح بصورة مضطردة للمخزون الاستراتيجي، بجانب إنتاجها لتقاوي القمح وبيعها للمزارعين بأسعار تفضيلية، مبيناً أن الشركة وفّرت للبلاد عملات صعبة من خلال الصادر، واقر بوجود عراقيل بحكم الشراكة الحكومية، مما خلق قيوداً كثيرة في بطء الإجراءات من قِبل بنك السودان ووزارة المالية في الحصول على الموافقة لتمويل آليات الحصاد، مبيناً أن الموافقة جاءت بعد ثلاثة أشهر مع قرب انتهاء موسم الزراعة، وطالب البنك الزراعي ووزارة المالية بإعطاء مرونة في التعامل مع هذه الشراكة، وانتقد غياب رؤية سياسة المخزون الاستراتيجي، مؤكداً انه الى الآن لم يتم شراء القمح، وتوقع تحقيق إنتاجية عالية الموسم الحالي، وقطع بإمكانية تحقيق شعار السودان سلة غذاء العالم فعلاً وليس بالتمني وبالتفكير خارج الصندوق، وجزم بأن الحرب القائمة في أوكرانيا تهدد سلاسل إنتاج الغذاء في العالم، لافتاً الى أنه بدون توفير الغذاء يصبح الأمن القومي والسلم الاجتماعي لكثير من الدول مهدداً بهزات عنيفة، ودعا لتقييم مشروع أمطار من منظور استراتيجي لمساهمته في تحقيق الأمن الغذائي السوداني، وقال إن الحديث عن الزراعة وإمكانات البلاد لا يأتي بالتمني، بل يتحقّق بتضافُر الجُهُود وخلق البيئة الملائمة والسياسات المُحفِّزة والتفكير خارج الصندوق، وأضاف أنّ احتفالنا بحصاد القمح لهذا الموسم يجئ على خلفية ظروف استثنائية وتحديات كُبرى تمر بها البلاد والعالم أجمع، حيث تلوح مخاطر شح في إمدادات الغذاء وندرة في مدخلات الإنتاج الأساسية من سماد ومواد بترولية، وجزم بأنّ هذه الأزمات سوف تلقي بآثار كارثية على الدول الفقيرة بشكل خاص، وأضاف أنّ الحرب الدائرة في أوكرانيا كشفت بصورة جلية هشاشة سلاسل إمداد الغذاء في العالم، وأردف بدون تأمين استدامة إنتاج الغذاء يصبح الأمن القومي والسلم الاجتماعي لكثير من الدول مهدداً بهزات عنيفة.

ومن جانبه، أكد مدير عام وزارة الزراعة والإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية الشمالية المهندس عماد الدين، تدشين عمليات حصاد القمح بالولاية في مساحة ١٢٥ ألف فدان، معلناً بداية الحصاد من مشروع شركة أمطار التي تُعد أحد المشروعات الاستثمارية، وكشف أن المساحة المزروعة بالولاية تُقدّر بـ٣٦% رغم الصعوبات التي واجهت الشركة في مجال الري، مشيراً الى إدخال أمطار محاصيل جديدة كتركيبة محصولية في الولاية، وأوضح أن المساحة للقمح للعام ٢٠٢١ بلغت ٣ آلاف فدان والعام ٢٠٢٢م ارتفعت الى ٥ آلاف فدان، منوهاً الى التطوُّر في زراعة التقاوي وتوطين عدد من أصناف القمح وإتاحة الفرص للمزارعين لاختيار الصنف المُناسب لزراعتهم، ودعا الى الاستفادة من الدورات التدريبية والخبرات ورفع الوعي وتبني التقانات لتطوير المحصول الاستراتيجي.

ومن ناحيته، أكد والي الولاية الشمالية الباقر أحمد علي أن محصول القمح استراتيجي وتمت زراعته في حوالي ١١٠٠ فدان تقريباً، وبشر بإنتاجية عالية للقمح يكفي احتياجات البلاد، وقال إنّ الولاية تفتح أذرعها لاستقبال الاستثمار الأجنبي والمحلي، وتعهّد بتسهيل كافة الإجراءات للمستثمرين، واردف بأن الولاية سوف تقوم بكل ما من شأنه توسيع الزراعة، مبيناً أن أمطار شريكٌ أصيل للحكومة، وأكد جاهزية حكومته لدعم المشروع، وأعرب عن سعادته بتدشين حصاد القمح في أنحاء الولاية، فَضْلاً عن فتح باب الاستثمار للمستثمرين الأجانب والوطنيين.

وقال ممثل المدير التنفيذي لمحلية الدبة زكريا عيد، إن الولاية زرعت أكثر من ٥ آلاف فدان قمح، مشيراً الى التزام الشركة بالمسؤولية المجتمعية والتوسع في الإنتاجية العام المُقبل.

الدبة – رشا التوم
صحيفة الصيحة

تعليق واحد