رياضية

رونالدو ومبابي ومحرز.. كيف أصبحت مراكش وجهة النجوم؟

اختار مجموعة من نجوم كرة القدم العالمية، مدينة مراكش المغربية، كوجهة لقضاء جزء من عطلتهم السنوية، وكمحطة للراحة والاسترخاء قبل استئناف تدريباتهم استعدادا للموسم الكروي المقبل والحافل بالمنافسات.

وقد توافد على المدينة “الحمراء” خلال الفترة الاخيرة نجوم كرة القدم مغاربة ودوليين من أشهر الأندية وأقوى الدوريات وخاصة الأوروبية.

وقد خطف الأضواء هذه السنة كل من كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي وزميله في الفريق الدولي المغربي أشرف حكيمي، ورياض محرز نجم تشيلسي الإنجليزي ومحاربي الصحراء (المنتخب الجزائري)، وإدواردو كامافينغا، متوسط ميدان نادي ريال مدريد الإسباني، وغيرهم من نجوم الكرة العالمية.

واشتهرت المدينة التي تعد عاصمة للسياحة بالمملكة، باستقبال أبرز المشاهير في مجالات السياسة والفن والرياضة في العالم، وبكونها أصبحت من الوجهات المفضلة لديهم من أجل قضاء إجازاتهم وعطلهم الموسمية أو الاحتفال بمناسباتهم الخاصة.

وقد شهدت المدينة التي تحمل أكثر من لقب من قبيل المدينة الحمراء وعاصمة النخيل أو مدينة البهجة، طيلة السنتين الماضيين نوعا من الركود، بسبب تأثر نشاط القطاع السياحي الذي يشكل أحد أعمدت اقتصادها، بتداعيات فيروس كورونا.

وجهة مشاهير العالم

ويرى عدد من العاملين في القطاع السياحي بالمغرب، بأن اختيار نجوم الكرة العالميين لمراكش من أجل قضاء العطلة الصيفية، والذين يتابعهم الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبر عامل ترويج سياحي لوجهة المملكة عموما وللمدينة الحمراء بشكل خاص، ومحفزا لجذب مزيد من السياح من مختلف بقاع العالم.

يقول فوزي الزمراني، الفاعل السياحي في مدينة مراكش، إن توافد نجوم كرة القدم على عاصمة النخيل لا يعد ظاهرة جديدة، وبأن العديد من الأسماء دأبت على زيارة المدينة سنويا، معتبرا أن مهرجان “مراكش للضحك” قد ساهم في الدفع بالعديد من نجوم كرة القدم ومشاهير عالميين لحضور عروضه وزيارة مراكش بدعوة من الكوميدي المغربي- الفرنسي جمال الدبوز.

ويضيف الزمراني في تصريح لـسكاي نيوز عربية، أن مراكش استطاعت وبفضل سحرها أن تفرض نفسها بقوة كوجهة سياحية عالمية، يقصدها نجوم دوليين وعدد متزايد من السياح، جزء منهم قرر الاستقرار بها بشكل نهائي.

ويستطرد المتحدث، بأن مراكش التي تعتبر الواجهة السياحية للمملكة بامتياز، تتفرد بطابع خاص يميزها عن باقي الوجهات العالمية الأخرى مما يجعلها قبلة للسياحة لأبرز نجوم كرة القدم.

ولفت الفاعل السياحي، إلى أنه وبمجرد إعلان المغرب فتح حدوده بعد حوالي سنتين من الإغلاق جراء تفشي فيروس كورونا، بدأ تدفق السياح على المدينة بشكل مكثف، وواكبه توافد من لدن نجوم الكرة المستديرة الباحثين عن الاستمتاع بجوها الفريد.

يجيب
الترويج لوجهة مراكش

وتتعدد العوامل التي تدفع نجوم كرة القدم العالمية لزيارة عاصمة “النخيل”، ومن أبرزها حسب مهني قطاع السياحة، طقسها المعتدل واحتضانها لمنشآت فندقية بمواصفات عالمية، وكذلك طابع معمارها الأندلسي المغربي التقليدي، إلى جانب استقبال المشاهير من أصول مغربية للنجوم العالميين بحكم علاقات الصداقة التي تجمع بينهم.

وتضم المدينة مجموعة من الأماكن السياحية الشهيرة على المستوى العالمي والتي يقصدها الزوار من مختلف دول العالم، من أبرزها ساحة جامع الفنا وحدائق مجاوريل ومسجد الكتبية وقصر البديع وغيرها.

يقول عبد الحق بلخدير، رئيس جمعية تجار وحرفي السوق الجديد بساحة جامع الفنا، أن توافد نجوم الكرة سواء المغاربة المحترفين بالخارج أو من جنسيات اخرى على مدينة مراكش يعد بمثابة ترويج هام للسياحة بالمملكة.

ويؤكد بلخدير في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية على أن العديد من نجوم الكرة المتواجدين حاليا بمدينة مراكش تم التعرف عليهم من قبل المواطنين، وهم يجولون في ساحة “جامع الفنا” والأسواق المحيطة بها.

ويلفت المتحدث، إلى أن نجاح مراكش في جذب السياح يعود بالأساس إلى توفرها على مؤهلات هائلة، مبرزا أن المدينة ما فتئت تشهد تطورا ملفتا، خصوصا خلال العشر سنوات الأخيرة وبالتزامن مع إطلاق رؤية 2020 لبلوغ 20 مليون سائح، وقد اكتسبت المدينة بفضل بنياتها الفندقية ومنتجعاتها وأسواق المدينة العتيقة، شهرة عالمية عززها شهرة المطبخ المغربي والرغبة في تذوق أطباقه ذائعة الصيت على المستوى العالمي.

ويشدد بلخدير، على أنه من بين الأسباب التي تدفع المشاهير على زيارة مراكش بشكل متكرر، حسن الاستقبال والضيافة والبساطة في التعامل وانفتاح المغاربة على مختلف الثقافات.

رونالدو يستثمر في المدينة الحمراء

وإلى جانب زيارة المشاهير لمراكش بغرض السياحة والاستمتاع بأجوائها الساحرة، فإن بعض الشخصيات من عالم السياسة والفن والثقافة والرياضة، قررت الاستثمار بها وعلى رأسهم نجم كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور لنجم مانشستر يونايتد، خلال زياراته المتكررة لمراكش سواء مع أفراد عائلته أو مع أصدقائه، حيث تجمعه علاقات صداقة مع عدد من مشاهير المغرب من أبرزهم بدر هاري، البطل المغربي في رياضة “الكيك بوكسينغ”، والمغربي أنس أوزيفي، وكيل أعمال عدد من الرياضيين.

وقد قاد عشق النجم البرتغالي للمدينة “الحمراء”، إلى اختيارها لافتتاح الفندق الأول من نوعه في القارة الإفريقية والخامس ضمن سلسلة الفنادق الفاخرة التي يملكها في عدد من مدن العالم.

وعن اختياره مراكش قال رونالدو في كلمة على الموقع الرسمي للمجموعة: “مراكش كانت المدينة الخامسة، ولكن بعيدا عن الأرقام فهناك ارتباط بيني وبين المغرب وأنا متحمس إليها كثيرا، أشعر هناك بالترحيب”.

سكاي نيوز