(طوارئ البنك المركزي) .. خطة لإنعاش الآمال والاقتصاد
حظي قرار محافظ بنك السودان المركزي برعي الصديق علي القاضي باعتماد خطة الطوارئ للتعامل بالنظام اليدوي بترحيب واسع من خبراء المصارف والاقتصاد لجهة تسهيل العمل المصرفي والخدمات المصرفية من سحب وايداع وتحاول مالية وتحريك قطاع الأعمال والانتاج والزراعة والصناعة وتحريك جمود الإقتصاد وتجاوز الوضع الراهن بالبلاد، بجانب تجديد الآمال بانعاش الاقتصاد، وإنعاش آمال العاملين بصرف المرتبات وإنعاش آمال المنتجين والمزارعين في الحصول على تمويل مصرفي للحاق بالموسم الزراعي وتفادي حدوث مجاعة بالبلاد.
ووصف خبراء مصرفيون واقتصاديون خطة طوارئ البنك المركزي بأنها مناسبة لظروف الحرب الحالية نتيجة لتوقف او ضعف العديد من الخدمات المصرفية في الوقت الحالي كالتمويل والتجارة الخارجية، كما أن العودة للنظام الإلكتروني تتطلب مجهودات كبيرة من البنك المركزي لاتخاذ رئاسة بديلة في اي من ولايات البلاد والعمل علي شراء انظمة جديدة إذا دعا الحال، فضلاً عن تمكين العاملين من صرف مرتباتهم وتشغيل الخدمات المصرفية خاصة عودة مقاصة الشيكات المصرفية والتحاويل البنكية من بنك الي اخر.
خطوة اضطرارية
ويري خالد محمد ادم مدير إدارة الخدمات ببنك البلد، أن العودة اربعين او خمسين عاما الى الوراء للتعامل بالنظام اليدوي في المعاملات المالية والخدمات المصرفية هي خطة اضطرارية للقيام بالحد الأدنى من الخدمات المصرفية في ظل الظروف الحالية حتى لا تتعطل الاعمال. واضاف : لا مفر من الإسراع في استرجاع الوسائل التقنية لتقديم خدمات مصرفية كاملة، ولعلها تكون سانحة لتطوير الخدمات القائمة التي تعتبر اساسا غير كافية لمتطلبات العصر وحركة الاقتصاد.
تدارك الموسم الزراعي
ونوه خالد إلي أنه يمكن توظيف خطة الطواريء هذه لتدارك الموسم الزراعي المقبل حتى لا يتأثر الانتاج، اما الصناعة والتجارة فلا أظن انها ستتعافى في القريب العاجل.
واضاف: المصارف نفسها ستحتاج الى فترة ليست بالقصيرة لتضميد جراحها وتأهيل نفسها للانطلاق من جديد بعد النخريب الشديد الذي طال مقارها وفروعها، وكما سميت فهي خطة طواريء تصلح فقط للاسعاف.
وفي السياق يري دكتور صالح جبريل مدير عام بنك الأسرة، أن النظام اليدوى يجعل بنك السودان يستعمل نظام الشفرة فى التحاويل، وكذلك المقاصة سوف تكون يدوية لتسهيل تعامل فروع البنوك مع فرع بنك السودان لتبادل الشيكات، بسبب تعطل النظام التقني، كما يجعل البنوك تستمر فى تقديم الخدمة للمواطنبن لكن ببطء،لأن الخدمة التى كانت تتم فى دقيقة او ساعات قد تاخذ زمن أطول قد يكون يومين، لكنها مهمة لاستمرار الخدمة المصرفية.
واضاف: إذا وقفت الحرب خلال أسبوع الامور سوف ترجع لسابق عهدها،عدا الأضرار المادية للبنوك
قرار موفق
وفي السياق ذاته وصف الأستاذ أيمن احمد مساعد المدير العام لبنك البركة السوداني، قرار البنك المركزي بالعمل بالنظام اليدوي، بأنه قرار موفق جدا وسلبياته أقل بكثير جدا من عدم فعل شيء، وهى لا تتعدى الجوانب المرتبطة بالسرعة فى إنجاز المعاملات.
واستبعد أيمن حدوث مشاكل مرتبطة بعدم فهم الموظفين للنظام اليدوى لأن البنك المركزي أصدر تعليمات واضحة جدا متضمنة القيود المحاسبية واليات ضبط العمل اليومي ( مرشد عمل متكامل).
تيسير المعاملات البنكية
واضاف أيمن : هذه الخطوة ستساعد كثيرا في تيسير الكثير من المعاملات بما في ذلك مرتبات مختلف الجهات، كما أنه بالنسبة للتمويل وتحريك السوق فى تقديري ان الحرب تعتبر فرصة سانحة للدولة لتفعيل دور المخزون الاستراتيجي بتحويله لمؤسسة قومية مهمتها تمويل الإنتاج الزراعي بشقيه لأغراض تغطية غذاء المواطنين، وتموله الدولة بالكامل من خلال صيغة ( السلم) لتمويل المساحات الاضافية لأغراض الصادر تموله المصارف.
في نظام ليس بجديد
وفي السياق ذاته بري دكتور أحمد التجاني صالح الخبير الاقتصادي، أن النظام اليدوي ليس جديداً علي المصارف في ظروف الحرب.
واضاف : لكن المهم الآن هو فتح فروع معينة محروسة بقوات من الجيش مكثفة ومدربة علي حماية البنك والمواطن حتي يتسني للمواطنين صرف ما يحتاجون من سيولة يسحبونها من حساباتهم بالبنوك التجارية، وذلك حتي نتفاهم غلطة نظام البشير بعجز في توفير نقود من الصراف الآلي واليوم من البنوك والصراف الآلي معا.
الإنتباهه