سياسية

عمدة الفشقة : الإثيوبيون يعتدون على (260) ألف فدان وشرعوا في التحضير للزراعة

شكا مزارعو الفشقة الصغرى من اعتداءات الجيش الإثيوبي عليهم، والقيام بمناوشات تتزامن مع بداية كل موسم زراعي جديد لمنعهم عن الزراعة.
وتبدأ حدود منطقة الفشقة الصغرى من شمال جبل أبو طيور بولاية القضارف وحتى القلابات جنوباً.
وقالوا لـ(السوداني) إنهم يعتمدون أكثر على القوات النظامية في تأمين المواسم السابقة والموسم الجديد.
وقال عمدة منطقة الفشقة الصغرى، أحمد النورعامر، لـ(السوداني)، إن الاعتداء الإثيوبي على المزارعين بالمنطقة لن يحسم إلا بحدوث مواجهة عسكرية، لافتاً لمخاطبتهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بشأن تخصيص حراسة أمنية ومعسكرات للجيش بالفشقة الصغرى أسوة بالكبرى التي استتب الأمن فيها بسبب الوجود العسكري لحمايتها.

وأشار العمدة عامر لشروع المزارعين الإثيوبيين في تنظيف الأراضي السودانية وتحضيرها للزراعة في مساحة تتجاوزالـ(260) ألف فدان تؤول ملكيتها لكبار وصغار المزارعين السودانيين، دون التمكن من صدهم والاقتراب منهم.
ولوح بهجر المزارعين لمهنة الزراعة ما لم يتم الوصول لحل جذري للمشاكل الأمنية بالمنطقة.
وشرح المزارع بالفشقة الكبرى، معاوية عثمان ، لـ(السوداني) أهداف الاعتداءات الإثيوبية المتكررة على المزارعين السودانيين لمنعهم عن الزراعة في الأراضي الزراعية السودانية التي كانوا يحتلونها لأكثر من (25) عاماً، ويقومون بالزراعة فيها طيلة هذه الفترة دون وجه حق.

وقال إن من ينشطون في هذه الاعتداءات ليسوا (شفتة ولا حرامية) وإنما جيش منظم تمكن من قتل (7) أفراد نظاميين من بينهم مزارع واحد.
وأوضح عثمان أن الموسم الزراعي الجديد في خطر بسبب هذه الاعتداءات الإثيوبية، وعدم وجود التمويل الكافي، وانعدام السيولة لدى غالب المزارعين الذين عانوا في الموسم السابق من مشاكل تدني أسعار المحاصيل، والزيادة المضطردة في مدخلات الإنتاج، ومنع المنظمات خاصة (الفاو) من شراء المحاصيل من الأسواق وتوقف صادر الذرة.
وشكا المزارع بالفشقة الصغرى، عبداللطيف يوسف، لـ(السوداني) من عدم قدرة المزارعين السودانيين على زراعة أراضيهم التي تصل لقرابة الـ(50) ألف فدان بمناطق باسندة والفزرة وجزيرة الدود وكريمة على الحدود مع إثيوبيا، وتركها بوراً تخوفاً من هجمات الإثيوبيين وقتلهم.

وقال إن المزارعين يعانون من العجزعن الزراعة بأمان إلا بحماية الجيش السوداني الذي يتولى مهام تأمين المواسم الزراعية السابقة على أكمل وجه، لافتاً لاستهداف زراعة (3) ملايين من الأفدنة بالمنطقة جنوبي القضارف بما فيها الفشقة بمحاصيل القطن، زهرة الشمس، السمسم، الذرة الثقيلة والذرة ود أحمد، من إجمالي المساحات المستهدف زراعتها بولاية القضارف والبالغة (7,5) ملايين فدان .
وتتميز أراضي “الفشقة” السودانية، البالغ مساحتها (251) كيلومتر مربع بخصوبتها الزراعية التي تتجاوز الـ 6 ملايين فدان صالحة للزراعة، وهي مقسمة إلى ثلاث مناطق: “الفشقة الكبرى”، “الفشقة الصغرى” و”المنطقة الجنوبية.
ويتهم السودان، الجيش الإثيوبي بدعم ما يصفه بـ”الميليشيات الإثيوبية”، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إنها “جماعات خارجة عن القانون”.
وقال المحلل الزراعي، علي ميرغني، لـ(السوداني)، إن طبوغرافية أرض الفشقة تجعل الوصول إليها من السودان صعباً للغاية في فصل الخريف، ويتطلب عبور نهر باسلام أحد فروع نهر عطبرة (تكزي) الذي ينبع من مرتفعات إقليم التقراي.

والجيش السودان نجح في وضع قدمه على جزء من الفشقة الكبرى شرقي النهر، وحوالي (١٠) كيلومترات شرق النهر في الفشقة الصغرى؛ ولأن الصراع ينحصر في زراعة هذه الأراضي، نجد أن التوتر والعمليات العسكرية تكون في فترتين.. شهور مايو يونيو ويوليو، وهي فترة الزراعة، ثم تهدأ في شهر أغسطس لتعود مرة ثانية للانفجار ابتداءً من سبتمبر مع بداية الحصاد.
وقال ميرغني إن التفلتات تحدث عادة من مليشيا إثيوبية تسمى (الشفتة) وهم عصابات مسلحة تعمل لحساب بعض رجال الأعمال الإثيوبيين الذين يعملون في الزراعة بمنطقة الفشقة، وقال إن القيادات السودانية المحلية بالفشقة تتهم الجيش الإثيوبي بمساندة هذه القوات بالمدفعية من داخل الأراضي الإثيوبية، وأيضاً باللوجستيات من ذخائر وغيرها من لوازم القتال.

الخرطوم: هالة حمزة
صحيفة السوداني