الأخبار

ضربات إسرائيل “تضر” بالجهاد الإسلامي و”لا تقتلها”


– تعتبر حركة الجهاد الإسلامي القوة العسكرية الثانية في قطاع غزة بعد حركة “حماس”
– يصعب تقدير مدى الضربة التي ألحقتها إسرائيل بحركة الجهاد خلال الأيام القليلة الماضية
– المحلل الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان: سلسلة القيادة واتخاذ القرار في الجهاد الإسلامي لم تنقطع وتعمل
– جروزاليم بوست: إسرائيل لا تستطيع ردع الجهاد الإسلامي
سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي، إلى وصف الضربات التي وجهها جيشه لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بأنها “الأقوى في تاريخها”.

وقال نتنياهو للصحفيين: “لقد وجهنا للجهاد الإسلامي في غزة أقوى ضربة في تاريخها”، وهو ذات التصريح الذي أطلقه رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، بعد عملية عسكرية ضد الجهاد الإسلامي في غزة بأغسطس/آب 2022، حينما قال: “وجهنا ضربة قاصمة لحركة الجهاد الإسلامي”.

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال 5 من قادة “الجهاد”.

وهم بحسب بيانات للجهاد الإسلامي: جهاد الغنام، أمين سر المجلس العسكري في “سرايا القدس” الذراع المسلح للحركة، وخليل البهتيني، عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وطارق عز الدين، أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي.

وبدوره قال الجيش الإسرائيلي، إنه اغتال أيضا علي غالي، الذي قال إنه قائد القوة الصاروخية لـ”سرايا القدس”، وأحمد أبو دقة، الذي قال إنه نائبه.

وفعليا تعتبر حركة الجهاد الإسلامي القوة العسكرية الثانية في قطاع غزة بعد حركة “حماس” التي تفوقه قوة وعتادا بكثير.

ويصعب تقدير مدى الضربة التي الحقتها إسرائيل بحركة الجهاد بواسطة الهجمات الجوية خلال العملية العسكرية المتواصلة منذ فجر الثلاثاء الماضي.

لكن نجاح الحركة الجمعة، بإطلاق صواريخ إلى تخوم القدس الغربية، يؤشر بحسب محللين إسرائيليين، إلى أن سلسلة القيادة في الحركة لم تنقطع رغم الضربات الإسرائيلية.

واعتبر المحلل الأمني الإسرائيلي البارز يوسي ميلمان في تغريدة، أن وصول صواريخ الجهاد إلى تخوم القدس الغربية: “يدل على أن لديه قدرات ومخزونات صاروخية تتراوح بين 40 و 50 كم، وأنه رغم اغتيالات قادة قوته الصاروخية، فإن سلسلة القيادة واتخاذ القرار لم تنقطع وتعمل، وإن كان بشكل أقل”.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أطلقت الأربعاء، صواريخ على منطقة تل أبيب وسط إسرائيل.

ومع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، راجت تقارير إعلامية إسرائيلية عن إمكانية إطلاق الجهاد الإسلامي صواريخ إلى منطقة تل ابيب وليس القدس الغربية.

واعتبر المحلل بإذاعة الجيش الإسرائيلي جاكي خوجي، في تغريدة، الجمعة، أن “الجهاد الإسلامي أراد إرسال ثلاث رسائل إلى القيادة الإسرائيلية بإطلاق النار على القدس”.

وقال: “أولا، رسالة دبلوماسية للإشارة إلى أنه إذا لم تلين إسرائيل في المحادثات، فإن النار ستمتد إلى أهداف جديدة، وثانيا، رسالة سياسية للإيحاء بأنهم لن يصمتوا على مسيرة الأعلام يوم الجمعة المقبل” في إشارة الى مسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس الشرقية الأسبوع القادم لمناسبة التقويم العبري لذكرى احتلال المدينة عام 1967.

وأضاف خوجي: “ثالثا، رسالة عملياتية لإثبات أنهم على الرغم من الضرب، فإنهم لم يستسلموا”.

وكان الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تامير هايمان، اعتبر في تغريدة الخميس أن الاغتيال المباغت لثلاثة من القادة العسكريين في الجهاد الإسلامي فجر الثلاثاء “أحدث اضطرابًا في التنظيم (الجهاد الإسلامي)”.

وأضاف: “قد تكون القيادة الخارجية للتنظيم تضغط من أجل استمرار الجولة والانتقام، بينما يبدو أن قيادة غزة قد استنفدت بالفعل الضربات التي تلقتها وتريد أن تكافح من أجل إنهاءها”.

وتابع: “حققت العملية أهدافها في الدقائق الأولى، ويجب ألا يؤدي النجاح التكتيكي إلى زيادة الشهية لتوسيع العملية، وينبغي أن نسعى جاهدين للنهاية”.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي سعت للحصول على إنجازات بمقابل وقف إطلاق النار، وبحسب تقارير إسرائيلية فإنها طلبت وقف الاغتيالات وتسليم جثمان القيادي بالحركة خضر عدنان ووقف مسيرة الأعلام في القدس الشرقية.

لكن هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أن إسرائيل رفضت كل هذه المطالب وأصرت على مبدأ “الهدوء مقابل الهدوء”.

وقال المحلل البارز بصحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هارئيل في مقال الجمعة: “نفذت إسرائيل ما لا يقل عن 15 عملية عسكرية في قطاع غزة منذ فك الارتباط عنها عام 2005. ما الذي حققته كل هذه الحملات؟ (..) ليس كثيرًا، حتى لو كان من المحتمل جدًا أنه في بعض هذه الحالات لم يكن لدى إسرائيل خيار سوى القيام بعملية عسكرية”.

وفي إشارة الى العملية العسكرية الحالية، أضاف: “كان من الواضح منذ البداية أنه هناك احتمالا ضئيلا بأن الهجوم الأخير سيحقق نتائج مختلفة جذريًا”.

وردا على أقوال نتنياهو بشأن العملية، أشار هارئيل إلى أنه “إذا كانت العمليات ناجحة إلى هذا الحد حقًا، فلن نحتاج إليها مرة واحدة في العام بالمتوسط، مع تقليل الوقت الفاصل بينها في السنوات القليلة الماضية”.

وأضاف: “الحقيقة البسيطة هي أن إسرائيل ليس لديها حل ملموس لمحنة غزة أو للمخاطر الأمنية التي تنبع من القطاع تحت حكم حماس”.

وتابع: “معظم التحركات الإسرائيلية العسكرية والاقتصادية تنطوي على إدارة الصراع، أو على الأكثر تأجيل الانفجار التالي”.

وأشار هارئيل إلى أن الجهاد الإسلامي ستستبدل قادتها الذين اغتيلوا بقادة آخرين تماما كما تفعل بعد اغتيال أي من قادتها.

أما صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، فقد تساءلت الجمعة: “بالتأكيد، يمكن لحركة الجهاد الإسلامي أن تلحق ضرراً أقل بكثير بإسرائيل من حماس، ولكن إذا كان على إسرائيل أن تقاتل المجموعة الأضعف في غزة أربع مرات في أقل من أربع سنوات، بما في ذلك شقيقتها الكبرى حماس في وقت إضافي في مايو/أيار 2021، فما مقدار ما أنجزته إسرائيل حقًا؟”.

وأضافت: “بعد عامي 2006 و2014، تحول كبار المسؤولين الإسرائيليين عقليًا من إخبار الجمهور أن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يحقق “نصرًا” حاسمًا إلى مجرد الحديث عن “استعادة الردع”.

وتابعت: “في ذلك الوقت، كانت الفكرة هي الردع الكامل لجميع الجماعات في غزة. الآن لا تستطيع إسرائيل حتى ردع الجهاد الإسلامي، المجموعة الأضعف، لأكثر من عام أو نحو ذلك في كل مرة” في إشارة إلى تكرر العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “يمكن لإسرائيل أن تخرج بسهولة من هذا الصراع بعد انتصارها، تمامًا كما حدث في أغسطس/آب 2022 وبعض الجولات الأخرى الأخيرة، ولكن بدون قدرة حقيقية على ردع الجهاد الإسلامي عن جولة أخرى في المستقبل القريب”.

سكاي نيوز
الاناضول