الأخبار

سد النهضة.. مصر غير قلقة من التفاهمات السودانية الإثيوبية


التزمت القاهرة الصمت تجاه الإعلان عن اتفاق إثيوبي سوداني على حل ملفي الحدود وسد النهضة بطريقة سلمية وفقاً للآليات مشتركة بين البلدين.

الإعلان السوداني – الإثيوبي
وجاء الإعلان على هامش الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونين إلى الخرطوم، للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء “الهيئة الحكومية للتنمية” (إيغاد) الأسبوع الماضي، واللقاءات التي جمعته برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”.

ونقلت صفحات مجلس السيادة على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن لقاء حميدتي بوزير الخارجية الإثيوبي، تضمن تصريحاً للسفير الإثيوبي في الخرطوم بيتال أميرو، قالت فيه إن اللقاء تطرق إلى “مسيرة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”، مبينة أنه جاء “في إطار مشاركة وزير الخارجية الإثيوبي في اجتماعات مجلس وزراء منظمة إيغاد بالخرطوم”.

أي حديث عن اتفاق لا يشمل مصر هو حديث غير قانوني

ولفت أميرو إلى أن الطرفين “اتفقا على معالجة قضايا سد النهضة والحدود بطريقة سلمية، وفقاً للآليات المشتركة بين البلدين”. وأشار إلى أن السودان “أبدى استعداده لدعم تنفيذ اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي”.

وجاء حديث السفير الإثيوبي في الوقت الذي تؤكد فيه مصر تمسكها بالتوصل لاتفاق قانوني (شامل وملزم) بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وضرورة العودة إلى مائدة المفاوضات الثلاثية التي تضم الدول الثلاث (إثيوبيا والسودان ومصر) مجدداً، ووقف (التحركات الأحادية) التي تقوم بها أديس أبابا دون مراعاة أية ملاحظات فنية أو سياسية من جانب القاهرة.

تقارير عربية
تحركات مصرية على الساحة السودانية: المؤسسة العسكرية وسد النهضة
وقالت مصادر ذات صلة بملف سد النهضة في مصر، إن القاهرة “لا تشعر بالقلق من الإعلان السوداني الإثيوبي، لا سيما أن المبدأ العاشر من اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة في الخرطوم عام 2015 بين مصر والسودان وإثيوبيا، وهو مبدأ التسوية السلمية للمنازعات، ينص على أن “تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا، وبالتالي فإن أي حديث عن اتفاق لا يشمل مصر، هو حديث غير قانوني”.

القاهرة والخرطوم على قلب رجل واحد
وعلى العكس من ذلك، فإن القاهرة تنظر إلى أي محاولة لإزالة الخلافات ما بين الخرطوم وأديس أبابا بارتياح، نظراً لأن عدم الاستقرار بين الدولتين الجارتين من شأنه أن يؤثر على أمن مصر، بالإضافة إلى أن الخلافات العميقة بين البلدين كانت سبباً في تجميد الاتفاقات حول سد النهضة.

وعلمت “العربي الجديد”، أن كلا من القاهرة والخرطوم لا تزالان على قلب رجل واحد في قضية سد النهضة، وأن كلتا الدولتين رحبتا بالجلوس إلى موائد المفاوضات بينما كانت الإرادة الإثيوبية غائبة.

وفيما قلل مسؤولون مصريون من أهمية التصريح، باعتبار أن الحديث عن أي حلول للأزمة لا تشمل حضوراً مصرياً، أمر لا يشكل أي وزن، إلا أنهم أكدوا أن الخطوة الأخيرة تؤكد على “عدم رغبة إثيوبيا في التوصل إلى حل حقيقي للأزمة واستمرارها في المماطلة عبر وسائل المراوغة، واللعب على تشتيت الانتباه على القضية الرئيسية المتعلقة بالتوصل لاتفاق ملزم بشأن السد الذي يهدد الحصة المائية لكل من السودان ومصر”.

العربي الجديد