الأخبار

في ظل موجة التطبيع والمستجدات الإقليمية والدولية.. هل يتخلى الفلسطينيون عن المقاومة المسلحة؟

يتفق كتاب ومتخصصون في القضية الفلسطينية تحدثوا لبرنامج “موازين” على أن الفلسطينيين بحاجة إلى كل أشكال المقاومة -بما فيها المقاومة المسلحة- للدفاع عن أنفسهم، وتوقعوا استمرارها وتصاعدها رغم موجة التطبيع العربية مع إسرائيل.

وركزت حلقة (2023/5/31) من برنامج “موازين” على المقاومة الفلسطينية.. تاريخها وأساليبها وتطورها خلال العقود الماضية، فضلا عن التحديات التي تواجهها في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وموجة التطبيع العربية مع إسرائيل ضمن ما تعرف باتفاقات أبراهام.

ومن وجهة نظر مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري فإن المقاومة السلمية لعبت دورا تاريخيا كبيرا في إبراز القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة من خلال الانتفاضة الأولى التي انطلقت عام 1987.

لكن المصري شدد على أن الفلسطينيين بحاجة إلى كل أشكال النضال، بما فيها المقاومة المسلحة التي تفرضها طبيعة المشاريع الإسرائيلية والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وهي ضرورية للدفاع عن النفس ولجعل العدو يرتدع.

ويوضح أن المقاومة السلمية اللاعنفية شكل رئيسي من أشكال النضال في هذه المرحلة، لأنها تستطيع أن تجعل كل الشعب الفلسطيني يشارك فيها، داعيا إلى استخدام المقاومة المسلحة بشكل أضيق.

وأكد المصري أن أبرز أساليب المقاومة السلمية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المقاومة الفلسطينية تتمثل في مقاطعة إسرائيل ومحاصرتها دوليا في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، ومقاطعة بضائع الاحتلال وإقناع دول العالم بعدم الاستثمار في المستوطنات باعتبارها أراضي محتلة، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت محل اهتمام العالم.

أما الكاتب والباحث المختص في توثيق القضية الفلسطينية معين الطاهر فيرى أن الشعب الفلسطيني مارس عبر تاريخه كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال، ومنها الاعتراض العارم على وعد بلفور والإضراب الكبير الذي شنه عام 1936 واستمر 6 أشهر.

وتحدث الطاهر عن لجوء الفصائل الفلسطينية في مراحل سابقة إلى العمليات الخارجية وخطف الطائرات ثم تراجعت عن ذلك، و”في الوقت الحالي هناك قاعدة ارتكاز للمقاومة المسلحة في قطاع غزة وأشكال أخرى من المقاومة في القطاع وفي الضفة الغربية مثل الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات، وهي أشكال تحددها ظروف كل مرحلة”.

وبشأن التحديات التي توجهها المقاومة الفلسطينية اليوم، يقول باسم نعيم -وهو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة حماس في قطاع غزة- إن ما سماه التدافع الحاصل على المستوى الدولي بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين والهند وإيران وغيرها من القوى الكبرى سيكون في خدمة المقاومة الفلسطينية ومشروعها، وذلك من خلال إفساح المجال لعلاقات وفرص جديدة لحركات المقاومة، في مقابل إضعاف موقف الكيان الصهيوني على المستويين الإقليمي والدولي، كاشفا أن “حماس” بدأت تطرق الأبواب إقليميا ودوليا في إطار التغيرات الجديدة.

لكن معين الطاهر لم يحبذ المراهنة على المتغيرات التي ستفرزها حرب روسيا على أوكرانيا، داعيا إلى ضرورة التركيز على الوضع الفلسطيني الداخلي وعلى حق الشعب الفلسطيني المشروع الذي تقره كل القوانين والمواثيق الدولية.

وتعمل حركة حماس -وفق ما ورد في مداخلة مسؤولها- على تعزيز قوتها في مجالات تفرض نفسها في معارك اليوم، وأبرزها القوة العسكرية والأمن السيبراني والقوة الإعلامية، وهي لا تتردد في التواصل مع أي طرف يمكنه مساعدة مشروعها.
تأثير موجة التطبيع
أما المصري فدعا إلى عدم المبالغة في الحديث عن قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة، وقال إن وحدة الساحات لا تتحقق من خلال إطلاق الصواريخ من غزة أو عدم إطلاقها، وإنما تتحقق من خلال وحدة البرنامج الفلسطيني ووحدة القيادة والمؤسسة الوطنية وتغيير السلطة الفلسطينية التي بنيت ضمن اتفاق أوسلو الفاشل لتكون أداة من أدوات خدمة البرنامج الوطني.

ويرى أن وجود سلطة في قطاع غزة تحاول الجمع بين السلطة والمقاومة المسلحة بحاجة الى إعادة نظر، مشيرا إلى أنه لا يمكن ذلك في ظل الظروف الحالية وموازين القوة والجو الجيوإستراتيجي المحاط بالقطاع، و”هذا يطرح ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية والاتفاق على إستراتيجية واحدة سياسية ونضالية”، مؤكدا أن المقاومة المسلحة مرشحة للتصاعد والاستمرار في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وعن تأثير موجة التطبيع مع الاحتلال على المقاومة الفلسطينية، يؤكد معين الطاهر أن الثورة الفلسطينية كان لها ظهير عربي في الماضي، وكان المقاتل الفلسطيني يتنقل بين العواصم العربية ببطاقته الشخصية، مبينا أن اتفاق أوسلو فتح الباب واسعا أمام أي نظام عربي يريد أن يطبّع مع المحتل الإسرائيلي باعتبار أن السلطة الفلسطينية نفسها قامت بالتطبيع.

سكاي نيوز
الجزيرة