بدء عمليات شراء القمح .. أخيراً انتصر المنتجون
إن استياء محافظ مشروع الجزيرة دكتور عمر مرزوق بسبب تأخير حسم عملية شراء إنتاج القمح لهذا الموسم مبرر، فما الذي يمكن أن توفر له وزارة المالية الموارد اللازمة بخلاف هذا المحصول الاستراتيجي، ومنتجوه أيضاً، لكن الآن بعد أن تم التصديق على الموارد المالية لشراء القمح، فحق لمنتجي ومزارعي مشروع الجزيرة أن يحتفلوا بهذا الحصاد، وبإقناع إدارة مشروعهم للحكومة بشراء القمح بعد أن كاد الحصاد يفلت من يدي الحكومة التي يبدو أنها لا تمتلك موارد فعلية لشراء المخزون من المحصول المهم.
“بشرى للمنتجين”
وحمل محافظ مشروع الجزيرة دكتور عمر مرزوق بشرى كبرى للمنتجين بعد أن توصل اجتماع غرفة إنجاح الموسم الزراعي الذي يضم الوزارات والجهات ذات الصلة بتمويل عمليات شراء القمح، وكانت تلك قصة وملحمة حيث سابقت إدارة المشروع الزمن، لأجل الوصول لمواقيت مناسبة يمكن أن تتوصل فيها لنتائج حول حزم الحصاد، وفيها حسب حديث محافظ المشروع عمر مرزوق استقرار انسياب المواد البترولية “الجازولين”، وهو مستقر نسبياً، وشراء جوالات البلاستيك لعبوات المحصول، حيث يشير مرزوق الى أن إدارته قامت بتسليم عدد “10” جوالات لكل فدان من المزارعين، فيما أجتهدت إدارته في عملية سعر التركيز الذي تحقق بواقع “43” ألف جنيه، وبرأيه أنها مجزية للمزارع المنتج، ثم تبقت آخر حزم الحصاد المتمثلة في عمليات شراء المحصول.
“ضخ المبالغ المالية”
وأعلن مرزوق عن بدء شراء محصول القمح للموسم الحالي يوم “الأحد”، فيما لفت الى أن كل الإجراءات المتعلقة بعمليات التمويل اكتملت بما فيها توفير مخازن للبنك الزراعي، وذكر مرزوق في تصريحات صحفية “الجمعة” أن وزارة المالية ستعمل على ضخ المبالغ المالية الكافية لشراء القمح المنتج هذا العام بمشروع الجزيرة، منوهاً الى أن عملية استلام المحصول من المزارعين ستبدأ منذ الأحد وستستمر لمدة (45) يوماً لشراء أكثر من ثلاثة ملايين جوال من المحصول بواقع سعر تركيز يبلغ “43” ألف جنيه، فضلاً عن شراء عدد “50” ألف جوال من التقاوي المحسنة لإدارة المشروع بواقع “49.450” جنيه وشدد محافظ الجزيرة على إدارة البنك الزراعي بمراعاة ظروف شهر رمضان المعظم عبر تسهيل إجراءات استلام المحصول، وسداد قيمته للمزارعين في فترة وجيزة وعبر عملية مبسطة.
“من إنتاج هذا العام”
وفي هذا الموسم سيتمكن مزارعو مشروع الجزيرة من الوقوف على نتائج تجربة المبادرة الفرنسية بالتعاون مع إدارة المشروع، وهو الموسم الأول لها من حيث استخدام التقانات في المساحات التي تم تحديدها في أراضي المشروع، فضلاً عن عمليات تدريب المزارعين، حيث أشار مرزوق الى أن المبادرة الفرنسية يمكنها أن تتحدث عن تحقيق أول موسم إنتاجي وتدريبي لها منذ انطلاقتها في العام الماضي، حيث أشار الى أن تمويل العملية بواقع “500” ألف يورو تقوم بإدارتها الشركات العاملة في التدريب ونقل وتطبيق التقانة، بيد أنه أشار الى أنه من المفترض أن يتسلموا خلال اليومين المقبلين طائرة “درون” من قبل المجموعة الفرنسية
وبالعودة لعمليات شراء محصول القمح فإن محافظ المشروع بشًر المزارعين بالاستعداد لتسليم إنتاجهم بعد نجاح واكتمال عملية الشراء من قبل الحكومة، وامتدح كل الجهات في الدولة وفي مقدمتها وزارة الزراعة والمالية والبنك الزراعي، حيث أشار الى تواصل انعقاد اجتماعات متواصلة خلال الايام الماضية لحسم توفير الموارد المالية لشراء المحصول، مشدداً على أن عملية الشراء ليست سهلة، لكنه أكد على قدرة البنك الزراعي إدارة العملية بكل نجاح ودقة، مشدداً على أن الشراء بمثابة زراعة وتهيئة للموسم المقبل، وأردف: “مزارعوننا ديل من ما توفر ليهم الشيء البسوق ليهم محصولهم أنت ضمنت موسم جديد ناجح”.
مضمون وناجح
وأبدى مزارعو مشروع الجزيرة تفاؤلهم بالبدء في شراء محصول القمح، ورأوا أنه ضمن واستقرار لوجودهم داخل دائرة الإنتاج، وقالوا إن عمليات الشراء لو تعرضت لمضاربات وتمت من قبل التجار فإن المزارع كان سيفقد الكثير من العائد والربح، وربما يخرج بخسائر، لكنهم شددوا على أن الشراء الحكومي مضمون وهو السعر الأعلى في السوق فضلاً عن أن عمليات الشراء والبيع وتداول محصول القطن عند التجار يتم في الغالب بالدين، وهو ما يؤدي لتأخير المنتج في الموسم المقبل، لكن المزارعين أشاروا الى أن فوائد عمليات الشراء الحكومي لا يمكن مقارنتها بالسوق، مبدين تفاؤلهم بأن تتحقق إنتاجية عالية وعوائد ضخمة للمزارعين بأمل موسم جديد ناجح.
صحيفة اليوم التالي