اقتصاد وأعمال

مشروع الهواد للتنمية المتكاملة حلم طال انتظاره ثمانين عاماً في السودان

أقيم لقاء تنويري جامع بقرية “جبل أم علي” بمحلية شندي حول مشروع الهواد للتنمية المتكاملة، خاطبه محافظ المشروع الدكتور محمد عطا المنان، وذلك في سلسلة لقاءات تنويرية ابتدرها المحافظ للالتقاء بملّاك أراضي المشروع لتبشيرهم بالمشروع وتمليكهم المعلومات وإشراكهم في شئوونه.

وقال المحافظ إن مشروع الهواد حلم طال انتظاره أكثر من ثمانين عاماً، وسرد مراحل تطور فكرة مشروع الهواد منذ الاستعمار البريطاني. وقال إن السير هارولد ماكمايكل أورد في مذكراته أن ميزانية الحكومة لعام 1938 تضمنت مشروعاً لاستغلال سهول الهواد .

وأوضح المحافظ أن مشروع الهواد يغطّي 2.4 مليون فدان في مرحلته الأولى بولاية نهر النيل، ومن المخطط أن يتوسع إلى 5 مليون فدان ليخترق ولايات الخرطوم، كسلا، الجزيرة، القضارف. وباحتساب تلك المساحة وحقول ضفاف النيل والمشاريع القومية القائمة، فإن المساحة التراكمية لتلك الرقعة الزراعية التي تعتبر صرّة السودان بامتياز تبلغ 12 مليون فدان في 5 ولايات وتساوي تحديداً مساحة الرقعة الزراعية لكاليفورنيا-الولاية رقم واحد اقتصادياً داخل أميريكا وخامس أقوى اقتصاد على مستوى العالم.

وشرح المحافظ شروط المشروع وأهدافه لتحقيق التحوّل في تلك المساحة وأجملها في معالجةالمحدّدات التقليدية بتطوير البنى التحتية والخدمات، لا سيما في نظم الري، تطوير نظام حيازة الأرض وذلك بتقنين أراضي الحقوق التاريخية (600 ألف فدان في المرحلة الأولى)، ثم توزيع حيازات منفعة على الذين لا يملكون أراضي، تطبيقاً لمبدأ التوزيع العادل للثروة والمنافع. تعطي إدارة المشروع أولوية قصوى لهذه الاجراءات التي تحول دون النزاعات والتعدّيات والتغوّل، وتعالج إشكالات التداخل في أنشطة استخدامات الأرض منعاً للنزاعات بين الرعاة والمزارعين. أيضاً تضع إدارة المشروع الضوابط التي تنظم عمليات استخدام الأرض وفق برنامج إرشادي يستهدي به المزارعون ويصب في مصلحتهم .

وأضاف المحافظ ان من شروط المشروع كذلك تطوير هيكل لترشيد تكلفة الإنتاج وكفاءته ورفع الإنتاجية وإنشاء المحميات الرعوية والمزارع الرعوية على نمط الغرب الأمريكي ومحطات الماشية الأسترالية، وتطوير المسوّرات والمراعي الطبيعية ،تطوير نمط اقتصاد الإعاشة التقليدي للارتقاء بحياة صغار مزارعي الريف والمنتجين وضمان شموليتهم في الخدمات الممركزة تحقيقاً للعدالة وتكافؤ الفرص، وقيام مؤسسات تعاونية تجميعية تدير شراكاتهم الاستثمارية وتطوّر قدراتهم والمشروعات المملوكة لهم ووضع أسس لعلاقات إنتاج تحفظ حقوق ملكية الأرض وتمكين المزارعين من تحقيق أسعار بوابة المزرعة المجزية، وقيام أسواق المزارع اضافة الى تعظيم دور القطاع الخاص في تطوير الإنتاج الزراعي وصناعة الغذاء.
استعرض المحافظ مفاوضات إدارة المشروع مع مؤسسات عالمية لتقديم عون فني لقيام سوق وبورصة للسلع الغذائية داخل المشروع بمواصفات عالمية تربط المزارعين المنتجين مباشرة بسلاسل التوريد الإقليمية والعالمية وتطبّق المعايير الدولية في الإنتاج والإدارة والتصنيع والمعالجة والتخزين والفرز والتصنيف والتعبئة والتسويق والنقل مشيرا الى ان هذه السوق ستعزز فرص السودان كسلّة غذاء عالمية تستندعلى ميزة تنافسية، وتجذب الشركات العالمية لتوزيع الصادرات الزراعية والبستانية والحيوانية، وتُضحي مركز إمداد طوال العام من خلال العقود المباشرة والعقود الآجلة.

وأكد المحافظ أن قيام هذه السوق سوف يساعد على اندماج صغار المزارعين والمنتجين، في الهواد وعلى الشريط النيلي، في سلاسل القيمة الزراعية المعولمة.
من ناحية أخرى، أكّد المحافظ أن المشروع سوف يسعى لتيسير حصول المزارعين على التمويل بتطوير آلية لقيام مؤسسة إئتمانية للإقراض خاصة بالمشروع، فضلاً عن تطوير التأمين والمدخلات والأسواق من خلال تعاقدات التوريد بأسعار مجزية وفق ضوابط الجودة المطلوبة.
أيضاً أشار المحافظ إلى مذكرة تفاهم وقّعت مع جامعة كاليفورنيا لتطوير النظم الزراعية للمشروع، وأخرى وقّعت مع مؤسسة كداستا في واشنطون لتقديم العون الفني لبرنامج تقنين أراضي أصحاب الحقوق. وقال إن مجلس الإدارة وجّه بتوفير الدعم لتنفيذ هذين البرنامجين.

وأوضح المحافظ أن الخطط تشمل خلق وظائف للشباب من الجنسين وتخصيص أراضي لهم وتوفير فرص التدريب في الحقول وفي سلاسل القيمة، وبرامج التبادل مع منظمات شباب الزراعيين والمربّين في العالم لإحداث تحوّل للصورة النمطية للمزارع التقليدي.
في ختام حديثه التنويري، قدّم المحافظ شرحاً لإجراءات ومطلوبات برنامج تقنين أراضي الملّاك، وعقب الإجابة على أسئلة واستفسارات الحضور .

انتهي اللقاء بتأكيد أهالي “جبل أم علي”مساندتهم لإدارة المشروع واطمئنانهم إلى حفظها لحقوقهم وتطويرها، وأعربوا عن دعمهم لمحافظ المشروع في ما يقوم به، مؤكدين أنهم يبنون آمالاً عراض على مشروع الهواد لإحداث تحول جذري في حياتهم ولتحقيق طفرة تنموية ليس في مناطقهم فحسب بل على المستوى القومي.

جبل أم علي 24-7-2022 (سونا)