جرائم وحوادث

جريمة بشعة زلزلت مجتمع ولاية سنار .. اغتصاب ومقتل طفلة معاقة عقلياً!!


وحوش بشرية تغتال فرحة العيد لدى الطفلة المعاقة (ريم)

جثمان الطفلة لا يزال في مشرحة بشائر بالخرطوم رغم مضي (19) يوماً على تشريحها!

خرجت من المنزل بقرية (14) قرب مدينة سنجة صباح عيد الفطر، فعثر عليها أهلها ملقاة في الخلاء اليوم التالي في حالة يرثى لها.

“أمي: موية .. موية” آخر مانطقت به (ريم) قبيل وفاتها بمستشفى سنجة

(رضينا) والدة (ريم): ابنتي كانت تعيش في رعب وخوف قبل وفاتها!

(ريماز): شقيقتي (ريم) مشلولة فكيف وصلت للقنطرة البعيدة من القرية بمفردها؟!

(الطيب) عم الطفلة: (ريم) تعرضت للاغتصاب وإليكم الدليل!

**جريمة بشعة هزت الضمير الإنساني وزلزلت مجتمع سنجة عاصمة ولاية سنار .. وحوش بشرية كاسرة استغلوا الإعاقة العقلية والحركية التي تعاني منها طفلة صغيرة فاستدرجوها بركشة وانطلقوا بها خارج قريتها بمنطقة نائية وقاموا بانتهاك طفولتها ..اغتصبوها من دون رحمة وتركوها وحيدة ملقاة على الأرض الخلوية فاقدة للوعي غير قادرة على الحركة ولا الاستغاثة .. فالطفلة معاقة عقلياً لا تتكلم ولذلك لم تصرخ أثناء ارتكابهم لفعلتهم النكراء .. ونهاية الحادثة كانت مأساوية ماتت الطفلة من هول ما أصابها .. (الحراك) التقت والدة وشقيقة وعم الطفلة لتكشف من خلال هذا التحقيق التفاصيل المأساوية لهذه الجريمة البشعة**.

أين ريم؟
صباح عيد الفطر المبارك كانت قرية (14) الواقعة على مشارف مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من الجهة الغربية، تستقبل بسعادة العيد السعيد، الكل ارتدى أبهى ما لديه من ملابس احتفاءً بهذه المناسبة الدينية، بينما الأطفال بنين وبنات ملابسهم الجديدة وخرجوا جميعهم لأداء صلاة العيد في ساحة القرية.. وبعد انقضاء الصلاة أخذوا يباركون العيد للجيران والأهل.. وكانت أسعدهم بالعيد وأكثرهم بهجة وسروراً الطفلة (ريم) البالغة من العمر (16) عاماً..(ريم) متخلفة عقلياً وحركياً، فهي مشلولة، لا تتكلم ولذلك لم تلتحق بالمدرسة أسوة بقريناتها بنات القرية الأخريات.. بعد انقضاء الصلاة عادت للمنزل مع أخيها الأصغر منها مباشرة (محمد)، وعمره (14) عاماً.. احتضنتها والدتها في حنان بالغ مباركة لها العيد السعيد وأعطتها قطعاً من الحلوى وبسكويت العيد.. وبعد أن تناولت إفطارها مع أسرتها خرجت حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً من المنزل لتلعب مع أطفال الجيران في الشارع، فهي دائماً تلهو مع صغار الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الأربع أو الخمس سنوات، قد يكون ذلك لإعاقتها العقلية فهي لا تحبذ اللهو والجلوس مع البنات والأولاد في عمرها، بل تجد نفسها مع الأطفال الأصغر منها عمراً.

لم تعد (ريم) للمنزل حتى الظهر، فخرجت والدتها للبحث عنها عند الجيران وشوارع القرية برفقة ابنتها الكبرى (ريماز)، (18) عاماً، لكنها لم تعثر عليها فإنتابها القلق والانزعاج.. وسألت أطفال الجيران عنها فأكدوا أنها كانت تلهو مع بعض الأطفال الصغار من الجنسين بعدها غادرت معتقدين أنها توجهت للمنزل.. وحل المساء ولم تعد (ريم) رغم أن كل أسرتها رجالاً ونساءً خرجوا عن بكرة أبيهم للبحث والسؤال عنها دون أن يجدوا لها أثراً.. لم يغمض جفن أحد من أفراد أسرتها خاصة والدتها التي ظلت تصلي وتدعو الله أن يعيد لها طفلتها سالمة.. وصباح ثاني أيام العيد خرجت والدتها مع بقية الأسرة للبحث عنها مرة أخرى داخل وخارج القرية، لكن كانت هناك مفاجأة غير سارة في انتظارهم.

المأساة الموجعة
هنا ندع الحديث لوالدتها، (رضينا عبدالله محمد)، فحكت لـ(الحراك) بقية تفاصيل هذه المأساة الموجعة:”حوالي الثالثة عصراً ثاني أيام عيد الفطر أخبرني بعض سكان قريتنا (14) العثور على ابنتي (ريم) في القنطرة الواقعة بين قريتي ود الجزولي والمسعودية، فاستقليت ركشة وانطلقت صوب المكان لكن الركشة قطعت بنزين فلم أصل إلى هناك إلا بعد فترة.. بعدها وصلت للقنطرة فوجدتها ترقد على الأرض بلا حراك شبه فاقدة للوعي، ورقبتها متورمة وناشفة، وعيناها حمراوتان، وكانت مرتدية ملابسها، كاملة عدا طرحتها التي كانت ترديها صباح العيد فلم نعثر عليها معها..وكان جسمها وملابسها مخلوطة بالتراب.. وعندما رأتني قالت بصوت ضعيف:”أمي أمي .. موية موية”، فهي لا تتكلم ولا تنطق سوى هاتين الكلمتين، إضافة لكلمة (أبوي) عندما تشاهد والدها.. بعدها نقلناها بعربة لمستشفى سنجة فأسعفوها فوراً بدرب وقال الطبيب إنه بعد انتهاء الدرب سوف يحولها للكشف لمعرفة إذا تعرضت لعملية إغتصاب..لكنني أؤكد أنها تم اغتصابها وإلا لماذا اختطفوها ثم تركوها بعد ذلك في الخلاء وحيدة؟!! .. لاحظت أنها في المستشفى وأثناء تلقيها المحلول الوريدي وكانت ترتدي فستان العيد بكم طويل، قامت بإنزال كم الفستان وأخذت تؤشر لي بيدها اليمنى بخوف وذعر قائلة:”لا .. لا”.. وشعرت أنها كانت تريد إخباري بشئ ما لكن المسكينة لا تستطيع الكلام.. بعدها مباشرة غطت وجهها بالثوب وكأنها كانت تحاول الاختفاء من شئ يرعبها!..بعدها أنزلت الثوب وكشفت وجهها ثم نطقت بآخر كلمتين لها قائلة: “موية .. موية”، ثم أسلمت الروح بعد نصف ساعة من دخولها مستشفى سنجة، وكان الدرب ـ المحلول الوريدي ـ في الربع الأخير!!.. وبعد تسليمها الروح رفض الطبيب الفحص عليها لكشف حالة الاغتصاب وقال إنه إذا تم اغتصابها فسوف يظهره التشريح، وقامت المستشفى بإجراءات تحويلها لمستشفى بشائر لتشريحها ومعرفة سبب وفاتها.. رغم أننا عندما عثرنا عليها كانت ملقاة على الأرض وجسمها وشعرها مغطى بالتراب، وكانت في حالة ضعف وإنهاك.. وبعض أطفال القرية قالوا إنهم رأوها في ركشة يطلقون عليها هنا:(دقو ورا)، وهي ركشة ركاب عادية، ومعها ثلاثة أشخاص، اثنان كانا معها في المقعد الخلفي وهي جالسة وسطهم، وثالثهم سائق الركشة!.

مسرح الجريمة
(ريماز)، (18) عاماً، من أوائل سكان القرية الذين وصلوا لمسرح الجريمة، حكت لي كيف كانت حالة شقيقتها عند العثور عليها في الخلاء:

“شقيقتي (ريم)، رحمها الله، معاقة عقلياً ولا تستطيع الكلام ولا تنطق سوى ثلاث كلمات: (أمي ـ أبوي ـ عايزة موية)، وكانت شبه مشلولة لكنها كانت (تكوس) ـ تقصد تتحرك ـ ولذلك أستبعد أنها توجهت للموقع الذي عثرنا عليها فيه بمفردها، وهي (قنطرة المسعودية) البعيدة عن قريتنا (14)، فلا تستطيع المشي كل هذه المسافة إلا بركشة أو عربة، خاصة مع وجود ترعة لا تستطيع تسلقها بمفردها إلا بمساعدة شخص أو أشخاص بسبب الشلل الذي كانت تعاني منه .. عندما عثرنا عليها هناك شاهدتها راقدة في الخلا قرب الترعة، ولم نعثر على آثار دماء على ملابسها أو جسدها، وكانت ترتدي ملابسها عدا طرحتها والتي كانت ترتديها عند خروجها من منزلنا أول أيام عيد الفطر.. نقلناها لمستشفى سنجة شبه فاقدة للوعي، كانت في غاية الإعياء والإرهاق.. الطبيب في طوارئ المستشفى أسعفها بمحلول وريدي ويبدو أنها فقدت سوائل لأنها كانت تلح على أمي بتقديم الماء لها قبل وفاتها..وقال لنا إنه سيحولها لطبيب آخر ليكشف عليها ولكن بعد انتهاء الدرب، لكنها توفيت بينما الدرب تبقى منه الربع فقط.. رحمها الله، فلو كانت تستطيع الكلام لأخبرتنا بالأشخاص الذين اختطفوها ثم اغتصبوها.. وأؤكد أن شقيقتي تعرضت للاغتصاب من مختطفيها فحالتها والرعب الذي لاحظناه على وجهها، وجسمها وملابسها وشعرها المغطى بالتراب مؤشر واضح أنها تعرضت للاغتصاب.. رحمها الله رحمة واسعة”.

(الطيب ناصر)، عم الطفلة المرحومة (ريم)، كان بقرية (14) القريبة من مدينة سنجة يقضي عطلة عيد الفطر مع شقيقه (إبراهيم)، والذي كان وقتها في العمل بمنطقة (كرش الفيل)، وهو مساعد في قوات الشعب المسلحة ولذلك لم يكن حاضراً لما لحق بابنته التي يحبها كثيراً بسبب إعاقتها..حكى (الطيب ناصر) عم الطفلة لـ(الحراك) تفاصيل ما حدث لابنة شقيقه، وعندما اتصلت عليه هاتفياً كان قد وصل لمدينة القضارف للتو عائداً من قرية (14) قرب مدينة سنجة، فهو من سكان القضارف، قال لي:

“(ريم إبراهيم ناصر نعيم)، ابنة شقيقي (إبراهيم)، متخلفة عقلياً، حركتها (تعبانة) لإصابتها بالشلل الجزئي، لا تتكلم فقط تنطق بكلمتي: (أمي .. أبوي).. خرجت من المنزل أول أيام العيد حوالي العاشرة صباحاً لتلعب في الخارج، بحثنا عنها حتى المساء ولم نعثر عليها، وحوالي العاشرة صباحاً ثاني أيام العيد علمنا بالعثور عليها في الخلاء في القنطرة فتوجهنا إلى هناك، وكانت عطشانة، فحملناها لمستشفى سنجة برفقة والدتها (رضينا) وشخص آخر من أقربائنا يدعى (أحمد محمد بركة)، وهو (مساعد) عسكري جيش بسنجة، كان لحظة الحادث يعمل بمنطقة (كرش الفيل) شرق مدينة سنجة.. وتم إسعافها في الطوارئ بمحلول وريدي وكان يفترض أن تحول بعد انتهاء الدرب للكشف عليها بواسطة الطبيب المختص لكنها توفيت قبل اكتمال الدرب، فرفض الطبيب الكشف عليها وطلب منا نقل جثتها لتشريحها بمشرحة بشائر بالخرطوم حتى تعرف سبب وفاتها، ولرفع البصمات وفحص ما إذا كانت عليها آثار لحيوانات منوية لمعرفة هل تعرضت لعملية اغتصاب أم لا، لكنني أجزم أنها تعرضت لذلك وإلا لماذا خدعها بعض الأشخاص، بل صراحة قاموا باختطافها مستغلين أنها معاقة لا تعرف ما سيحدث لها، خاصة أنها لا تستطيع الكلام ولا الصراخ حتى تستغيث.. وفعلاً تم نقل جثمانها للخرطوم بالإسعاف برفقة قريبها (أحمد محمد بركة).. وهناك كما علمت تم أخذ البينات ـ البصمات والحيوانات المنوية ـ لكن ورغم مضي حوالي (19) يوماً من الحادث لم نستلم نتيجة التشريح من مشرحة بشائر حيث علمنا أنه تم تسليمه مع العينات للأدلة الجنائية بالخرطوم ومعه خطاب وكيل نيابة سنجة..رغم أن طبيب مستشفى سنجة أشار لاحتمال تعرضها للاغتصاب..وهناك شهود عيان ذكروا لنا أنهم شاهدوا (ريم) داخل ركشة مع ثلاثة أشخاص منهم سائق الركشة متوجهين خارج قرية (14)، وقامت الشرطة بإلقاء القبض على اثنين من المتهمين وهما الآن بحراسة قسم شرطة سنجة تحت التحري والإجراءات، وكما علمت لن يطلق سراحهما إلا بعد وصول نتيجة التشريح والعينات من الأدلة الجنائية بالخرطوم”.

المحرر
ما تعرضت له الطفلة المعاقة عقلياً وحركياً (ريم)، أكبر من أن تتحمله طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها (16) عاماً، فإذا تعرضت للاغتصاب أم لا، فإن من قام باصطحابها في الركشة لم يريدوا الترويح عنها بأخذها في (فسحة) في الخلاء، بل تسببوا في مقتلها بصورة أو بأخرى، فأهلها عندما عثروا عليها ملقاة في الخلاء كانت عطشى، ويبدو أنها ظلت لأكثر من (24) ساعة ولم تشرب الماء، لكن عطش يوم أو حتى يومين لا يتسبب في موت الإنسان، حسب الأطباء، فما سبب وفاتها إذن؟.. هذا ماستكشف عنه نتيجة التشريح والعينات، (البصمات + الحيوانات المنوية)..لها الرحمة، وليصبر الله والدتها المكلومة (رضينا)، ووالدها المفجوع (إبراهيم)، وشقيقتها الكبرى المصدومة (ريماز)، وشقيقها الصغير الحزين (محمد).. رحمها الله رحمة واسعة.. والعزاء لهم جميعاً من صحيفة (الحراك) نشير أن المعلومات المتعلقة بهذه الجريمة تحصلت عليها بعيد وقوعها مباشرة منذ عطلة عيد الفطر، إلا أننا ارتأينا عدم نشرها في ذلك الوقت لإتاحة الفرصة للتحريات الأمنية.

سنجة- تحقيق ـ التاج عثمان
صحيفة الحراك السياسي