رأي ومقالات

أمين حسن: لا تهجروا القرآن

‏حكى أحد أئمة دول الساحل الإفريقي أنه قد تم تعيين إمام حافظ لكتاب الله، عارف باللغة المحلية، متفقه في الدِّين في مسجد قرية صغيرة فاستحسن الجميعُ ذلك.

فكانت العائلات تتنافس على إكرامه في بيوتها وخاصة في شهر رمضان. وبعد فترة جاء دور عائلة صغيرة ، فدعت الإمام للإفطار عندهم. فحضر الإمام بعد أداء صلاة المغرب، استُقبِلوه أحسن استقبال، وأكرِموه أيما إكرام. ثم انصرف الإمام و هو يدعو لهم بالخير.

ولما شرعت المرأة في تنظيف المائدة وإعادة تنظيم صالة الاستقبال، تذكرت أنها كانت قد وضعت مبلغًا ليس بالقليل من المال على المائدة، فلم تجده و بحثت في كل الغرفة فلم تجد له أثرا. ولما عاد زوجها من صلاة التراويح أخبرته زوجته الخبر، وسألته إن كان قد أخذ المال فنفى ذلك. وبعد تفكير تذكرا أنه لم يدخل بيتهم أحدٌ غير الإمام، كما أنَّ لديهم بنت رضيعة لم تغادر مهدها. فتوصلا إلى أنّ المتهم الوحيد هو الإمام. فغضب الرجل غضبًا شديدًا كيف يقوم الإمام بسرقته وهو الذي دعاه إلى بيته و أكرمه في شهر رمضان وهو من يتوجب عليه أن يكون قدوةً للناس!! ورغم غضبه كان الرجل حكيمًا فكتم الأمر في نفسه، واستحى أنْ يواجه الإمام بالإتهام ولكنه في ذات الوقت صار يجتنب الإمام كي لا يسلم عليه، أو يحادثه.

و بعد مرور سنة كاملة وفي رمضان جاء دور نفس العائلة لدعوة الإمام إلى الإفطار مرة أخرى ولكن الرجل تذكَّر حادثة السرقة. فتشاور مع زوجته و كانت امرأة صالحة فشجعته على ذلك قائلة : لعل كان للإمام ظروفًا قاهرةً قد اضطرته إلى ذلك، ولنعف عنه عسى أنْ يعفُ الله عنا في رمضان. فدعا الرجل الإمام إلى الإفطار في منزله فلما أنهيا إفطارهما سأله : ألم تلاحظ أنني قد غيَّرتُ من معاملتي معك منذ رمضان الفائت؟
قال : نعم ولم أتابع الأمر لكثرة انشغالاتي

قال : أريد أن أسألك ولتجبني بصراحة تفضلا ، لقد نسيتْ زوجتي عام أول مبلغًا من المال فوق المائدة وقد اختفى بعد ذهابك، وقد بحثنا عنه دون جدوى. فهل كنت أنت الذي أخذته؟
فقال الإمام : نعم أنا الذي أخذته.!
فبُهتَ صاحب البيت.!!!

ثم استطرد الإمام فقال: لقد لاحظت وجود المبلغ وكانت النافذة مفتوحة فإذا بتيار هوائي بعثر المال فجمعته حتى لا يضيع تحت الأثاث فيصعب عليكم وجوده. ثم أطرق رأسه و بدأ على وجه الحزن الشديد

ثم قال : أتدري لماذا أنا حزين؟ أنا ليس حزينا على اتهامك لي بالسرقة ، و إن كان ذلك الإتهام بالفعل أمرا مؤلمًا.. ولكن حزين لأنه قد مرَّ 365 يومًا لم يقرأ أحدكم شيئًا من القرآن من المصحف، و لو فتحتم المصحف ولو مرة واحدة لوجدتم نقودكم فيه.فأسرع الرجل إلى المصحف وفتحه فوجد المبلغ فيه كاملا فأرتج عليه من الحياء ولم يحر جوابا.

أمين حسن عمر

‫2 تعليقات

  1. ياخ امين هذا الاتجار بالدين اصبحت بضاعتة كاسدة تريدنا ان نقتنع انكم ليسوا بقتلة ولصوص وانكم دعاة للفضيلة ونحنا شاهدنا كيف تقتلون الأبرياء وكيف تنهبون الاموال بالباطل بعيوننا طبعا الكوز لا يستحي هذا معلوم في مجتمعنا الذي رفضكم تماما أنتم نشاذ ولن يسمح لكم هذا الشعب العظيم بالقتل والشرفة التي كنتم ولازلتم تمارسونها ايها المنافقين

  2. والإمام هنا في هذه القصة المؤثرة يمثل (الكيزان) في السودان .
    يتهمهم الناس بالباطل بسرقة المال العام وبالثراء الحرام وهم أبرياء .. تخلوا عن الحكم وهم فقراء تماما كما كانوا من قبل .

    أليس كذلك !؟