الفتاة الخارقة تثير جدلاً في السودان والشرطة تتدخل
بين عشية وضحاها، جذبت قرية صغيرة بشمال السودان أنظار الناس بعد انتشار مقطع فيديو لفتاة صغيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تيك توك”، تزعم فيه قدرتها على شفاء المرضى برش الماء عليهم.
فمنذ شهر تقريباً يتناقل الناس الحكاية على أن لتلك الفتاة قوة خارقة، جاءتها بعد أن رأت في منامها رجلاً ملتحياً يرتدي ثياباً بيضاء، يطلب منها علاج المرضى بالماء.
وبالفعل، قلب المقطع الساذج حياة القرية الصغيرة رأسا على عقب، حيث هرول إليها الآلاف من المرضى وذويهم من كل مكان، واكتظت البلدة البسيطة بالبشر والعربات، وفقا للعربية نت.
إلى أن تدخّلت الشرطة المحلية وفتحت تحقيقاً مع الفتاة وأسرتها وأناس ممن زعموا العلاج عندها، والذين أكدوا ألا تحسّن يذكر قد طرق على حالاتهم بعد علاج الطفلة.
ولم تكن هذه الحالة الأولى من نوعها، فهناك رجل كان ادعى علاج المرضى بالكي بالنار بقرية الكريمت، بولاية الجزيرة وسط السودان.
فازدحم الناس بكثرة على بابه إلا أنهم عادوا بحالة أسوأ، خاصة مرضى السكري منهم الذين تعمقت جراحهم جراء الكي بالنار.
وهناك أيضاً قصص أخرى، كرجل زعم قدرته على شفاء المرضى والمكروبين بعضة من أسنانه.
ولا يقتصر ضحايا هؤلاء الأشخاص على البسطاء، فكثيرا ما وقع ضحايا أكاذيبهم ساسة ورجال أعمال داخل البلاد وخارجها.
في حين يذهب بعض اختصاصيي علم النفس إلى أن مثل هذه الظواهر تعود لأن الإنسان دائم البحث عن الغيبيات والخوارق لأنها جزء من تكوينه النفسي.
وذكروا أن ما يجري دليل على إحباط ويأس المرضى بالحصول على العلاج بالطرق السليمة بالمؤسسات الصحية المتهالكة وندرة الأدوية أو غلاء ثمنها في البلاد فلا يجدون حرجا من اللجوء إلى الاستشفاء بتلك الطريقة.
كما أوضحت الدكتورة أسماء جمعة اختصاصية علم الاجتماع أن هناك ارتباطا بين تلك الظواهر والجهل، وقلة الوعي، لاسيما بالمجتمعات الفقيرة التي تغيب فيها الدولة.
بدوره، أوضح الفريق عابدين الطاهر مدير شرطة المباحث والتحقيقات الجنائية الأسبق، أن هناك في المجتمع أناسا ما زالوا يفضّلون هذه الطرق الغريبة ويصدقونها.
وأوضح أن هذه الفئة ما زالت تقدس الغيبيات بلا تروٍ ويغلب عليها البحث عن حلول غير واقعية بسبب الفهم الخاطئ الذي يجعلهم يصدقون الخرافات.
يشار إلى أن كثيرا ما يصدق مروجو الخرافات أنفسهم الظاهرة، رغم يقينهم بأنهم من افتعلوها.
إلا أنهم يعملون على إقناع أنفسهم بهدف جذب أكبر قدر ممكن من الناس حولهم رغم ضعف روايتهم وعدم منطقيتها وعقلانيتها
صحيفة البيان