رأي ومقالات

الزبير نايل: أي ديمقراطية هذه


التي ثمنها ترويع الناس وهتك أعراضهم وسلب ممتلكاتهم ودفعهم إلى غياهب الشتات والنزوح ومعابر اللجوء بعد أن ضاقت بهم البلاد بل ضاقت عليهم حتى أنفسهم ..
أي ديمقراطية هذه التي تنزع عن مركب الحياة شراع الأمن وتهتك ستر المدينة وتجعلها مختنقة بدخان حرائق الأسواق والمكتبات ورائحة البارود …
أي ديمقراطية هذه التي تجفف الزرع والضرع وتكشف ظهر البلاد وتجعل ( مطاميرها)خاوية وحقولها مصفرة ونيلها يغادر الضفاف …
أي ديمقراطية هذه والمدارس والجامعات خرائب موحشة تعربد فيها رياح الأسى، ومتاحف المدينة معطوبة الذاكرة، ومسارحها تتدثر بثوب الحداد..
أي ديمقراطية هذه ومراكز الاستشفاء نزعوا عنها كمامات الأوكسجين وحقنوا أوردتها بمحاليل الغل وتركوها فريسة للموت الزؤام …
أي ديمقراطية هذه التي تريد أن تشيد قبة برلمانها على الجماجم والأشلاء، وغلاف دستورها مصبوغ بالدماء …
أي ديمقراطية هذه التي تخرق سفن المدينة وتغرق أهلها في الفوضى والعذابات وتأتي بكل شيء إمرا …
أي ديمقراطية هذه؟

الزبير نايل